قال محمد بن عيسى وزير الخارجية المغربي على هامش اجتماع مجموعة حوار (5 + 5) إن الحرب في العراق «شكلت فرصة للانفتاح على الحقائق والتحديات والتهديدات والصعوبات التي تواجهها البلدان الخمسة الواقعة جنوب البحر الابيض المتوسط أو الخمسة الاخرى على الضفة الشمالية والتي يتعين أن نجد لها حلولا». واضاف بن عيسى في تصريحات ادلى بها اول من امس أن الاحداث الاخيرة التي شهدتها بغداد «لا تعني نهاية الحرب بل بداية مسلسل وهناك العديد من القضايا العالقة»، مؤكدا أن البلدان العشرة في مجموعة الحوار «5 + 5» مؤهلة لاقتراح مبادرات من شأنها «أن تساهم في مواجهة المخاطر التي أدت تحديدا إلى الوضعية الحالية»، وحذر من أن «نزاعات أخرى لم تنكشف بعد تمثل تهديدا بمزيد من عدم الاستقرار».
وأشار بن عيسى إلى أنه دعا بلدان جنوب المتوسط إلى «فتح حوار جديد من أجل وضع حد لنزاعاتنا وبناء تضامن جديد لتعزيز السلام والأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة» معبرا عن أسفه لكون الجهود المبذولة حتى الآن لم تتمكن من تحقيق ذلك.
كما تطرق بن عيسى الى الموضوع المتعلق بالتبادل الانساني وتدفق الهجرات وشدد على ضرورة التفكير في مقاربة شمولية ومتوازنة لهذا الملف.
وأكد بن عيسى بهذه المناسبة «أن المقاربة الامنية في مجال الهجرة قد أبانت بشكل كبير عن محدوديتها»، مشيرا الى أنه «من المفيد اليوم التعامل مع قضية التبادل الانساني كظاهرة بناءة من شأنها أن تساهم في إغناء الفضاء الجغرافي الذي تنتمي اليه الدول المعنية». وأشار الى أنه «تم التطرق بشكل مستفيض الى اشكالية الارهاب بجميع جوانبها»، مؤكدا أن «ظاهرة الارهاب تمس الحياة اليومية للبشر، وتهدد الأبعاد الحضارية والدينية والثقافية للشعوب بالاضافة الى الابعاد الاقتصادية والاجتماعية».
على صعيد آخر، قالت أنا بالاثيو، وزيرة الخارجية الاسبانية، عقب اختتام أعمال اجتماع «حوار 5 + 5»، إن اسبانيا تدعم إيجاد تسوية «واقعية ودائمة» لقضية الصحراء الغربية، وتشاطر فرنسا موقفها في هذا المجال. وكان وزير الخارجية الفرنسي، دومينيك دوفيلبان، قد دعا خلال الجلسة الافتتاحية الى ايجاد «تسوية واقعية ودائمة» لقضية الصحراء.
وقال دوفيلبان أمام نظرائه بدول ضفتي المتوسط «إنني أوجه نداء من أجل أن يتم التوصل الى هذه التسوية حالا لفتح صفحة جديدة في تاريخ المغرب العربي وأوروبا كجارين صديقين ومتضامنين».
وأوضحت بالاثيو أن الصحراء «قضية مرتبطة بالعلاقات جنوب ـ جنوب يتعين مواجهتها وتسويتها بواقعية وبشكل دائم»، مشيرة الى أنه من المنتظر أن يعقد لقاء مع المندوبية المغربية لدى الامم المتحدة «للتباحث والاستماع الى موقف الحكومة المغربية بخصوص المقترحات الاخيرة التي عرضها المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة كوفي انان».