قمة مبارك والبشير ناقشت الحرب على العراق والوضع في فلسطين والسودان

TT

اكد الرئيسان المصري حسني مبارك والسوداني عمر حسن البشير في قمتهما امس بالقاهرة ان الحرب على العراق «تخالف القانون الدولي والانساني» واكدا في اول لقاء بين زعيمين عربيين منذ بداية الحرب، على اهمية التحرك في اطار مؤسسي بما يحقق الشرعية الدولية.

وطالب الرئيسان في قمتهما الطارئة والعاجلة بضرورة ان يكون الموقف العربي، معبرا عن الغضب الشعبي الذي يتفجر يوميا، وطالبا باستمرار الجهود العربية من اجل دعم الشرعية الدولية. واجرى مبارك والبشير محادثات مهمة امس تركزت على تداعيات الحرب والوضع في فلسطين والسودان في ضوء الجهود السلمية الحالية. وقال وزير الاعلام المصري صفوت الشريف ان الرئيسين ناقشا في القمة التي استمرت عدة ساعات «الحرب على العراق والقضية الفلسطينية فضلا عن العلاقات الثنائية وسبل دعم التعاون الاقتصادي المشترك بين البلدين». وبدأ مبارك والبشير جلسة محادثات اقتصرت عليهما قبل انضمام اعضاء الوفدين. وأوضح الشريف ان الاجتماع يأتي وسط «الجهود السياسية التي تشهدها القاهرة حاليا على صعيد العملية السلمية في السودان لاقرار السلام والتنمية في جنوبه»، مشيرا الى محادثات مبارك امس مع زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان العقيد جون قرنق.

وقال الشريف عقب انتهاء القمة المصرية ـ السودانية ان المحادثات تتم في ظل مرحلة صعبة تمر بها الأمة العربية والمنطقة نتيجة الحرب ضد العراق، مشيرا الى ان ذلك لم يمنع الرئيسين في ان يتحاورا ويلتقيا لتقييم الموقف من كافة جوانبه وان يناقشا أهمية تعزيز سبل التعاون والتكامل بين البلدين. واضاف ان الرئيس مبارك أكد على العلاقات الثنائية القوية والمتينة بين البلدين ووصفها بأنها علاقات قيمة تربط الشعبين الشقيقين ولها جذور عميقة، كما أكد الرئيسان مبارك والبشير ان التعاون والتنسيق بين البلدين لا حدود لهما «بل هناك اقتناع كامل وتنسيق وتفعيل ضروري وهام لكافة أوجه التعاون بين البلدين». وقال ان الرئيسين اتفقا على ان تبدأ على الفور تفعيل كافة المشروعات التي تحقق التكامل بين البلدين من كافة الاتجاهات.

وحول الملف السوداني اشار الشريف الى انه فرض نفسه على مباحثات الرئيسين حيث تم استعراض نتائج المباحثات الجارية من أجل دعم السلام في السودان بما يحقق السلام بين أبناء الوادي في شماله وجنوبه. وقال صفوت الشريف ان الرئيس مبارك أكد في هذا الشأن حرص مصر على تقديم كل ما يحقق السلام بين ابناء الشعب السوداني. واضاف ان الرئيس عمر البشير اكد من جانبه على ان مباحثات السلام تشهد تطورات، مشيرا الى ما تحقق من وراء ذلك من ايجابيات، وأشار البشير الى حرص السودان على الدور المصري في هذا الملف، انطلاقا من ان المستقبل بين البلدين مستقبل واحد وأمنهما القومي واحد والتحديات التي تجابههما واحدة وان السودان يسعى الى وحدة طوعية تنهي كل شبح الانفصال.

واضاف الشريف ان المباحثات تناولت ايضا التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، مشيرا الى انه خلال اللقاءات السابقة بين الرئيسين جرى تحديد عدد من المشروعات المشتركة في مجالات الامن الغذائي والبنية الاساسية والربط الكهربائي والتعمير والزراعة والتجارة بين البلدين. وقال ان لجان الخبراء التي تم تكليفها في كل من مصر والسودان لبحث هذه المشروعات انتهت الى تحديد عدد من المشروعات على ان تجتمع هذه اللجان في القاهرة لتحديد خطوات عملية وأطر زمنية للبدء في تنفيذها. وأضاف الشريف ان مجموعة وزارية مصرية ستقوم بزيارة للسودان بعد ذلك لتستكمل على أرض الواقع الدراسات الخاصة باللجنة الاستشارية، لوضع أولوية للمشروعات المطلوب تنفيذها سواء في الشمال أو الجنوب وعلى ضوء ذلك يحدد موعد لانعقاد اللجنة العليا المشتركة لاتخاذ القرارات النهائية في هذا الشأن بما يحقق خطوات واضحة وعاجلة وفورية لتحرك وتعاون جاد بين البلدين الشقيقين.

وأوضح وزير الاعلام المصري انه فيما يتعلق بموضوع العراق، فان الرئيسين مبارك والبشير استعرضا الجهود التي بذلت قبل بدء العمليات العسكرية وكافة الجهود التي بذلت على الصعيد العربي ومنظمة المؤتمر الاسلامي وحركة عدم الانحياز والتحرك على الساحة الدولية في مجلس الامن وفي الامم المتحدة من أجل تجنيب وقوع هذه الحرب وتفادي الآثار السلبية والخطيرة، كما أكد الرئيسان على ان ما يحدث في العراق وتعريض الأبرياء من ابنائه للوقوع ضحايا هي أعمال كلها تخالف القانون الدولي والانساني، كما اكدا على اهمية التحرك في اطار عربي ومؤسسي بما يحقق الشرعية الدولية، وعلى أهمية ان يكون الموقف العربي، معبرا عن الغضب الذي يختلج في نفس كل مواطن عربي سواء في السودان أو في مصر، وطالبا باستمرار العمل العربي حتى يمكن ان تكون له آلياته الفاعلة وبذل كافة الجهود الدولية لدعم الشرعية الدولية.

ومن جانبه أكد وزير الاعلام السوداني الزهاوي ابراهيم مالك بأن لقاء الرئيسين امس يأتي في إطار التشاور والتنسيق المشترك إزاء القضايا الاقليمية والعالمية التي تهم البلدين، وقال انه تم التركيز على العلاقات الوثيقة بين السودان ومصر فيما يتعلق بالقضايا المتعلقة بالسلام في السودان وما وصلت إليه في هذا الشأن، كما ركز على ضرورة الاهتمام بالتنمية بوصفها الضمان الوحيد لاستمرار السلام في السودان بعد ان يتحقق. وقال ان عملية التنمية تبدأ من الآن وأعرب عن أمل بلاده أن يتطور التنسيق والتشاور بين مصر والسودان في كل القضايا التي تناولتها المباحثات، مؤكدا ان العلاقة الوطيدة بين الشعبين هي الضمان الوحيد لتحقيق كل ما يأمله الشعبان. وأضاف مالك ان بلاده تعتبر دعوة الرئيس مبارك لقرنق تعد دليلا واضحا على اهتمام مصر بمتابعة كل المستجدات على الساحة السودانية، «ونرى في ذلك دورا كبيرا لمصر في تحقيق السلام في السودان».