أكراد لبنان يرفضون الحرب الأميركية على العراق وجنبلاط يحذر أكراد العراق من استخدامهم لتفتيت المنطقة

TT

يطلق علماء دين اكراد لبنانيون اليوم فتوى تحرم التعاون مع القوات ـ الاميركية في حربها على العراق، وذلك في مستهل تحرك بدأته القيادات الكردية اللبنانية لشرح موقفها الرافض لهذه الحرب.

وبرز في هذا الاطار ايضاً تحرك قام به رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط الذي يمتلك حزبه قاعدة عريضة في الاوساط الكردية، اذ التقى قيادات الاحزاب والجمعيات الكردية طالباً نقل رسالة الى رئيسي الحزبين الكرديين الرئيسيين في العراق (مسعود البارزاني وجلال الطالباني) ينبههما فيها الى «المخططات التي تستهدف تفتيت المنطقة».

ودعا علماء الدين الاكراد الى لقاء يعقد اليوم في مقر نقابة الصحافة اللبنانية تحت عنوان «رفض الغزو الاستعماري الجديد والتقسيم وتفتيت المنطقة» حيث سيتم الاعلان عن «فتوى علماء اكراد لبنان حول الحرب في العراق».

واكد غازي خميس نائب رئيس حزب رزكاري الكردي لـ«الشرق الأوسط» ان اللقاء هو مبادرة ذاتية اطلقتها الاحزاب والجمعيات الكردية التي تمثل نحو 100 الف كردي في لبنان يحمل معظهم الجنسية اللبنانية، علماً ان اكثر من نصفهم مهاجرون، رافضاً الربط بين هذا التحرك والاجتماع الذي عقد مع جنبلاط.

وكان جنبلاط قد اجتمع امس برؤساء الاحزاب والجمعيات الكردية في مقر الحزب في بيروت. وقال عقب الاجتماع: «لقد تمحور اللقاء حول نقطتين: امر داخلي لن نسترسل فيه، لكن لاكراد لبنان حقوقاً ومطالب مشروعة ويشكون من ان غالبية النواب الذين انتخبوهم لا يتطلعون الى ظروفهم ومطالبهم، كما ان مصيرهم معلق حول موضوع الهويات التي هي حتى الآن قابلة للطعن، وهذا امر نرفضه». مشيراً الى «ان القضية المهمة هي ان الشعب الكردي في تركيا وفي العراق، وفي مرحلة معينة في ايران، لقي مصاعب كبيرة جداً. وكان هناك من خلال اتفاقيات سايكس ـ بيكو طعن بالحقوق الوطنية الكردية المشروعة. وجرى اضطهاد للاكراد خصوصاً في تركيا، وفي العراق وبالتحديد من خلال نظام صدام حسين. طبعاً اليوم، وعندما نستذكر التاريخ الكردي العريق والمجبول بالحضارة العربية والاسلامية، ومن منا، ومن هم الساسة الذين يتمتعون بدم او عرق عربي صاف؟ جميعنا خليط. انا من اصل كردي. وافتخر بأصولي الكردية».

ونفى جنبلاط تعاون الحزبين الكرديين في شمال العراق مع القوات الاميركية، معتبراً «ان هناك قلقاً مشروعاً لدى اكراد كردستان العراق من اطماع تركيا. وهناك طبعاً قلق مشروع من تجربة حرب الخليج الثانية عندما غُدر بهم من قبل الاميركيين، وجرى ما جرى من مجازر. ومن حقهم ان يطلبوا حماية». وقال: «من خلال هذا الاجتاع اريد ان اوصل رسالة الى مسعود البارزاني وجلال الطالباني والى كل القوى الوطنية الكردية ان ينتبهوا الى المخططات التي تستهدف تفتيت المنطقة، وان اميركا لن تحمي احداً، ستستخدمهم، لا سمح الله، من اجل تفتيت المنطقة. وليس هذا لمصلحتهم. نحن مع الحقوق المشروعة لاكراد العراق ضمن وحدة العراق. ونحن نعلم ان كل الفئات العربية في العراق اعلنت انها ستقاتل اميركا واسرائيل».

من جهة اخرى، انتقد جنبلاط موقف «لقاء قرنة شهوان» الذي يضم اركان المعارضة المسيحية لأنه لم يدن العدوان الاميركي، وقال: «اي حوار (على الساحة الداخلية) ينطلق من مسلمات، كإدانة العدوان الاميركي ـ الاسرائيلي ـ البريطاني، ثم التلاحم مع الشعب العراقي ضد العدوان، ثم التلاحم مع القيادة السورية والشعب السوري والشعب العربي... اما عندما يصدر بيان من بعض الجهات السياسية تدعو في هذه اللحظة التاريخية الى تعميم الثقافة الديمقراطية وسيادة كل دولة على اراضيها، فإنهم يحكون كلام السفارة الاميركية وكلام باول ورامسفيلد. انا ارفض هذا الكلام. واقول بوضوح انه بين الديمقراطية الآتية على ظهر الدبابة الاميركية ـ الاسرائيلية، والديمقراطية العربية، وحتى لو كانت ديمقراطية بالدبابة العربية، فانني افضل الدبابة العربية».