4 نهايات.. بعضلات واشنطن

التدخل الأميركي أطاح 4 أنظمة من بنما إلى أفغانستان .. ومن العراق الى يوغسلافيا

TT

تخلصت الولايات المتحدة، خلال السنوات القليلة الماضية، عبر التدخل العسكري المباشر، من اربعة رؤساء كانت لبعض الوقت قد وضعت هدف التخلص منهم نصب عينيها. وهؤلاء الاربعة هم ديكتاتور بنما السابق مانويل نورييغا عام 1989، والرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش عام 2000، والملا محمد عمر زعيم حركة طالبان الحاكمة في افغانستان سابقاً في اواخر عام 2001، وأخيراً الرئيس العراقي صدام حسين.

* بنما.. بين الجد والمزح

* حكاية «العداء» الاميركي لنورييغا، بدأت متأخرة في الواقع، لأن الرجل كان لفترة غير قصيرة من حكام اميركا اللاتينية المتعاونين تماماً مع وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية الـ«سي آي آيه». بل ان تعاون نورييغا مع الاستخبارات الاميركية كان مهماً في فترة حارة سياسياً في منطقة اميركا الوسطى مع صعود نجم الساندينيين اليساريين في نيكاراغوا، واقتراب اليسار من قضم السلفادور ايضاً. وانهماك واشنطن باحتواء هذا الخطر عبر زيادة دعمها زمر «الثورة المضادة» مثل الكونترا في نيكاراغوا و«فرق الاغتيالات» في دول عدة بينها السلفادور وغواتيمالا وهندرواس. تولى الكولونيل مانويل انطونيو نورييغا السلطة الفعلية في بنما، الدولة الصغيرة الاستراتيجية الموقع، عام 1981 في اعقاب حادث طائرة قضى فيه رئيسها السابق عمر توريخوس. ومع انه في بداية الأمر مارس النفوذ بصورة غير مباشرة فإنه بحلول عام 1983 صار الحاكم الرسمي، مستقوياً بسيطرته على الحرس الوطني. وفي السنوات التالية، نظمت انتخابات رئاسية في البلاد الا انها كالعادة في معظم دول اميركا اللاتينية المتحكم بمقدراتها العسكر، كانت غالبية الرؤساء المنتخبين مجرد دمى للحكام الفعليين في الثكنات.

ولكن العلاقات بين واشنطن وبنما سيتي، أخذت تتدهور عندما اتهم احد ضباط الجيش البنمي نورييغا بتصفية احد الساسة المعارضين البارزين وتزوير الانتخابات والتورط بتهريب المخدرات مع «كارتيلات» الكوكايين الكولومبية. وبالنتيجة فرضت الحكومة الاميركية عقوبات اقتصادية هزت الاقتصاد والحياة العامة في البلاد، وهيجت سلسلة من التظاهرات الشعبية في شوارع العاصمة البنمية.

الا ان هذه العقوبات اخذت تفت في عضد نورييغا الذي قرر تحدي واشنطن عندما اعلنه مجلس النواب البنمي رئيساً اخذت للبلاد يوم 15 ديسمبر (كانون الاول) من عام 1989، واعلن ايضاً ان بنما والولايات باتتا في حالة حرب. وفي اليوم ذاته قتل احد افراد قوات مشاة البحرية الاميركية «المارينز» الموجودين في بنما في اشتباك مع عسكريين بنميين.

وخلال خمسة ايام، اي يوم 20 ديسمبر جرّدت الولايات المتحدة حملة عسكرية اسمتها «عملية القضية العادلة» بهدف الاطاحة بنورييغا، هاجمت فيها بنما سيتي بأكثر من 25 الف مجند. ولم تطل المقاومة كثيراً رغم سقوط عدد كبير من الضحايا والدمار الواسع الذي لحق بالمدينة إذا استسلم نورييغا يوم 3 يناير (كانون الثاني) 1990، واقتيد مخفوراً الى الولايات المتحدة حيث حوكم وادين بتهمة تهريب المخدرات وسجن. وادى غييرمو ايندار غاليماني الذين كان قد انتخب رئيساً عام 1989 ولم يسمح له نورييغا تولى مقاليد الحكم اليمين الدستورية رئيساً للبلاد.

