تركيا تؤكد أن كركوك «عراقية وليست كردية» وتعتزم لعب دور كبير في إعادة إعمار العراق

TT

اعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان امس ان بلاده في موقع مثالي يسمح لها بالمشاركة في اعادة اعمار العراق وانها تعتزم السعي للحصول على عقود عديدة بهذا الصدد، فيما أكد وزير خارجيته، عبد الله غول، ان مدينة كركوك «عراقية وليست كردية» وشدد على ان تركيا لن تقبل بأي أمر واقع مفروض في شمال العراق.

وتطلع اردوغان الى المساهمة في اعادة اعمار العراق، وجاء في كلمة وجهها الى مجموعة من الصناعيين: «اننا الدولة الاكثر تأهيلا لاعادة اعمار العراق سياسيا او ماديا». واضاف «سنحتل موقعنا في السوق العراقية ونحن نبذل جهودا بهذا الهدف».

واعتبر رئيس الوزراء ان تركيا الدولة الاسلامية الديمقراطية الوحيدة في المنطقة يمكن ان تمثل نموذجا للعراق، مشيرا الى انه يتحتم على بلاده ان «تلعب دورا مهما» لمساعدة الدولة المجاورة لها على التكيف مع المعايير الديمقراطية. وقال ان في وسع تركيا تقديم مساعدة منخفضة الكلفة على الصعيد الاقتصادي على مستوى المواد الضرورية ووسائل النقل. ورأى ان «على الدول الخبيرة في المجال المالي مثل بريطانيا والولايات المتحدة ان تفيد من تجربة تركيا وما تقدمه من كلفة منخفضة».

وكانت الحكومة التركية قد نظمت هذا الاسبوع اجتماعا لمسؤولين في القطاعين العام والخاص لمناقشة اعادة اعمار العراق وشكلت لجنة لتنسيق جهودهم. كما تسعى أنقرة الى تحريك التجارة الثنائية وتعتزم اقامة رحلات جوية مع بغداد وفتح معبر حدودي ثان، علما بأن العراق كان الشريك التجاري الأول لتركيا قبل حرب الخليج (1991).

وبالنسبة للوضع في شمال العراق أكد وزير الخارجية التركي عبد الله غول ان بلاده لن تقبل بأمر واقع في الشمال العراقي، وقال في تصريحات اذاعها «راديو أنقرة» امس انه «يجب عدم نسيان ما فعلته تركيا من افضال لسكان الشمال العراق»، مضيفا انه «يجب على الجميع ان يلتزم الحذر عند الحديث. وصداقة تركيا مهمة من اجل الجميع».

وحول تصريح مسعود بارزاني، زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني العراقي القائل ان كركوك مدينة كردية، قال عبد الله غول «ان كركوك مدينة عراقية وعائدة للعراق حاليا وحتى لو كانت مدينة تركية قديما في التاريخ. وكذلك هناك مدن اخرى بنفس الوضع، والعرب والأكراد والتركمان كلهم اقاربنا ويعيشون معا. ونحن نريد للجميع العيش بأمان في المنطقة».

واضاف غول «ان تقسيم العراق امر لا يحبذه الجميع وليس تركيا فقط. وثرواته الطبيعية هي ملك لشعبه ويجب على الجميع ان يتصرف بصداقة مع تركيا من اجل العيش بأمان وسلام في العراق». ورأى ان تركيا «قدمت الى الشمال العراقي ما لم تقدمه أي دولة اخرى منذ سنوات طويلة وقامت بحماية الجميع هناك ويجب عدم نسيان ذلك».

وأوضح وزير الخارجية التركي ان بلاده ترغب في تدخل الأمم المتحدة في العراق بأقرب وقت وسيكون من الاسهل ان تكون اعمال اعادة الاعمار تحت مظلة الأمم المتحدة. وقال ان انتهاء الحرب على العراق بسرعة قلل الخسائر ولكن من الضرورى وقف حالة الفوضى السائدة حاليا واحلال الاستقرار والأمن في العراق.

وأوضح غول ان طلبات الولايات المتحدة الأميركية فى موضوع العراق لم تكن على شكل طلب جنود او طلب اعمال معينة، مؤكدا ان تركيا مستعدة لتقديم ما تستطيع سياسيا واقتصاديا من اجل اعادة الاعمار في العراق.