ليبيا تعتزم تفعيل طلب انسحابها من الجامعة العربية والتخلي عن رئاسة مجلسها

TT

علمت «الشرق الاوسط» ان ليبيا ابلغت الجامعة العربية مجدداً وبشكل رسمي اعتزامها الانسحاب من الجامعة العربية وتجميد عضويتها فيها، احتجاجاً على «التردي غير المسبوق والتدهور الخطير في الأوضاع العربية، بسبب الحرب الاميركية البريطانية ضد العراق، والتي دخلت أمس يومها الخامس عشر على التوالي من دون توقف».

واجتمع عمرو موسى الأمين العام للجامعة أمس مع عبد المنعم الهوني مندوب ليبيا الدائم الذي أبلغه ان ليبيا قد تكون بصدد «وقف مشاركتها في أية اجتماعات سياسية تعقد خلال المرحلة القادمة في إطار مجلس الجامعة العربية، سواء على مستوى وزراء الخارجية العرب أو المندوبين الدائمين».

وعلمت «الشرق الأوسط» ان القرار الليبي المفاجئ بتفعيل طلب الانسحاب الذي سبق تقديمه في الرابع والعشرين من شهر اكتوبر (تشرين الاول) الماضي، يعني ان ليبيا ستتخلى عن رئاسة مجلس الجامعة التي تولتها يوم 23 الشهر الماضي، طبقا لنظام التداول المعمول به وفقا للأحرف الابجدية للدول العربية، واذا تخلت ليبيا عن رئاسة مجلس الجامعة تتولى الدولة العربية التالية وهي مصر الرئاسة بشكل آلي.

وقالت مصادر مسؤولة في المندوبية الليبية الدائمة لدى الجامعة العربية لـ«الشرق الاوسط» ان الهوني بعث بمذكرة رسمية الى القيادة الليبية يقترح خلالها اتخاذ عدد من الخطوات للتعبير عن استياء ليبيا من الوضع العربي الراهن، واحتجاجها على عدم وجود موقف عربي قوي لمواجهة العدوان المشترك الذي تشنه الولايات المتحدة وبريطانيا ضد العراق منذ اسبوعين.

وتشمل هذه الخطوات التي وردت في المذكرة التي اطلعت عليها «الشرق الاوسط» تجميد كافة الأنشطة الاعتيادية للمندوبية الليبية لدى الجامعة والامتناع عن المشاركة في أية اجتماعات سياسية تعقد على أي مستوى في إطار الجامعة.

ورفض الهوني تأكيد أو نفي هذه المعلومات، لكنه قال لـ«الشرق الأوسط» ان الوضع الراهن الذي تمر به الأمة العربية بات من الخطورة بمكان بحيث لم يعد أحد قادرا على تفادي تداعياته السلبية على الأمن القومي لكل الدول العربية. واضاف ان ليبيا تسعى الى لفت الانتباه الى خطورة تلك الأوضاع، وما يتعرض له الشعب العراقي البريء لقصف يومي متواصل لم يسبق حدوثه من قبل في تاريخ الحروب التي عرفها العالم.

وأوضح ان بعض الدول العربية التي رفض تسميتها «تقوم بانتهاك ميثاق الجامعة، وتتجاهل القرارات المتتالية التي اتخذتها مؤسسة القمة العربية ومجلس وزراء الخارجية العرب بالامتناع عن تقديم أي تسهيلات للعدوان على العراق». وأشار الى ان هذا الوضع لا يتناسب مع حجم المخاطر التي يتعرض لها النظام الاقليمي العربي وتهدده في الصميم.