محكمة كويتية تسمح للناشط الإسلامي المليفي بتقديم دفاع جديد

TT

مدت محكمة جنايات أمن الدولة أمس أجل الحكم في الدعوى التي رفعتها وزارة الداخلية ضد الناشط الإسلامي والكاتب الصحافي محمد المليفى بسبب التصريحات التي أدلى بها لمحطة الجزيرة الفضائية، وقال فيها ان الإسلاميين العائدين من أفغانستان يتعرضون للتنكيل والتعذيب أثناء التحقيق معهم، الى 29 من الشهر الحالي لتمكين المتهم من تقديم دفاع جديد.

وكانت نفس المحكمة برئاسة المستشار هاني الحمدان قد امتنعت في فبراير (شباط) الماضي عن النطق بعقاب المليفي في قضية مماثلة اتهم بأنه أذاع عمدا في الخارج عبر قناة الجزيرة الفضائية أخبارا كاذبة حول الأوضاع الداخلية بالكويت مع الزامه بتقديم تعهد مصحوب بكفالة مالية قدرها 500 دينار كويتي يلتزم فيه بمراعاة حسن السلوك لمدة سنتين.

وكان المليفي قد أكد في مقابلة أجرتها قناة «الجزيرة» معه فور دفن الشابين الكويتيين اللذين نفذا عملية فيلكا والتي راح ضحيتها جندي أميركي واصابة آخر، أن الشعب الكويتي يؤيد العملية، وقال «قبل قليل فرغ الشعب الكويتي من دفن أنس الكندري وجاسم الهاجري وعندما أقول الشعب الكويتي فاني أعني حقا ما أقول ولا أبالغ في ذلك لأن المقبرة قد امتلأت على الآخر... ان العجيب حقا أنهم عندما جاءوا بجثث القتيلين رفض المشيعون أن يصلوا عليهما وقالوا انهما شهيدان».

وقد اعتبرت المحكمة أن هذا القول من المليفي «حقق كافة العناصر القانونية للاتهام المعدل المسند اليه» على اعتبار أن «مؤدى هذا القول من المتهم أن معظم الشعب الكويتي يؤيد العملية التي قام بها القتيلان وهو قول يجافي الحقيقة ومن شأنه الحاق الضرر بالمصالح القومية للبلاد المتمثلة بعلاقاتها الخارجية بالدول الصديقة والحليفة... كما أن المتهم لم يتطرق الى الفئة الغالبة من الشعب الكويتي التي لا تؤيد هذا الفعل».

ورغم أن محامي المتهم قد أكد في دفاعه على أن موكله قد استخدم حقه الدستوري في التعبير عن رأيه الا أن المحكمة شددت على أن الإعلام أمضى سلاحا ويصنع قرارا، ومن ثم كان لزاما على من يمتهن هذه الصنعة ويحمل أمانة الكلمة والقلم أن يتحرى الصدق والموضوعية والدقة.. وألا يطلق اللفظ على عواهنه دون التدبر بعواقبه».

وحسب منطوق الحكم فإن المحكمة «ترى من ظروف الواقعة والمتهم وتقديرا منها للثوابت الديمقراطية والحرية التي جبل عليها المجتمع الكويتي ما يحملها أن تمتنع عن النطق بعقابه».

وكانت نفس المحكمة كانت قد برأت في يناير (كانون الثاني) الماضي الناشط الإسلامي جابر الجلاهمة الذي وجهت له تهمة اشاعة أخبار كاذبة في زمن الحرب بأن أشاد بمنفذي عملية فيلكا الانتحارية ووصفهما بالبطولة واعتبارهما شهيدين أثناء مراسم دفنهما، الا أن النيابة العامة أستأنفت الحكم.