ازولاي: ترسيخ المشروع الأورو ـ المتوسطي لا يمكن أن يتم إلا عبر منح السيادة والكرامة والأمن للفلسطينيين

TT

قال أندري أزولاي مستشار العاهل المغربي الملك محمد السادس إن ترسيخ المشروع الأورو ـ المتوسطي على أرض الواقع لا يمكن أن يتم إلا عبر مسلسل سلمي يمنح السيادة والكرامة والأمن للفلسطينيين من جهة، وعبر الانخراط في ديناميكية أورو ـ متوسطية متوازنة تنفتح على أوروبا الوسطى وأوربا الشرقية وأيضا على دول جنوب البحر الأبيض المتوسط. وفي سياق ذلك، تساءل أزولاي عن أسباب عجز قوى كبرى في فرض إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة كاملة يُعْتبر وجودها الإجابة الحقيقية للإسرائيليين ودول المنطقة فيما يتعلق بالأمن والاستقرار.

الى ذلك ، شدد ازولاي على ضرورة تجديد الإطار المؤسساتي للتعاون المغربي ـ الإسباني والانخراط في شراكة جديدة تقوم على الاحترام المشترك وعلى التدبير الأفضل للثروات والإكراهات حتى تكون في مستوى آمال وانتظارات الأجيال الصاعدة. وقال أزولاي، في خطاب ألقاه اول من امس أمام الأكاديمية الملكية للعلوم الاقتصادية والمالية في مدينة برشلونة الإسبانية بمناسبة اختياره عضوا فيها، إن المغاربة والإسبان رسخوا على مدى تاريخ طويل واقعا اجتماعيا وثقافيا مشتركا «بما جعل مرآة التاريخ المعاصر تعكس صورة بلدين وشعبين اختارا معا المسار الديمقراطي ودعم دولة الحق وحكما يستثمر آليات التضامن الاجتماعي ضمن منطق اقتصاد السوق».

وأضاف أزولاي في خطابه الذي كان بعنوان «المغرب واسبانيا في الفضاء الاورو ـ متوسطي: تحديات ورهانات شراكة دائما مستقبلية»، أن المحاور الاستراتيجية التي تحدد مستقبل البلدين تجعلهما في نفس الصف وتدعوهما لتبني ديناميكية إيجابية قادرة على امتصاص الخلافات الموجودة وعلى إيجاد الإجابات الكافية للمشاكل التي طبعت تاريخهما المشترك الذي ما يزال في الإمكان كتابة أجمل صفحاته من خلال معرفة ما يجب أن يقدمه المغرب وإسبانيا للمشروع الأورو ـ المتوسطي الكبير». وعبر ازولاي عن اعتقاده بأن هذا المشروع، رغم المراحل التي قطعها، لم يحقق بعد المنتظر منه لأنه ظل خاضعا لمنطق السوق في الوقت الذي يجب أن تواكبه نقلة مؤسساتية وسياسية لتحديد طموحات شراكة استراتيجية متقدمة.