البوسنة: القوات الدولية تعتقل قائد القوات المسلمة السابقة في سريبرينتسا

TT

سراييفوـ عبد الباقي خليفة: اعتقلت قوات «إس فور» الدولية ليلة أمس ناصر أوريش قائد القوات المسلمة في سريبرينتسا سابقا وذلك في شارع الجيش بمدينة توزلا (120 كيلومتراً شمال سراييفو). وقال شهود عيان إن أورليتش المتهم من قبل الصرب بارتكاب جرائم حرب في سريبرينتسا أوقف سيارته الجيب في مكان تعود على ارتياده وهو مقهى شعبي بوسط توزلا، وخلال ثوان هرع نحوه سبعة أشخاص بثياب مدنية واقتادوه إلى شاحنة كانوا يختبئون فيها قبل الانقضاض عليه. وقال شهود العيان إن «الأشخاص الذين هاجموا أوريتش، طرحوه أرضا على الطريق وربطوا يديه خلف ظهره، ودفعوا به نحو الشاحنة بينما كانت طائرة هليكوبتر تراقب ما يجري في سماء المكان».

وقد تجمع عدد كبير من المواطنين في مسرح الحدث خلال دقائق من عملية الاعتقال معظمهم من المهجرين من مدينة سريبرينتسا مع العلم أن الشرطة البوسنية كانت تراقب العملية من دون تدخل يذكر. ومن المتوقع أن يسلم أورليتش اليوم إلى محكمة جرائم الحرب في لاهاي.

هذا، وساد الغضب أوساط المهجرين من مدينة سريبرينتسا التي شهدت في 11 يوليو (تموز) 1995 أبشع مجزرة عرفتها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، راح ضحيتها أكثر من 10 آلاف نسمة معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ. تعجب كثيرون من المهجرين لأقدام القوات الدولية على اعتقال أورليتش «بينما كان يتوجب عليهم اعتقال الجنرال راتكو ملاديتش قائد ميليشيا صرب البوسنة الذي أشرف على المذبحة في سريبرينتسا. «وقال آخرون «سياسة المساواة بين المجرم والضحية ما تزال قائمة في البوسنة منذ عام 1992، حيث صف العدوان بـالحرب الأهلية». وكانت توجه الإنذارات لمن كان يقصف وللمقصوف على حد سواء». وأمس قال أنصار لناصر أورليتش إنهم سينظمون مظاهرة ضد عملية اعتقال قائدهم السابق، مع العلم بأن أورليتش قد ذكر في وقت سابق استعداده للذهاب لمحكمة لا هاي من دون حاجة لاعتقاله.