خبراء: تأهيل حقول النفط العراقية يحتاج لاستثمارات تتجاوز 20 مليار دولار

TT

أكد خبراء نفط واقتصاد مصريون على ان خريطة سوق النفط العالمية ستشهد تغييرات جذرية خلال الاشهر القليلة المقبلة سواء انتهت الحرب ضد العراق بتشكيل حكومة وطنية وانسحاب قوات التحالف او تشكيل حكومة موالية لهذه القوات. وتوقعوا ان يصل الانتاج العراقي من النفط قبل نهاية العام الحالي الى حوالي 3.5 مليون برميل يوميا وان يزداد خلال سنة الى حوالي 4 ملايين برميل يوميا وأكدوا وجود الامكانات لدفع الطاقة الانتاجية للنفط العراقي الى 6 ملايين برميل يوميا على المدى البعيد المتوسط ونحو 12 مليون برميل يوميا على المدى الاطول وذكروا ان ذلك يتطلب ضخ نحو 20 مليار دولار خلال الفترة المقبلة.. واشاروا الى انه من شبه المؤكد ان تسيطر الشركات الاميركية على عمليات تأهيل وتطوير النفط في الحقول العراقية خلال الفترة المقبلة وان يتم تمزيق العقود المبرمة في هذا الصدد قبل بداية الحرب مع الشركات الفرنسية والروسية والصينية. كما اوضح الخبراء ان توجه العراق لزيادة انتاجه اليومي امر منطقي وعلى منظمة الاوبك ان تتعامل بمرونة مع ذلك باقناع الدول الاعضاء الاخرى بخفض انتاجها بنفس مقدار زيادة الانتاج العراقي اذا ارادت ان تحافظ على سعر متوازن للنفط في الاسواق العالمية.

وقال الخبير النفطي الدكتور حسين عبد الله ان الاحتياطيات المؤكدة لدى العراق من النفط تبلغ نحو 112.5 مليار برميل وان الانتاج العراقي من النفط قبل بداية الحرب كان يتراوح بين 2.2 مليون برميل و2.4 مليون برميل يوميا وفقا لاتفاق النفط مقابل الغذاء المبرم مع الامم المتحدة، واشار الى ان الانتاج العراقي وقت الذروة في الثمانينات بلغ نحو 3.5 مليون برميل يوميا وانه من الممكن اعادة تأهيل الحقول والوصول الى هذا المستوى من الانتاج خلال اشهر قليلة موضحا ان تغييرات جذرية ستحدث في سوق النفط العالمي تؤثر بشكل مباشر على اقتصاديات دول المنطقة.

ومن جهته ذكر الخبير الاقتصادي الدكتور احمد النجار ان هناك اعتقادا اميركيا بأن الاحتياطيات العراقية من النفط تتجاوز 324 مليار برميل موضحا ان هذه الاحتياطيات موجودة في شمال العراق وجنوبه والوسط وكذلك الغرب وان ابرز الحقول النفطية العراقية هو القرنة وتبلغ احتياطياته نحو 20 مليار برميل مقابل 13 مليار برميل في حقل جزر مجنون و10 مليارات برميل في حقل الرميلة مشيرا الى ان حقل الرميلة بمفرده يوازي حوالي 3 اضعاف الاحتياطيات المصرية من النفط البالغة نحو 3.7 مليار برميل واضاف ان تأهيل الحقول العراقية وتطوير انتاجها يتطلب ضخ 20 مليار دولار مؤكدا انها استثمارات متواضعة مقارنة بحجم العائد المتوقع، لا سيما ان الحقول العراقية تتميز بقربها من سطح الارض وبالتالي قلة تكلفة الانتاج وتحقيق عائدات ضخمة مهما كان سعر النفط في الاسواق العالمية.

وتابع الدكتور احمد ان الاوضاع في سوق النفط العالمية وتداعياتها على الاقتصادات العربية مرهونة بعدة اعتبارات اولها موقف منظمة الاوبك من الزيادة المتوقعة للانتاج العراقي مشيرا الى ان المنظمة مطالبة بموقف مرن في هذا الاتجاه يسمح للعراق بزيادة الانتاج على ان يتم خفض قيمة الزيادة من انتاج الدول الاخرى الاعضاء في المنظمة وفقا لحصة كل دولة، موضحا ان ذلك سيحافظ على سعر متوازن لبرميل النفط يتراوح بين 22 دولارا و28 دولارا للبرميل ويرى الدكتور احمد ان اتفاق اوبك مع العراق سيكون اكثر سهولة في حالة تشكيل حكومة وطنية عراقية في حين ان الامر سيختلف في حالة وجود حكومة موالية لاميركا حيث ستعمل على ضخ النفط من اجل خلق وفرة وفائض في سوق النفط يحققان سعرا يلائم متطلبات الاقتصاد الاميركي يتراوح بين 15 و18 دولارا لبرميل. النفط موضحا ان اميركا تستورد نحو 10.8 مليون برميل يوميا من النفط وكل انخفاض بمقدار دولار واحد في سعر البرميل يوفر لها حوالي 4 مليارات دولار سنويا.

واوضحت استاذة الاقتصاد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية الدكتورة سلوى نصار ان السيناريوهات المختلفة المتوقعة لاسعار النفط وحركة التعاملات عليه في السوق المالية ستؤدي لتقليص عائدات النفط في الدول المصدرة، لا سيما في منطقة الخليج وفنزويلا وايران والمكسيك التي تسيطر على الحصص الاكبر في الانتاج موضحة ان الخسائر المتوقعة تتجاوز عشرات المليارات، مشيرة الى ان الامر يتطلب معالجة الوضع بحكمة وعدم السباحة ضد التيار.