السفيرة بودين: اختيارها أثار استياء الصقور في واشنطن

TT

برز الخلاف مجدداً بين وزارتي الخارجية والدفاع (البنتاغون) الاميركيتين في ما يتعلق بتفاصيل السياسة المتبعة في العراق. ويتعلق الامر هذه المرة بالمنصب الذي منح الشهر الماضي للدبلوماسية باربارا بودين لتشرف على ادارة بغداد ومنطقة وسط العراق في عراق ما بعد صدام حسين. لكن مسؤولين في البنتاغون ووزارة العدل وفي وكالات فيدرالية اخرى اعربوا عن اعتراضهم على هذه الخطوة بسبب مواقف بودين في التعاطي مع موضوع مكافحة الارهاب.

يشير المعترضون الى ان بودين الغت قبل ثماني سنوات من هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001، تقريراً «تنبأ» بأن ارهابيين سيستخدمون طائرات في اعتداءات ضد الولايات المتحدة. كانت بودين عام 1993 مساعدة للدبلوماسية المكلفة ملف مكافحة الارهاب في وزارة الخارجية الاميركية، ورفع اليها تقرير اعده مارفين سيترون وتوقع فيه لجوء الارهابيين الى استخدام طائرات مخطوفة كاسلحة. وحسب المعترضين انفسهم، فان ذلك التقرير تعرض الى «تنظيف» ثم الى الغاء كلي، بسبب اعتراضات ابدتها بودين.

كذلك يشير المعترضون على تعيين اودين الى عدم تعاونها مع المحققين الاميركيين حين كانت سفيرة لدى اليمن ووقع الهجوم على المدمرة كول في 12 اكتوبر (تشرين الاول) 2000 حيث تفيد التقارير بأن اودين منعت خبيراً كبيراً من مكتب المباحث الفيدرالي (إف.بي.آي) من دخول اليمن والتحقيق في الحادثة خشية التسبب في حساسيات الداخلية في اليمن. ذلك الخبير هو جون اونيل، الذي كان يعمل في فرع «إف.بي.آي» بنيويورك. ونقلت تقارير اميركية عن مصادر قولها ان الصراع بين بودين واونيل كان وراء مغادرة هذا الاخير عام 2001 مكتب المباحث والعمل كمسؤول عن الامن في مركز التجارة العالمي. وخلال اول اسبوع من بدء عمله الجديد، هاجمت طائرتان مخطوفتان البرجين التوأمين في المركز.

كذلك قال مسؤول في البنتاغون طلب عدم ذكر اسمه ان بودين تجاهلت تهديدات بوقوع هجمات ارهابية ضد سفن اميركية في اليمن، وسمحت بدخول المدمرة «كول» الى خليج عدن ذي المستوى الامني المتدني، «لانها كانت تحرص على وجود اميركي في اليمن بغض النظر عن المخاطر المترتبة عن ذلك». واضاف المسؤول: «لم تعرب عن اسفها ولم تعترف بأنها ارتكبت خطأ» اودى بحياة 17 بحاراً اميركياً وجرح 35 آخرين.

وقالت تقارير اميركية ان مسؤولين في البنتاغون ووزارة العدل وآخرين بمجلس الشيوخ يسعون لدعوة الرئيس بوش الى عدوله عن قرار تعيين بودين كمشرفة على ادارة بغداد في مرحلة ما بعد صدام. وقال عضو سابق في الكونغرس: «ان وزارة الخارجية نجحت في وضع باربارا بودين في فريق وزارة الدفاع للتعامل مع مرحلة مع بعد صدام حسين في العراق. ستكون عمدة بغداد في الجوهر. وزارة الدفاع غاضبة لكنها ليس بوسعها فعل شيء».

يذكر ان بودين شغلت مناصب دبلوماسية في هونغ كونغ وتايلاند، قبل ان يجري نقلها الى المنطقة العربية. عملت دبلوماسية في كل من اليمن والعراق والكويت. ويبدو ان التصاقها بالعالم العربي كان وراء تعيين الرئيس بوش لها لتعمل مع فريق جاي غارنر في مرحلة عراق ما بعد الحرب.

ولدت بودين عام 1948 في سانت لويس بولاية ميسوري. حصلت على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية والدراسات الآسيوية من جامعة كاليفورنيا في سانتا باربارا. ثم حصلت على درجة الماجستير من كلية القانون والدبلوماسية بمساشوسيتس.