قرنق لـ«الشرق الأوسط»: نقترب من تحقيق سلام شامل في السودان ونبحث تنمية الجنوب مع مصر

مبارك بحث مع زعيم الحركة الشعبية عملية السلام في السودان ويلتقي البشير اليوم

TT

قال الدكتور جون قرنق زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان ان مفاوضات السلام السودانية تقترب من نهايتها، متمنيا تحقيق سلام شامل وعادل يضمن توفير الحقوق والحريات لكل السودانيين.

وأكد قرنق في اتصال مع «الشرق الأوسط» انه جاء الى مصر لبحث عدد من القضايا بينها قضية تنمية الجنوب. واجتمع الرئيس المصري حسني مبارك أمس بالقاهرة مع قرنق، عشية لقاء مرتقب يجمعه اليوم مع الرئيس السوداني عمر البشير الذي يصل إلى القاهرة صباحا. وقال قرنق عقب لقائه مبارك انه اجرى «محادثات جيدة» بحث خلالها «الدور الايجابي الذي يمكن لمصر ان تقوم به خلال المرحلة الانتقالية وخصوصا بالنسبة للتنمية وتوفير الاعتمادات اللازمة لذلك من جانب الدول العربية». وأعرب عن امله في «التغلب على المصاعب التي تواجهها المحادثات بين الحركة والخرطوم في نيروبي وخصوصا في ما يتعلق باجراءات الامن واقتسام السلطة والثروات»، مشددا على ضرورة وضع «سياسات وبرامج جديدة خلال الفترة الانتقالية من اجل الاقتراع في نهايتها لصالح وحدة السودان». وأشار الى ان المباحثات التي عقدت أمس في كينيا تدور حول موضوع واحد وهو بحث الترتيبات الأمنية خلال المرحلة الانتقالية.

وأعلنت الحكومة السودانية رسمياً امس أن الرئيس عمر البشير سيقوم بزيارة للقاهرة اليوم تستغرق يوماً واحداً يجري خلالها محادثات مع الرئيس المصري حسني مبارك حول الوضع في المنطقة الناجم عن الحرب في العراق وتداعياتها والعلاقات الثنائية. وقال مصطفى عثمان إسماعيل وزير الخارجية السوداني في تصريحات صحافية إن البشير سيطلع مبارك على نتائج لقائه يوم الأربعاء الماضي بالعقيد جون قرنق في نيروبي وتطورات عملية السلام. واعتبر زيارة البشير لمصر مؤشراً على تطور العلاقات بين البلدين. وفي خطوة هي الاولى من نوعها، التقى قرنق بالامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى واجريا محادثات في «ضوء التقدم الذي تشهده مفاوضات» السلام بين الخرطوم والحركة الشعبية، حسبما ذكر مصدر في الجامعة. وقال المصدر ان الاجتماع «يظهر حرص الجامعة على لقاء مختلف اطراف المعارضة السودانية في اطار اهتمام الجامعة العربية بالشأن السوداني». وكان قرنق قد عقد فور وصوله الى القاهرة مساء أول من أمس اجتماعاً مع وزير الخارجية المصري احمد ماهر، كما التقى مستشار الرئيس المصري للشؤون السياسية اسامة الباز. وقال بعد لقائه ماهر ان زيارته للقاهرة تأتي بدعوة مصرية لمناقشة موضوعات متعددة من ضمنها موضوع صندوق إعمار الجنوب. وأكد ان الدور المصري أساسي تجاه السودان وحل مشاكله واحلال السلام هناك، نافياً ان يكون قد عطل سريان المبادرة المصرية ـ الليبية التي وضعت لهذا الحل منذ عدة سنوات. ونوه قرنق الى ان موقفه من الحل السياسي واقامة سودان موحد يتمثل في ضرورة احترام التعددية الثقافية والعرقية والدينية وألا يتم فرض شيء بالقوة من جانب طرف ضد الآخر.

من جهته اكد احمد ماهر وزير الخارجية المصرى بعد لقائه قرنق اهمية تسوية المشكلة السودانية. وقال ماهر ان قرنق اكد له انه من انصار الوحدة التي يتمتع فيها جميع اهل السودان بنفس الحقوق. واوضح الوزير المصري انه اكد لقرنق ان نظرة مصر للوحدة تقوم على ضمان تمتع جميع ابناء الشعب السوداني بخيرات بلدهم، مشيرا الى انه اتفق مع قرنق على استمرار الاتصالات في الفترة القادمة. واضاف ماهر ان قرنق اكد له اهمية الدور المصري في تسوية المشكلة السودانية في المرحلة الانتقالية التي تستغرق ستة اعوام. ونفى ما اذا كانت القاهرة ترتب للقاء بين الرئيس السوداني عمر البشير وجون قرنق. وعما اذا كانت الحرب ضد العراق من شأنها تقوية موقف قرنق في مفاوضاته مع الحكومة السودانية نفى ماهر وجود علاقة بين القضيتين، مؤكداً اهتمام مصر بإحلال السلام في السودان كما هو في العراق.

من جانبه الباز ان مصر مهتمة بالحفاظ على وحدة السودان ووحدة أراضيه وشعبه وهي حريصة على اجراء الاتصالات مع الاشقاء السودانيين من الشمال والجنوب ومن جميع الفصائل. وقال الباز عقب اجتماع عقده مع قرنق ان مصر تدعم الشعب السوداني في سعيه نحو التقدم والوحدة. موضحا ان القاهرة لا تتحرك من منطلق الحرص على الأمن القومي المصري فقط وانما من منطلق المصلحة السودانية ايضا.

وبدأت امس في نيروبي الجولة الرابعة من مفاوضات السلام بين الحكومة السودانية وحركة قرنق لبحث المسائل الامنية خلال الفترة الانتقالية المقبلة. وقال الجنرال الكيني المتقاعد لازاروس سومبيو الذي يرأس المحادثات السودانية في افتتاح الجلسة امس ان الجانبين «مستعدان لاطلاق محادثات جدية تتعلق بقواتهما ومواقع انتشارها خلال الفترة الانتقالية وحول استيعاب المقاتلين بعد انتهاء الحرب». وتتولى رعاية مفاوضات السلام في نيروبي الهيئة الحكومية للتنمية (ايقاد) التي تضم سبع دول من شرق افريقيا. وأعلن الجنرال سومبيو ايضا عن ارسال فريق «استطلاع» من «ايقاد» الاربعاء المقبل الى السودان في اطار بعثة لمراقبة وقف اطلاق النار في جنوب السودان. وسيزور الفريق بانتيو، المدينة التي تسيطر عليها القوات الحكومية في جنوب ولاية أعالي النيل الغربية الغنية بالنفط، وقال «حين ترفع هذه البعثة تقريرها، آمل في التمكن من ارسال اول فريق اشراف ومراقبة وقف اطلاق النار في الايام التي تلي ذلك». وستستمر هذه الجولة الجديدة من المفاوضات ستة ايام.