* الثأر من ميلوشيفيتش

* حتى قبل احتدام الحرب الباردة كانت مسألة ارتباط الصرب الديني والثقافي والعاطفي بروسيا مسألة مفهومة عند الساسة الغربيين. وعندما اشتدت الحرب الباردة، وبرغم اختيار الرئيس اليوغوسلافي جوزيف بروز تيتو (الكاثوليكي الكرواتي) الابتعاد عن منظومة حلف وارسو مع استمراره على الخط الشيوعي، كانت في صلب التفكير الجيوبوليتيكي الغربي ولاء الصرب والبلغار لموسكو. وبالتالي عندما انهار الاتحاد السوفياتي ونأى خطر زحفه نحو مياه المتوسط الدافئة حرصت الدول الغربية ليس فقط على التعجيل في فرط الاتحاد اليوغوسلافي الذي كان الصرب يشكلون نسبة تزيد على الـ40% من سكانه، بل على إنهاك صربيا وإزاحة زعيمها ورئيس يوغوسلافيا سلوبودان ميلوشيفيتش، واسقاط حزبه الاشتراكي المتحالف مع القوميين المستقلين والكنيسة الصربية.

وبالفعل شجعت الدول الغربية جمهوريات الاتحاد اليوغوسلافية على السعي الى الاستقلال، فاعلنت سلوفينيا وكرواتيا استقلاليهما في يونيو (حزيران) عام 1991، وبحلول عام 1992 عندما انضمت مقدونيا الى شقيقتها في مطلع السنة والتحقت البوسنة بالركب في شهر ابريل (نيسان) أخذ الاتحاد يتحلل. كان «الطلاق» الاسهل طلاق سلوفينيا، الجمهورية اليوغوسلافية الوحيدة السابقة التي لا تتاخم صربيا ولا تعيش فيها اقلية صربية كبيرة. غير ان الوضع كان معقداً مع كرواتيا، المتعصبة في كاثوليكيتها ضد الارثوذكسية الصربية، حيث كان هناك جيبان صربيان كبيران في اقليمي كرايينا وسلافونيا الشرقية. وكان معقداً ايضاً في جمهورية البوسنة والهرسك المؤلفة من ثلاث اقليات رئيسية كبراها الاقلية المسلمة التي شكلت 43% من السكان تليها الاقلية الصربية بنحو 31 % مجموع السكان، وثالثها الاقلية الكرواتية. وخاضت القيادة الصربية على رأس يوغوسلافيا «الرسمية» حربين اهليتين مدمرتين مع استقلاليي كرواتيا والبوسنة راح فيهما الوف القتلى وشرد مئات الألوف ووقعت مجازر بشعة افظعها على الاطلاق مجزرة سريبرينيتسا، راح فيها الوف المدنيين العزل بسلاح الميليشيا الصربية البوسنية المدعومة من بلغراد بعد محاصرتها ثلاثة جيوب مسلمة معزولة في شرق الجمهورية هي غوراجده وسريبزينيتسا وجيباو لم ينج منها الا الجيب الاول.وبعد استقلال سلوفينيا، واقتراب كرواتيا وكذلك مقدونيا، من تحقيق الاستقلال كانت البوسنة تحاول النهوض على قدميها، وسط هناك إدراك غربي قوي بأن موقف ميلوشيفيتش داخل صربيا وحليفتها الباقية جمهورية الجبل الاسود ما زال قوياً.

