استئناف المحادثات الأمنية الإسرائيلية ـ الفلسطينية بهدف وقف الاغتيالات مقابل وقف العمليات التفجيرية

TT

كشف النقاب عن تطور مفاجئ في العلاقات الاسرائيلية ـ الفلسطينية، امس، تبين منه ان المحادثات الامنية بين الطرفين قد استؤنفت في الاسبوع الماضي بعد انقطاع دام حوالي السنة ونصف السنة. ويتحدث الطرفان عن احتمال انفراج ما، يتمثل في انسحاب قريب لقوات الاحتلال الاسرائيلي من بعض المناطق في قطاع غزة.

وأكدت مصادر في الطرفين ان مسؤولين امنيين على مستوى رفيع اجتمعوا يوم الخميس الماضي في منطقة حاجز بيت حانون (معبر ايرز) شمال قطاع غزة، وترأس الوفد الاسرائيلي فيه قائد اللواء الجنوبي في الجيش، الجنرال دوروف الموغ، بينما ترأس الجانب الفلسطيني، قائد الحرس الوطني في غزة، عبد الرازق المجايدة. وقالت المصادر ان اتفاقا اوليا قد تم في اللقاء، على ان توقف اسرائيل عمليات الاجتياح وهدم البيوت والاغتيالات في قطاع غزة، مقابل تولي اجهزة الامن الفلسطينية المسؤولية عن عدة مواقع متقدمة في القطاع، لمنع اطلاق صواريخ «قسام» باتجاه المستوطنات الاسرائيلية داخل الخط الاخضر ومكافحة العمليات التفجيرية. ووعد الاسرائيليون بسحب قواتهم من قطاع غزة بالتدريج، اذا لاحظوا جهودا جدية من الامن الفلسطيني لمنع العمليات. وكشف النقاب، امس، عن ان المخابرات الفلسطينية برئاسة العميد توفيق الطيراوي (الذي تعتبره اسرائيل مطلوبا) وجهاز الامن الوقائي الفلسطيني، برئاسة العميد زهير المناصرة، تمكنا من منع اطلاق عملية تفجيرية ضد اهداف اسرائيلية مدنية في اللحظة الاخيرة تماما.

وبناء على ذلك، اعلن وزير الدفاع الاسرائيلي، شاؤول موفاز، انه يلاحظ «تغييرات ملموسة في التوجه لدى السلطة الوطنية الفلسطينية». وقال: «يبدو ان الرجل (يقصد رئيس الوزراء الفلسطيني الجديد، محمود عباس (ابو مازن) يبدي رغبة جدية للعمل. وسنرى ان كان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات سيتيح له ذلك». لكن مصادر امنية اسرائيلية اصرت على التشكيك في هذا التطور، فقالت: «ان ابو مازن يحاول منذ فترة التوصل الى اتفاقات مع الفصائل الفلسطينية لوقف العمليات، لكن عرفات يعرقل محاولاته».

يذكر ان اللقاءات الامنية الاسرائيلية ـ الفلسطينية توقفت في نهاية عام 2001، بعد فشل مهمتي جورج تينيت مدير وكالة المخابرات المركزية الاميركية (سي آي ايه) والجنرال انتوني زيني. ومنذ ذلك الوقت تقوم اسرائيل بمطاردة قادة الاجهزة الامنية الفلسطينية. ورفضت كل الاقتراحات للتوصل الى هدنة، رغم الجهود الاميركية والمصرية في هذا السبيل. وكلما سنحت الفرصة للتوصل الى اتفاق بين الفصائل الفلسطينية المعارضة مثل «حماس» و«الجهاد الاسلامي» والجبهتين الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين، كانت اسرائيل تقدم على تنفيذ عملية اغتيال كبرى، تفجر بها هذه الاتفاقات.

ويربط المراقبون بين هذا التطور الجديد وبين الموقف الاميركي ـ البريطاني الرابط بين الحرب على العراق وتحريك عملية السلام الاسرائيلي ـ الفلسطيني، الذي يطالب اسرائيل بالقيام بخطوات عملية لتشجيع ابو مازن واعادة فتح الآمال باستئناف عملية السلام. وكان الاسرائيليون قد اعتبروا الموقف الاميركي، محاولة لارضاء البريطانيين لا اكثر. وراحوا يهاجمون بريطانيا على ذلك. الا انهم، كما يبدو، ارغموا على إحداث تغيير في هذا التوجه.

واثنى رئيس المعارضة الاسرائيلية، عمرام متسناع، على الحكومة لهذه التطورات. ودعاها الى المزيد من الخطوات الفعلية. وقال: «اتمنى ألا يكون ذلك مجرد تحرك صوري. فالوضع الفلسطيني اليوم يعتبر فرصة تاريخية علينا ألا نضيعها، ليس فقط بسبب الحرب او بسبب موقف بريطانيا والولايات المتحدة».