نصف اليهود في إسرائيل يربطون بين التدهور الاقتصادي وغياب السلام

TT

دل استطلاع رأي جديد نشر في تل ابيب، أمس الثلاثاء، على ان حوالي نصف المواطنين اليهود في اسرائيل اصبحوا يربطون ما بين غياب عملية السلام وبين تدهور الوضع الاقتصادي لديهم. وهذه اول مرة منذ قيام اسرائيل، يتوصلون فيها الى هذا الاستنتاج، على عكس ما يقوله رئيس الوزراء ارييل شارون ووزير المالية والاقتصاد في حكومته اللذان يدعيان ان السبب الاساسي للازمة يعود الى الازمة الاقتصادية العالمية وانهيار فرع التكنولوجيا العالية او يعود الى فشل سياسة الحكومة السابقة في المجال الاقتصادي.

وأجرى الاستطلاع معهد تابع لجامعة تل ابيب واهتم معدوه بطرح سؤال عن الوضع الاقتصادي المتدهور لان اتحاد النقابات يعلن اليوم (الاربعاء) اضراباً عاما في جميع المرافق الاقتصادية، احتجاجا على الخطة الاقتصادية الجديدة التي فرضتها الحكومة الاميركية على اسرائيل كشرط لمنحها ضمانات في البنوك. والخطة تتضمن 200 بند موجهة ضد الشرائح الفقيرة والعمالية. والسؤال الذين وجهه الاستطلاع، طرح على النحو التالي: «على اي من هذين الطرفين توافق، الاول: لا يمكن لاي خطة اقتصادية حكومية ان تشفي الاقتصاد إلا اذا تم بالمقابل التوصل الى تسوية للنزاع الاسرائيلي ـ الفلسطيني. والطرح الثاني هو: اذا وضعت خطة اقتصادية صحيحة، بالامكان اخراج اسرائيل من الازمة، حتى لو لم يتحقق السلام». واجاب 48% انهم يؤيدون الطرح الاول فيما قال 45% انهم يؤيدون الطرح الثاني وامتنع 7% عن الجواب.

وعندما وجه السؤال بشكل تفصيلي، قال 45% انهم يرون في الانتقاضة وغياب مسيرة السلام سببا اساسيا في الازمة الاقتصادية. وقال 35% ان السبب يعود الى سياسة الحكومة، و8% قالوا ان السبب يكمن في الازمة العالمية. فيما حمل 7% المسؤولية للمواطنين الاسرائيليين لانهم مبذرون ولا يعرفون كيف ينتهجون اخلاقيات اقتصادية تؤثر على السياسة الحكومية وعلى الاقتصاد.

وتطرق الاستطلاع الى الحرب على العراق، فاعلن 78% من الاسرائيليين تأييدهم وفقط 13% قالوا انهم يعارضونها.

وقال 80% انهم واثقون من ان العراق لن يطلق صواريخ باتجاه اسرائيل. وقال 67% من اليهود ان الرئيس الاميركي، جورج بوش، سوف يمارس الضغوط على اسرائيل بعد الحرب حتى تسير في الحل السلمي الذي يفرض عليها. ومع ان 58% قالوا انهم يعارضون ممارسة هذا الضغط، الا ان اكثر من نصفهم قالوا ان هذا الضغط لا يقلقهم، باعتبارهم ممن يثقون بالصداقة الاميركية ـ الاسرائيلية.

واشار الاستطلاع الى ان المواطنين العرب في اسرائيل مختلفون جوهريا عن المواطنين اليهود في مواقفه،. اذ ان 85% منهم يعارضون الحرب على العراق و76% منهم يؤيدون ان تمارس الولايات المتحدة الضغوط على اسرائيل بعد الحرب حتى تسير في نهج السلام. لكن 62% قالوا انهم لا يثقون بان بوش سوف يمارس ضغطاً كهذا.