سمير النجم رفيق صدام القديم.. المولع بأفلام الكارتون

TT

وجه بارز في الطاقم الحاكم، أمانته لقائده وصديقه ورفيقه القديم صدام حسين لا تتزعزع، فثمة قواسم كثيرة تربط بينهما، فالاثنان ينحدران من تكريت، وهما في سن متقاربة، وذاق كلاهما سوياً طعم «النضال السري»، وشاركا سوية في محاولة اغتيال الزعيم عبد الكريم قاسم ففرا الى القاهرة. وتجمعهما، إلى ذلك كله، خاصية فذة في الشك بنيات الآخر ولا تستثني طبعاً الدائرة الضيقة المحيطة بكل منهما.

بالنسبة للذين يعرفونه عن كثب يصفونه بالبرود والانطواء على الذات، لم ينجب أطفالاً، ويحب إضاعة الوقت في هوايته المفضلة: مشاهدة أفلام الكارتون، وهو مدمن عليها حتى في أوقات دوامه الرسمي، ربما كمنفذ للهروب من أعباء لا يرغب في مواجهتها على أرض الواقع.

تحمل أعباء المهمات السرية ونفذ العمليات الخاصة من خلال عمله الدبلوماسي كسفير في بلدان عدة، من بينها مصر، تركيا، إسبانيا وأخيرا روسيا، ولكنه سرعان ما عاد إلى العراق قبيل بدء عملية «ثعلب الصحراء» في ديسمبر (كانون الأول) 1998 ليصبح نائبا لنائب رئيس مجلس قيادة الثورة عزة إبراهيم الذي كان يتولى مسؤولية المنطقة الشمالية.

ولم يطل به الأمر كثيراً حتى تم تعيينه نائباً للسكرتير العام للمجلس العسكري، وهو أعلى هيئة عسكرية في البلاد. وقد أتاح له هذا المنصب أن يحصر اهتمامه الأساسي في تمتين موقعه في إطار الفريق الحاكم، بما في ذلك التقرب من نجل الرئيس العراقي الأصغر قصي، الذي ساهم في فرضه على مؤتمر حزب البعث الثاني عشر المنعقد في مايو (أيار) 1200 وانتخابه عضواً في القيادة القطرية للحزب، وكمسؤول لتنظيمات الحزب في بغداد ـ الرصافة.

في مطلع يناير (كانون الثاني) من هذه السنة، أعلن عن إعفاء وزير النفط عامر محمد رشيد من منصبه، وتعيين سمير النجم وزيراً للنفط بالوكالة. وقد سرت تفسيرات كثيرة لهذا التغيير المفاجئ. البعض ربط هذا التغيير بتداعيات قضية إلغاء وزارة النفط العراقية العقود المبرمة مع شركة «لوك أويل» الروسية التي بلغت قيمتها نحو 3.7 مليار دولار أميركي، فيما عزا البعض الآخر هذا التغيير ببلوغ وزير النفط السابق سن التقاعد.

لكن التفسير الحقيقي لهذا التغيير يكمن في ما كان يجرى التهيئة له، وهو إقامة حكومة «أركان حرب»، وأن استلام النجم لهذه الوزارة المفصلية كان بمثابة خطوة أولى على طريق خطوات مماثلة أخرى ترمي إلى إعطاء دور أكبر لتلك الرموز التي لا تمتلك إلا القتال حتى النهاية مع النظام كونها مرتبطة مصيرياً به وليس ثمة فرصة للإفلات من تقديمهم للمحاكمة في حال تمت الإطاحة به، وهذا ما هو حاصل اليوم.