أبو مازن يهدد بالاستقالة بسبب عقبات وضغوط يتعرض لها

TT

رام الله ـ أ.ف.ب: يواجه محمود عباس (ابو مازن) رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف عقبات تعترض تشكيل حكومته، التي يفترض ان يقدمها قبل يوم الجمعة، لا سيما ضغوط من الرئيس ياسر عرفات ومسؤولين كبار في حركة فتح الى حد انه هدد بالاستقالة.

واكد مسؤولون فلسطينيون لوكالة الصحافة الفرنسية ان ابو مازن الذي اجرى سلسلة لقاءات ومشاورات في الضفة الغربية وقطاع غزة خلال الاسبوعين الماضيين «صعق» من حجم الفساد الذي تعرف عليه في هذه الجولة وخلال المشاورات التي اجراها. وقال مسؤول رفض ذكر اسمه ان اجهزة امنية خاضعة لسيطرة الرئيس عرفات «متورطة في عمليات الفساد وسوء الادارة».

والتقى ابو مازن منذ تعيينه بشرائح مختلفة في المجتمع الفلسطيني لا سيما ممثلي القطاع الخاص ورجال الاعمال والمنظمات الاهلية والمدنية. وبعد عودته الى رام الله اثر جولة مشاورات ولقاءات في غزة التقى ابو مازن مع عرفات واعضاء في اللجنة المركزية لحركة فتح التي تشكل الاطار القيادي للحركة، وهدد بالاستقالة من منصبه اذا لم يأخذ الحرية الكافية للبدء في تغييرات جذرية وجدية لمعالجة الفساد وسوء الادارة، حسب مسؤول في فتح.

واضاف المسؤول ان ابو مازن «ربما كان يناور بهذا التهديد ليتمكن من الحصول على الصلاحيات اللازمة التي ستمكنه من المباشرة في تشكيل حكومته خصوصا ان عرفات واعضاء في اللجنة المركزية يصرون على ابقاء عدد من الوزراء في اماكنهم».

ويريد ابو مازن ضم العقيد محمد دحلان القائد السابق لجهاز الامن الوقائي في قطاع غزة ليحل محل عضو مركزية فتح هاني الحسن في منصب وزير الداخلية، الامر الذي يرفضه عرفات واعضاء في المركزية الذين يعتقدون انه من شأن تولي شخص من خارج اللجنة المركزية لفتح لهذا المنصب المهم، ان يشكل تراجعا لمكانتهم.

وفي نفس الوقت يصر عرفات على انه ليس من صلاحيات رئيس الوزراء التدخل في شؤون الاجهزة الامنية الواقعة تحت سيطرته، وهي الاجهزة التي يشتبه في تورطها بقضايا فساد. اضافة الى ذلك يريد عرفات الابقاء على معظم الوزراء الحاليين في اماكنهم في حين يرغب ابو مازن في ادخال وزراء جدد خصوصا من التكنوقراط لحكومته.

ويستطيع ابو مازن ان يمدد لاسبوعين اخرين مهلة الاسابيع الثلاثة الممنوحة له التي تنتهي غدا، لتشكيل حكومته.

وبحسب مصادر في فتح فان اللجنة المركزية اقترحت على ابو مازن بعد نقاشهما ان يقدم تصورا عاما لتوجهات حكومته وطريقة عملها خلال اليومين القادمين.

ويعول ابو مازن على دعم النواب الاصلاحيين من حركة فتح في المجلس التشريعي الذين التقاهم عدة مرات منذ بدء مشاوراته لتشكيل الحكومة. وقال احد هؤلاء النواب وهو قدورة فارس المقرب من ابو مازن «التقينا ابو مازن الليلة الماضية وكان لقاء ايجابيا، ونحن متفائلون بامكانية التغيير». واضاف «ابلغنا ابو مازن انه لمس من خلال اتصالاته ومداولاته الاخيرة رغبة قوية للاصلاح والتغيير واكدنا له بدورنا استعدادنا لمساعدته في تحقيق هذه المهمة».