فرانكس: «ريفي» من تكساس يعود إلى المنطقة عبر بوابة «عاصفة الصحراء» و«حرية العراق»

TT

أعلنت واشنطن ان الجنرال تومي فرانكس قائد الحملة العسكرية في العراق سيكون المسؤول والمشرف العام على ادارة الفترة الانتقالية في العراق، خصوصاً ان قواته ستشرف على الامن والمخابرات والدفاع في العراق خلال هذه الفترة.

ولد توماس ر. فرانكس، يوم 17 يونيو (حزيران) عام 1945 في بلدة وينوود الصغيرة بولاية اوكلاهوما، وانتقل مع عائلته الى بلدة صغيرة ريفية شبه صحراوية متواضعة بولاية تكساس اسمها ميدلاند، ودخل مدرسة البلدة حيث درست لورا بوش ـ زوجة الرئيس جورج بوش (الابن) لاحقاً، التي تصغره بسنتين ـ وهي من مواليد ميدلاند.

تأهل فرانكس، ملازماً ثانياً بتفوق في الجيش الاميركي من مدرسة المدفعية في فورت سيل بولاية اوكلاهوما المتاخمة لتكساس. وبعد خدمة بسلاح المدفعية في فورت سيل ألحق بفرقة المشاة التاسعة في فيتنام الجنوبية حيث تولى عدداً من المهام الميدانية.

وعام 1968 عاد فرانكس الى الولايات المتحدة، وبالذات في فورت سيل. وعام 1969 اختير لمتابعة دورة دراسية جامعية، وبالفعل دخل جامعة تكساس ـ ارلينغتون بضواحي مدينة دالاس وتخرج فيها ببكالوريوس في ادارة الاعمال عام 1971.

عام 1973 نقل الى المانيا الغربية للخدمة في الفوج الثاني المدرع. وهناك ايضاً اسندت اليه عدة مهام منها قيادة السرية الهندسية المدرعة الـ84. ولاحقاً عاد الى الولايات المتحدة من جديد، وعام 1976 اثر تخرجه في كلية اركان القوات المسلحة الحق بوزارة الدفاع (البنتاغون) بوظيفة مفتش عام في قسم التحقيقات. وفي العام التالي انتدب الى مكتب رئيس اركان الجيش.

وعام 1981 اعيد فرانكس الى المانيا الغربية لقيادة الكتيبة الثانية في فرقة مدفعية الميدان الـ78 لمدة ثلاث سنوات. وبعد انتهاء مأموريته هناك رجع عام 1984 الى الولايات المتحدة لدخول كلية جيش البر الحربية في كارلايل بولاية بنسلفانيا، وفي الوقت نفسه اكمل درجة ماجستير في الادارة العامة من جامعة شيبنبورغ الحكومية القريبة. ثم نقل الى قاعدة فورت هود بولاية تكساس في موقع مساعد نائب قائد فيلق وظل في فورت هود حتى 1987. ثم رقي الى قيادة المدفعية في فرقة المدرعات الاولى، ومن ثم رقي الى رئيس اركان الفرقة.

وعام 1991 شارك في حرب «عاصفة الصحراء» لتحرير الكويت. وعام 1992 اعيد الى فورت سيل ليتولى مساعد آمر مدرسة مدفعية الميدان فيها. ثم نقل الى فورت مونرو بولاية فيرجينيا مديراً اول لقوة مهام لويزيانا للمناورات، بمكتب رئيس اركان الجيش (جيش البر) حتى عام 1994 عندما انتدب الى موقع قيادي في القوات الاميركية المرابطة في كوريا الجنوبية.

وبين عامي 1995 و1997 قاد فرانكس فرقة المشاة الثانية في كوريا. ثم اعيد الى الولايات المتحدة لتولي الفيلق الثالث للجيش في «القيادة المركزية» وذلك في اتلانتا بولاية جورجيا. واخيراً في مايو (ايار) عام 2000 رقي الى رتبة جنرال بأربعة نجوم (اعلى مراتب الجيش) واسندت اليه القيادة العامة لـ«القيادة الوسطى للقوات المسلحة» خلفاً للجنرال انطوني زيني. ومن هذا الموقع في المنطقة العسكرية التي تشمل 25 دولة وتغطي عموم الشرق الاوسط، قاد فرانكس حربين متتاليتين هما حرب اطاحة طالبان في افغانستان واخيرا عملية «حرية» العراق في الشهر الماضي.

فرانكس ظل ـ كما يصفه عارفوه ـ ريفياً بسيطاً وتكساسياً حتى العظم، رغم تنقلاته الواسعة، ومناصبه الرفيعة. وهو رغم نجاحاته المهنية ظل متواضعا لطيف المعشر، ابرز ما يميزه احتفاظه بلكنته التكساسية الكسولة وعفويته وديناميكيته وشغفه بالعمل. الا ان الوصف الامثل له هو «جندي الجندية» او الجندي الصرف... بلا رتوش.