وعام 1995، مع نجاح كرواتيا بتحقيق استقلال ناجز على حساب تهجير 200 الف صربي من اراضيها، دعي ميلوشيفيتش الى الولايات المتحدة لإجراء مفاوضات تنتهي باتفاق على استقلال البوسنة والهرسك وتقاسم السلطة بداخلها بين اقلياتها ضمن «جمهوريتين يضمهما اتحاد فيدرالي» الاولى للمسلمين والكروات والثانية للصرب. وهناك وقع الرئيس اليوغوسلافي «اتفاق دايتون» في قاعدة عسكرية بمدينة دايتون في ولاية اوهايو في شهر نوفمبر (كانون الثاني) من عام 1995. وارسلت قوات من حلف شمال الاطلسي «ناتو» لتطبيق الاتفاق.

بعدها اخذ الحصار الاقتصادي المفروض على صربيا يؤتي ثماره السياسية. إذ أخذت تظهر بوادر معارضة قوية استأنست بوجود قوات اطلسية في المنطقة وتصاعدت المعارضة في الجبل الاسود حيث قيض لليميني ميلوديوكانوفيتش ان يكسب لاحقاً الانتخابات العامة. كما برز السياسي الصربي اليميني زوران جينجيتش، وقاد التحدي لميلوشيفيتش مستنداً الى دعم غربي مباشر ضد اليسار وضد القوميين ايضاً. ثم تفجرت قضية اقليم كوسوفو الذاتي الحكم التابع لصربيا، حيث اخذت الاغلبية الالبانية المسلمة فيها عام 1996 تتلقى الدعم من البانيا لتواجه السلطة الصربية وتطالب علناً بالاستقلال والانضمام الى البانيا. وحاول ميلوشيفيتش عام 1998 اللجوء الى القوة لحماية الاقلية الصربية هناك وكسر شوكة الالبان، الا ان قوات «ناتو» خاضت حرباً مفتوحة ضده في مارس (آذار) من عام 1999 هي اول حرب من نوعها على دولة مستقلة في اوروبا. وشجعت المعارضة الصربية الداخلية على مواجهته، واستطاعت شق الكنيسة عنه.

وفي النهاية ومع تشديد الخناق الاقتصادي ثم العسكري عليه، لم يطل الوقت حتى خسر ميلوشيفيتش الانتخابات العامة عام 2000 وفقد بذلك حصانة معنوية قوية. وفي تصرف مثير للجدل ومخالف للقانون سلم جينجيتش، الذي كان قد اضحى رئيساً لوزراء صربيا، خصمه الرئيس السابق سراً للقوات الاطلسية التي اخذته خارج البلاد بطائرة عسكرية لمواجهة محكمة جرائم الحرب اليوغوسلافية في مدينة لاهاي في هولندا. ومع ان جينجيتش اغتيل قبل اسابيع في قلب بلغراد برصاص زمر مرتبطة بنظام ميلوشيفيتش فإن الرئيس المخلوع ما زال قيد الاعتقال في لاهاي.

* نهاية طالبان الملا عمر

* حققت الولايات المتحدة في افغانستان عبر «المجاهدين الافغان» اهم انتصار عالمي لها بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية. ففي ارض افغانستان ثأرت اميركا لنفسها من فيتنام وورطت السوفيات في «فيتنام اسلامية» خرجوا منها خائبين، وبدأ بعدها العد التنازلي لانهيار الكتلة الشرقية عام 1989، وصولا الى انهيار الاتحاد السوفياتي ذاته بعد سنوات قليلة.

فبعد وصول اليسار الى الحكم في افغانستان، بدأت المشاكل بين اجنحته، مما اضطر السوفيات للتدخل بقوات عسكرية كبيرة بغرض السيطرة على الوضع الدامي المتفجر. ولكن في بواكير العام التالي 1980 اخذت الفصائل الاسلامية التوجه تجمع صفوفها ضد الوجود السوفياتي والحكم اليساري الافغاني. واحتدم القتال بين السوفيات وحلفائهم اليساريين من جهة وقوات «المجاهدين» من جهة اخرى وشرد بحلول عام 1982 نحو 2.8 مليون مواطن لجأوا الى باكستان وحوالي 1.5 مليون آخرين فروا الى ايران. وعجز السوفيات عن مد سلطتهم خارج المدن بينما طور «المجاهدون» حرب العصابات التي اعتمدوها ضدهم. وتعزز وضع «المجاهدين» عندما اخذوا عام 1986 يستفيدون من دعم تقني وتسليحي وبشري سخي من الولايات المتحدة والدول الغربية الاسلامية.

