لبنان: «حزب الله» والبطريرك صفير يدعوان إلى توحيد الصفوف وترك مواد الاختلاف

TT

تابع «حزب الله» اللبناني امس جولته الواسعة التي بدأها على القيادات اللبنانية تحت عنوان «وحدة الصف الداخلي والارتفاع عن الصغائر والابتعاد عن مواد الخلاف». وفي اطار الجولة التي يفترض ان تقوده في الفترة المقبلة الى معظم القيادات السياسية والدينية والحزبية، زار وفد من الحزب امس البطريرك الماروني نصر الله صفير.

واشار نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم الذي رأس الوفد، الى ان الزيارة «تأتي كجزء من الظروف الموضوعية التي تملي علينا ان نكون هنا وان نؤكد اننا موحدون في مواجهة الخطر الاميركي ـ الاسرائىلي»، معتبراً «ان المستهدف هو لبنان وسورية والمنطقة وليس فئة بذاتها».

وقال قاسم ايضا: «نعتبر هذا العدوان (على العراق) بداية خطر يطاول الجميع ولبنان في هذه الدائرة. وكل اللبنانيين معنيون في ان يواجهوا هذا التحدي الذي يحفظ لهم دورهم ومكانتهم عندما يعملون بشكل موحد في ما بينهم. والحمد لله وجدنا ان اللقاء (مع صفير) فيه التفاعل الكامل لان الآراء متطابقة في ما يتعلق بالنظرة الى خطر العدوان الاميركي وعدم مشروعيته وما يقوم به من اعمال بشعة تضر بالانسانية وتضر بكل هذه المنطقة. وكذلك كانت الآراء موحدة حول ضرورة التنبه للخطر الاسرائىلي الذي يعتبر متناغماً مع الخطر الاميركي. وهكذا، هناك تأكيد على ان الاولوية هي للوحدة الداخلية وللتعاون في مجال الاولويات وترك الجزئيات ومواد الاختلاف لانها قد تضر بهذا الجو العام وبهذا الائتلاف الذي نحتاجه لكي نكون اقوياء للتصدي لأي خطر قادم. وهذه النقطة كانت محل توافق تام. وقد اشدنا بموقف البابا (يوحنا بولس الثاني) وبموقف البطريرك في ما يتعلق بالجو الذي اضفاه هذا الموقف من قضية العدوان الاميركي على العراق وما تركه من اثر. وهذا ما يجب استثماره بشكل كامل حتى يبقى تعزيز الوحدة الداخلية مقدماً على كل العناوين الاخرى في هذه المرحلة، كي نكون امام التحديات اقوياء ونواجهها بكل صلابة كي لا يحقق الآخرون ما يريدون».

وفي الاطار نفسه، عقدت اللجنة القيادية المشتركة بين «حزب الله» و«الجماعة الاسلامية» في لبنان اجتماعها الدوري التنسيقي في مركز المجلس السياسي للحزب. وأكدت في ختام الاجتماع ان الشعب العراقي «اثبت انه اوعى من ان يقع في فخ اللعب على الوتر الطائفي والمذهبي الذي عمل عليه العدوان الاميركي»، وناشدت الشعب العراقي «ان يتمسك بوحدة المسلمين شيعة وسنة في مواجهة الاحتلال الغاشم الذي لا يفرق في عدوانه بين عراقي او عربي وآخر».

واعتبرت اللجنة في بيانها ان «العدوان الاميركي اصاب الامة العربية والاسلامية بالصميم. وان اهدافه لا تتوقف عند العراق وشعبه وثرواته وانما تتجاوزه الى المنطقة برمتها بهدف السيطرة والهيمنة وفرض المشروع الاميركي ـ الصهيوني عليها. وان الولايات المتحدة الاميركية تمارس جميع انواع الارهاب والوحشية تحت عنوان مكافحة الارهاب لتحقيق اهدافها ومصالحها. وعليه فإن من واجب الامة الاسلامية والعربية ان تواجه هذا العدوان واهدافه وتوسعه. وعلى الشارع العربي والاسلامي ان يعبر عن سخطه ورفضه وان يضغط على الحكام والانظمة المتواطئة معه للعودة عن غيّها ومعاونتها للظالمين».