سعود الفيصل: اختيار الحكومة الشرعية بالعراق شأن عراقي بحت.. والدول المحيطة تعهدت بعدم التدخل

وزير الخارجية السعودي: حكومات دول الاحتلال مطالبة بأن تشكل الحكومة العراقية المؤقتة

TT

اكد الامير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، ان اختيار الحكومة الشرعية في العراق شأن عراقي بحت، موضحا ان الدول المحيطة بالعراق تعهدت بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للعراق، وعدم قبول تدخل الاخرين في هذه المرحلة.

واعلن الامير سعود الفيصل ان السعودية ستبدأ ابتداء من يوم السبت المقبل حملة لجمع التبرعات من جميع مناطق البلاد لصالح الشعب العراقي.

وقال في مؤتمره الصحافي الدوري امس في الرياض في معرض رده على سؤال بشأن تدخل قوات الاحتلال في تشكيل الحكومة العراقية الانتقالية: «الحكومة الانتقالية ستستمد سلطتها من قوات الاحتلال، والقوة المستقلة العراقية هي التي تأتي بعد هذه الحكومة الانتقالية. وعندما يستقر الامن وتعود الخدمات الى وضعها الطبيعي من الضروري ان تتسلم زمام السلطة الحكومة الشرعية العراقية».

واضاف الامير سعود مؤكدا: «هذه الحكومة شأن عراقي بحت لا من ناحية الاسلوب ولا من ناحية التوقيت ولا من ناحية المضمون او الترشيح لها، ليس لنا دخل فيها، ليس لنا مرشحون فيها، وليس لنا اي قدرة على التأثير عليها وهذا ما تعاهدت عليه الدول المحيطة بالعراق من انها لن تتدخل ولن تقبل بتدخل الاخرين في هذه المرحلة من تشكيل الحكومة العراقية».

ونفى الامير سعود الفيصل ايضا وجود ممثلين للسعودية في مؤتمر الناصرية. وقال: «لم اسمع بهذا الشيء بتاتا».

وفي ما يتعلق بامكانية تعامل السعودية مع الحكومة العسكرية الاميركية في العراق ومدة هذا التعامل، اوضح ان حكومات دول الاحتلال مطالبة بأن تشكل الحكومة العراقية المؤقته حتى تفتح المجال في اتاحة الفرصة للتعامل، مشيرا الى ان بيان مؤتمر الرياض ذكر ان هناك وضعاً جديداً في العراق يجب التعامل معه.

وبين الامير سعود الفيصل ان هذا ليس له اي علاقة بالاعتراف سواء بشرعية الاحتلال او عدم شرعيته وليس له علاقة بالاعتراف بشرعية حكومة او عدم شرعيتها.

واضاف: «لكن هي اجراءات عملية لانتقال السلطة من قوات الاحتلال الى السلطة الشرعية التي يختارها العراقيون بانفسهم». وحول المباحثات الخاصة بعودة اللاجئين العراقيين في مخيم رفحا (شمال السعودية) الى بلدهم، اوضح ان المباحثات ستجري، وان هناك طلباً من اللاجئين للعودة الى وطنهم خاصة بعد ازالة العقبات التي كانت تمنعهم من العودة.

وفي ما يتعلق بتأثير الحرب على العلاقات الاميركية ـ العربية، اكد الامير سعود الفيصل حدوث مثل هذا التغيير، الا انه تساءل هل سيكون في الاتجاه الايجابي او السلبي. مشيرا الى ان هذا الامر يعتمد على ما يحدث في العراق.

واشار وزير الخارجية السعودي الى ان المباحثات التي شهدتها الرياض اخيرا تمحورت حول الواقع الجديد الذي افرزته الحرب على العراق من كافة جوانبه وتداعياته وعلى امن وسلامة واستقرار المنطقة والعالم، موضحا ان السعودية انطلقت في تحركها من عدة ثوابت رئيسية اهمها التأكيد على الحفاظ على أمن العراق ووحدة اراضيه واستقلاله وسيادته وسلامته الاقليمية، كما ارتكزت على حق الشعب العراقي في تقرير مصيره ومستقبله السياسي بارادته الحرة والمستقلة مما يستلزم انهاء الاحتلال العسكري في اسرع وقت، والاسراع في تشكيل الحكومة الانتقالية تمهيدا لانشاء حكومة عراقية دستورية ذات تمثيل واسع من ابناء الشعب العراقي، وتعزيز دور الامم المتحدة في دعم خيارات الشعب العراقي، واستعداد السعودية لتقديم الدعم والمساعدة ليس فقط في الجوانب الانسانية.