وبين عامي 1988 و1989 اجريت مفاوضات تهدف الى وقف القتال ومحاولة ايجاد حل سياسي في جنيف بسويسرا، شاركت فيها الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي وباكستان وافغانستان، واتفق بنهايتها على انسحاب القوات السوفياتية. غير ان «المجاهدين» واصلوا القتال ضد حكومة كابل اليسارية برئاسة الدكتور نجيب الله، واختاروا صبغة الله مجددي رئيساً لهم.

وعام 1992 هاجم «المجاهدون» كابل واحتلوها وعزلوا نجيب الله، واعلنوا قيام دولة اسلامية يحكمها مجلس جهادي برئاسة برهان الدين رباني. الا ان الخلافات سرعان ما دبت بين فصائل «المجاهدين» وانقسموا على بعضم بين جماعات باشتونية واخرى تاجيكية وثالثة اوزبكية، وسادت الفوضى في البلاد، بينما كانت قوة ناشئة من طلبة المعاهد الاسلامية في باكستان تنشط في جنوب افغانستان بدعم باكستاني. وبحلول عام 1995 استطاع هؤلاء الطلبة ـ طالبان ـ من قاعدتهم مدينة قندهار السيطرة على جنوب البلاد، وزحفوا لاحقاً في كل الاتجاهات. ومع ان الولايات المتحدة لم تعرف رسمياً بحركة طالبان، كانت هناك شكوك بأن واشنطن تريد الاستقرار في افغانستان تحت سلطة قوية تسمح لها بمد خط انابيب النفط من آسيا الوسطى الى بحر العرب. وكانت باكستان قد نشطت في تسويق طالبان في واشنطن، ولكن من دون مباركة اميركية علنية للحركة.

عام 1997 احتلت طالبان كابل نفسها واعدمت نجيب الله. وفرضت منظورها الصارم للشريعة على العاصمة. كما دمرت لاحقاً تمثالي بوذا الاثريين العملاقين في ولاية باميان متحدية المناشدات والاحتجاجات الدولية. واخذت تتجمع المعلومات عن استضافتها معسكرات تدريب لتنظيم «القاعدة» بقيادة اسامة بن لادن. وعام 2000 طالبت واشنطن تسليمها بن لادن بعد اتهام جماعته بتفجير سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا. ولما رفضت حكومة طالبان -التي كانت في ذلك الوقت تسيطر على اكثر من 90 % من اراضي أفغانستان ـ الطلب الاميركي فرضت عليها عقوبات دولية.

وفي 11 سبتمبر (ايلول) تعرضت العاصمة الاميركية واشنطن ومدينة نيويورك لهجمات انتحارية دمرت برجي «مبنى مركز التجارة العالمي» في نيويورك وجناحاً في مبنى «البنتاغون» مقر وزارة الدفاع الاميركية، راح ضحيتها حوالي ثلاثة آلاف قتيل، واتهم تنظيم «القاعدة» بالمسؤولية عنهما. وهنا طالبت واشنطن حكومة طالبان مجدداً بتسليم بن لادن، ومرة اخرى رفضت الحركة. فشنت القوات الاميركية في اواخر عام 2001 حملة عسكرية مدعومة بقوات حليفة اطاحت فيها حكم طالبان. وعينت حكومة افغانية بديلة على رأسها حميد كرزاي في كابل.

* .. ونهاية الحقبة الصدامية

* في العراق، برز سياسي حزبي شاب اسمه صدام حسين التكريتي، على الساحة السياسية عام 1979، كانت خلفيته السياسية حزبية وعشائرية، وتمكن من حكم العراق بقبضة حديدية، وعبر ثلاث حروب مدمرة حتى مارس (ذار) عام 2003.

