مسؤول أميركي: نوعان من الملفات نريد بحثهما مع سورية

TT

أكد مسؤول أميركي رفيع المستوى أن مصدر التصعيد الحالي بين الولايات المتحدة وسورية هو إيواء عدد من كبار المسؤولين من نظام صدام حسين في أراضيها. وقال المسؤول الأميركي الذي طلب عدم ذكر اسمه إن العلاقات بين واشنطن ودمشق تتسم بالتعقيد، وميّز بين نوعين من الملفات التي تريد إدارة جورج بوش حلها أو بحثها مع المسؤولين السوريين. وأوضح المسؤول الذي كان يتحدث مع عدد من الصحافيين قائلا «إن هناك نوعين من الملفات بين الولايات المتحدة وسورية، والنوع الأول من الملفات القديمة وهو يتعلق بالإرهاب وبأسلحة الدمار الشامل ومسألة الوجود السوري في لبنان ومسألة حزب الله». ومضى المسؤول في القول «إن هذه القضايا هي محور بحث مستمر مع المسؤولين السوريين إن لم يكن يوميا فعلى الأقل يتم بحثها شهريا». وشدد على سخونة الملف الثاني «نتيجة ما حصل في العراق».

وبين أن الملف الثاني الذي اعتبره ملحا الآن يتعلق بنقل مواد عسكرية وشبه عسكرية عبر الحدود السورية إلى العراق وكذلك فتح الحدود السورية ـ العراقية للسماح لمئات المقاتلين العرب في الدخول إلى الأراضي العراقية. وأفاد المسؤول الأميركي قائلا «إن الهم الأكبر بالنسبة لإدارة بوش هو إيواء كبار المسؤولين من نظام صدام حسين». وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» قال المسؤول «إن هذا الموضوع مصدر قلق واهتمام بالنسبة لنا. لدينا معلومات سوف نقدمها إلى السوريين حول هذه الموضوع». وأضاف «سنعالج هذه الأمور بالوسائل الدبلوماسية وسوف ننتظر النتائج من سورية». ويذكر أن وزير الخارجية الأميركي كولن باول سيتوجه إلى دمشق قريبا. وشدد المسؤول على ضرورة تسليم هؤلاء المسؤولين لمحاكمتهم أمام هيئة قضائية عراقية مستقلة «عن الجرائم التي ارتكبوها بحق الشعب العراقي». وذكر أن الولايات المتحدة قدمت معلومات بهذا الشأن إلى المسؤولين السوريين «ونحن نريد التحقق من هذه المسألة». وأوضح المسؤول أن من الأولويات المهمة بالنسبة للإدارة الأميركية في الوقت الراهن تشكيل الحكومة المؤقتة قبل أن تلعب الأمم المتحدة أي دور في مرحلة ما بعد الحرب، وقال «المهم بالنسبة للإدارة الأميركية أن يقرر مستقبل العراق السياسي من قبل العراقيين أنفسهم». واوضح أن أي قيادة جديدة في العراق ينبغي أن تنبع من داخل العراق، واستبعد أن يتسلم أحمد الجلبي أي منصب كبير في الحكومة المؤقتة وقال «إن هناك بعض الأوساط في واشنطن تدعم أحمد الجلبي، وهذا لا يعني أن نرفض الجلبي فالأمر متروك للعراقيين ونحن نؤكد أهمية أن تكون القيادة الجديدة من داخل العراق ومن الشخصيات التي تحملت عنف وقمع نظام صدام حسين». وأما عن دور الأمم المتحدة في العراق في مرحلة ما بعد الحرب فقد قال «إنه موضوع بحث ودراسة ما بين وزارات الإدارة الأميركية ومكاتبها». وأضاف «إننا لم نتخذ موقفا محددا بالنسبة للدور المرتقب للأمم المتحدة، وأستطيع أن أؤكد أن دور الأمم المتحدة سيكون رئيسيا وسوف لا يقتصر على الجوانب الانسانية والاقتصادية بل سيكون لها دور سياسي مرتقب».