محادثات الأسد وموسى تناولت تطوير جامعة الدول العربية في مواجهة الأحداث

TT

تداول الرئيس السوري بشار الأسد مع الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في التطورات الجارية في المنطقة العربية وبصورة خاصة الوضع في العراق.

وذكر بيان رئاسي سوري أن هذه المداولات التي جرت لدى استقبال الأسد لموسى أمس، تناولت الجهود المنتظر أن تبذلها الجامعة العربية من أجل مساعدة الشعب العراقي على تجاوز محنته والحفاظ على وحدة الأراضي العراقية وسلامتها.

وفيما أشار البيان السوري إلى أنه جرت مناقشة الآليات التي يمكن أن تستخدمها جامعة دول العربية حالياً وفي المستقبل لتحقيق هذه الأهداف، قال مصدر مقرب من أمين الجامعة إن محادثات موسى مع الرئيس السوري تناولت مناقشة آليات تطوير الجامعة العربية بغية مواجهة الأحداث التي طرأت على الساحة العربية في ضوء الاحتلال الأميركي البريطاني للعراق، كما تناولت هذه المحادثات القضية الفلسطينية.

وقبل ذلك أجرى موسى محادثات مع وزير الخارجية السوري فاروق الشرع تناولت آخر المستجدات في المنطقة خصوصاً على الساحة العراقية.

وقال الناطق باسم الخارجية السورية إن وجهات نظر الشرع وموسى كانت متطابقة حول أهمية دور الجامعة العربية في توحيد مواقف الدول العربية في مساعدة الشعب العراقي في إنهاء محنته وتشكيل حكومته بنفسه.

وعقب محادثاته مع الرئيس الأسد والشرع أدلى موسى بتصريحات للصحافيين وصف فيها لقاءه مع الرئيس الأسد بأنه كان مثمراً، وتناول كل ما يدور في ذهن كل عربي سواء ما يتصل بالوضع في العراق وتطوراته، وما هو قادم بالنسبة للقضية الفلسطينية، وما يتصل أيضاً بالوضع العربي العام ودعم جامعة الدول العربية وتحركها للأمام.

وأشار موسى إلى أن جولته المكوكية بين عمان ودمشق هي بداية لزيارة عواصم عربية أخرى للتشاور الذي يقتضيه المنعطف الحالي، مؤكداً أن لا أحد يستطيع في هذا الوقت أن يفكر منفرداً، وأنه لا بد من التشاور على أعلى المستويات.

وعما إذا كانت الجامعة العربية تلقى تجاوبا من الدول العربية، وما إذا تم احتواء الموقف الليبي قال عمرو موسى إن هناك تجاوباً من ليبيا وإن فشل جامعة الدول العربية يعني فشل الدول العربية وبالعكس، لافتاً إلى وجود كثير من علامات الاستفهام لا بد من الإجابة عليها. وقال: هناك أوضاع جديدة نريد أن نأخذ آراء الدول في ظلها.

ووصف موسى الموقف الراهن بأنه مضطرب. وقال: إننا لا ندري شيئاً عن التفاصيل داخل العراق في ما يتعلق باللجنة الإدارية ورفض الإدارة الأميركية لمن نصبوا أنفسهم حكاما في العراق ولا نستطيع أن نعلق على كل ما يحدث هناك في كل دقيقة.

واشار أمين عام جامعة الدول العربية الى أن علامات استفهام كبيرة جداً تحيط بمستقبل العالم العربي ومستقبل المنطقة عموما. وقال: نستطيع أن نتفاءل إذا تخيلنا أن هناك تضامناً حيال حل مشترك ونستطيع أن نتشاءم إن لم يوجد هذا التضامن وإن الأمر كله متوقف على كيفية رد الفعل العربي والجماعي بالنسبة للأحداث الخطيرة التي نمر بها. في سياق آخر وقبل مغادرته دمشق بعد ظهر اليوم متوجهاً إلى عمان، التقى أمين عام جامعة الدول العربية في فندق شيراتون دمشق المندوب العراقي السابق لدى الأمم المتحدة محمد الدوري، ووصف مصدر قريب من موسى هذا اللقاء بأنه شخصي وناجم عن علاقة خاصة تربط بين موسى والدوري وأنه ليس له أي بعد آخر.

وكان قد تردد في الآونة الأخيرة أن لدى الدوري رغبة في العمل في جامعة الدول العربية، مما يحمل على الاعتقاد بأن هذا الأمر ربما كان موضع بحث بين الجانبين.