صدام ولد في قرية العوجة قرب مدينة تكريت لعشيرة من عشائر الفرات الاوسط المسلمة السنية التي لعبت دوراً مهماً في تاريخ العراق السياسي المعاصر. الا ان مدينة تكريت بالذات لم تقتحم الساحة السياسة الا بفضل تأثير السياسي المخضرم مولود باشا مخلص في العهد الملكي. ومن ثم عبر حزب البعث العربي الاشتراكي.

صدام بنى نفوذه داخل قيادة حزب البعث بفضل سيطرته على جهازه الامني. واستطاع عند بناء قاعدته والتقدم نحو القمة التخلص من العديد من المنافسين من الرفاق والحلفاء. وعام 1980 زج صدام بالعراق في حرب ضروس مع ايران الخارجة لتوها من ثورة اسلامية شعبية، كان مبررها منع امتداد التيار الخميني الى العراق، وقمع تحركات جماعات حزب الدعوة الشيعي المؤيد لايران. وطالت هذه الحرب التي قتل فيها نحو مليوني مدني وعسكري من الجانبين، وتلقى خلالها صدام الدعم من الولايات المتحدة، حتى عام 1988. وبعدما انتهت هذه الحرب قرر الرئيس العراقي تصفية حساباته مع الاكراد الذين صعدوا تمردهم على حكومة بغداد ابان انشغالها بالحرب الايرانية، وقمع صدام الاكراد بالقوة واستخدم ضدهم اسلحة كيماوية قتل الالوف منهم ولا سيما في بلدة حلبجة بمحافظة السليمانية.

ويوم 2 اغسطس (آب) عام 1990 غزت القوات العراقية الكويت إثر خلافات نشبت بين الجانبين العراقي والكويتي على الديون والمساعدات وسحب النفط من حقل الرميلة الحدودي. واعلن صدام ضم الكويت، بينما رفضت الامم المتحدة ذلك وطالبته بالانسحاب الفوري، موقعة على العراق عقوبات اقتصادية قاسية.

وفي يناير (كانون الثاني) عام 1991 نجحت الولايات المتحدة في تشكيل تحالف عريض دولي وعربي خاض حرباً سريعة وحاسمة حررت الاراضي الكويتية. ودمرت جزءاً كبيرا من قدرات العراق العسكرية. ووافقت بغداد على مجيء مفتشين دوليين للتأكد من تخلص العراق من اسلحة الدمار الشامل.

وبين 1995 و1996 اخذ العراق يشكو من التأثير الانساني الخطير للعقوبات على الشعب العراقي، فباشرت الامم المتحدة «برنامج النفط مقابل الغذاء»، كما شكا من بعض المفتشين الدوليين وتصرفاتهم واتهم هؤلاء بالتجسس. وبين ديسمبر (كانون الاول) 1998 ونوفمبر (تشرين الثاني) 2000 رفض العراق السماح للمفتشين الدوليين بالعمل. وفي خريف 2002 بعد تغير المناخ السياسي في الولايات المتحدة عقب هجمات 11 سبتمبر 2001 سمح العراق للمفتشين باستئناف عملهم. الا ان الولايات المتحدة تحت إدارة جمهورية يمينية لم تجد في هذا التنازل تقدماً ايجابياً كافياً، فأخذت تصعّد حربها الكلامية على العراق، الذي صنفته ضمن «محور الشر» واخذت تتكلم صراحة عن ضرورة اسقاط النظام في بغداد. وبين 13 نوفمبر 2002 ومارس (آذار) 2003 واصلت الادارة الاميركية تصعيدها السياسية وحشدها العسكري، في وجه تردد دولي ورفض عربي لخوض الحرب ضد العراق هذه المرة. وبالفعل لم تشارك عملياً في الحرب التي شنت يوم 20 مارس، وانتهت باحتلال العراق، الا القوات الاميركية تدعمها القوات البريطانية.