مصلون في جامع أبو حنيفة في الأعظمية يتذكرون: صدام وعدي وقصي صلوا معنا قبل يومين من اختفائهم

قالوا إن الرئيس المخلوع كان يردد بلا توقف: لقد خانوني

TT

بغداد ـ أ.ف.ب: يذكر ثلاثة رجال من كبار السن كانوا جالسين في حديقة مسجد ابو حنيفة في حي الاعظمية، بحزن ان صدام حسين حضر مع نجليه عدي وقصي عشية اختفائه الغامض، الى المسجد حيث ادى الصلاة وهو يردد بلا توقف «لقد خانوني». وكان من المعروف ان لصدام حسين اشباها وانه يفضل تجنب الظهور في الاماكن العامة. لكن المؤمنين في هذا المسجد واثقون من ان الرئيس المخلوع جاء لزيارتهم في السابع من الشهر الحالي.

وبعد ساعات اصيب المسجد باضرار بالغة بقصف القوات الاميركية. ويرى هؤلاء القدامى ان القصف كان ردا انتقاميا على زيارة «القائد» بينما يؤكد آخرون ان الغارة جرت لان عشرات المقاتلين كانوا مختبئين في المسجد لمقاومة الجنود الاميركيين.

وتبدو المئذنة شبه مقسومة بينما فقدت واجهة المسجد الفسيفساء الملون الذي كان يزين واجهتها ولم تعد سوى جدار رسمت عليه آثار قذائف الهاون وتحطم زجاج نوافذه. وفي باحة المسجد، حفرت قذائف اطلقت من مروحيات حفرتين هائلتين بينما تهتز اعمدة قاعة الصلاة.

ويذكر رشيد العبيدي، 70 عاما، الاستاذ في الجامعة الاسلامية ان «صدام جاء ليتحدث الينا ويحيينا ويصلي» في السابع من هذا الشهر. وفي اليوم التالي قصفت الطائرات الاميركية بعض مناطق حي المنصور كان يعتقد ان صدام حسين يختبئ فيها.

وأدى القصف الى مقتل 14 مدنيا وتدمير اربعة مبان سكنية، لكن القوات الاميركية لم تحصل على جديد بشأن الرئيس العراقي الذي حددت مكافأة تبلغ مئتي الف دولار لمن يساعد في العثور عليه. وقال رشيد «نحن متأكدون انه حي. انه شديد الذكاء».

وتحدث ياسر وعادل صديقا الطفولة اللذان كانا يجلسان الى جانب رشيد بانتظار صلاة الظهر، عن الزمن الذي كانوا يستطيعون فيه في عهد صدام التجول في الطرق. ونظرا باشمئزاز الى الدبابات الاميركية التي تقوم بدوريات في الحي. واكد ياسر «عشنا حروبا كثيرة وحركات تمرد تلاها قمع ونعرف ان الشعب العراقي الذي ولد من حضارات عمرها آلاف السنين، قادر على حل مشاكله الخاصة». بينما تابع عادل «اثبتنا ذلك منذ اسبوع عندما لم يعد لدينا سلطات ولا حكومة ولا اجهزة امن. كان علينا ان نتدبر امرنا». واضاف الرجال الثلاثة ان سكان بغداد سمعوا ثلاثة امور الاسبوع الماضي هي ان الولايات المتحدة «تريد الاستيلاء على النفط العراقي وتقوية اسرائيل بعد الحرب وضرب وحدة الاسلام». واضافوا في لهجة تحذيرية «من الافضل لهم ان يرحلوا قبل ان يقوموا بذلك».

واكد الرجال المسنون الثلاثة انهم لو كانوا شبابا «لقاتلوا ضد الاحتلال» مثل المتطوعين السوريين واليمنيين والمصريين الذين دفنوا في حديقة المسجد. وقال رشيد «لم يعد يهم اليوم ان ندافع او لا ندافع عن صدام حسين لانهم طردوه. المهم هو ان نقسم على حمل السلاح لتحرير بلدنا من الاحتلال»، مؤكدا ان كل الطوائف الدينية في العراق من مسيحيين ومسلمين سنة وشيعة وغيرهم، سيشاركون في هذه المعركة.

ويؤكد الاصدقاء الثلاثة ان التاريخ يثبت صحة حركات النضال للتحرر من الاستعمار الاجنبي. وقال عادل ان «فرنسا ثارت على هتلر بفضل المقاومة. الامر نفسه ينطبق علينا. العراقيون محتلون من قبل امة اقوى ولدينا الاسباب التي تبرر لنا الدفاع عن انفسنا».