رامسفيلد: الحديث عن استخدام قواعد عراقية تكهنات صرفة وسنبحث ترتيبات بشأن الوجود العسكري مع دول المنطقة

TT

قال وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد ان المعلومات حول عزم الولايات المتحدة استخدام قواعد جوية عراقية على المدى الطويل هي «مجرد تكهنات». واوضح رامسفيلد في مؤتمر صحافي في «البنتاغون» مساء اول من امس، معلقا على تقرير الاحد الماضي افاد بأن «البنتاغون» يعتزم الاحتفاظ باربع قواعد في العراق بالاتفاق مع الحكومة العراقية المقبلة، أن هذا التقرير «فاز على الارجح بالجائزة الدولية للتكهنات الصرفة هذه السنة».

وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» قد نقلت عن مسؤولين عسكريين اميركيين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم قولهم ان القواعد العسكرية التي ينوي «البنتاغون» استخدامها هي اربع: واحدة في مطار بغداد الدولي والثانية في طليل قرب الناصرية (جنوب) والثالثة اطلق عليها اسم «اتش 1» وتقع في البادية الغربية قرب الحدود الاردنية والاخيرة قاعدة باشور في كردستان العراق (شمال). وقال رامسفيلد «اننا لا نفكر بذلك حتى» موضحا «لا اعرف من هم المسؤولون المعنيون» ومشددا على ان صحيفة «نيويورك تايمز» لم تأخذ رأيه ولا رأي مساعده بول ولفوويتز في هذا المقال. واضاف «لم يناقش هذا الامر بوجودي».

لكن رامسفيلد قال ان الولايات المتحدة تستخدم حاليا هذه القواعد «للمساعدة على نقل المساعدات الانسانية وللمساهمة في استقرار العمليات». وشدد وزير الدفاع الاميركي على ان هذه «القواعد تستخدم لكن لا علاقة لذلك باستخدامها على المدى الطويل». ولم يخف استياءه من المصادر التي تحدثت الى كاتبي المقال في «نيويورك تايمز». وقال «لو كنت الصحافي (...) لاوردت الاسماء (هذه المصادر) في اسفل لائحة المصداقية والقدرة على الحكم والاطلاع». وشدد على ان «الانطباع المنتشر في العالم هو اننا نخطط لاحتلال البلد (العراق) ولاستخدام قواعده لفترة طويلة. هذا غير صحيح بتاتا».

وشكل العلاقة العسكرية التي ستقيمها الولايات المتحدة مع القيادة العراقية الجديدة تكتسب حساسية بالغة بالنسبة لادارة الرئيس جورج بوش التي كانت ولا تزال تصر على ان القوات الاميركية لن تتحول «قوة احتلال». وقال رامسفيلد ان لدى اميركا تسهيلات كافية في دول المنطقة وبالتالي فانها ليست بحاجة الى قواعد جديدة في العراق. وقال «لسنا بحاجة الى مكان جديد.. لدينا الكثير من الاصدقاء والقدرات للعمل معهم ولدينا مواقع لانشطة من شأنها المساعدة في تعزيز استقرار المنطقة».

كما اكد «البنتاغون» بوضوح انه يريد تقليص الوجود العسكري الاميركي في الشرق الاوسط وجنوب غربي آسيا بعد حرب العراق بهدف خفض النفقات وكذلك تقليص احتمالات تعرض القوات الاميركية لهجمات ارهابية. وقد بدأت الولايات المتحدة فعلا بهذه الاجراءات ومنها سحب معظم طائراتها الحربية من قاعدة انجرليك في جنوب تركيا التي منها كانت تنطلق دوريات مراقبة الحظر الجوي فوق شمال العراق منذ عام .1991 ومن المتوقع ايضا ان يخفض البنتاغون اسطول طائراته الحربية في الخليج ايضا بعد حل الترتيبات الخاصة بمنطقة الحظر فوق جنوب العراق. وبسؤاله عن تصوراته لمستقبل الوجود العسكري الاميركي في الشرق الاوسط، قال رامسفيلد «افكر بشيء ما»، رافضا الخوض في التفاصيل الى حين الانتهاء من بحث هذه «الافكار» مع حكومات دول المنطقة. واضاف انه يعتزم القيام بجولة في المنطقة من دون ان يحدد موعدها.

من ناحية ثانية ورغم تراجع النشاط العسكري الاميركي في العراق، تفادى رامسفيلد الاجابة عن اسئلة حول متى سيعلن رسميا انتهاء الحرب. وقال رامسفيلد ان الموضوع قيد البحث مع حلفاء اميركا. واضاف ان الوضع في العراق سيتطور ويتغير مثلما حصل في افغانستان وسيظهر «وضع مستقر نسبيا» في معظم انحاء البلاد فيما تستمر جيوب المقاومة والهجمات ضد القوات الاميركية في بعض المناطق. وتابع «في النهاية سنصل الى مرحلة تنتهي فيها الحرب.. اما اذا سألتموني: هل انتهت الحرب الآن؟، فان الجواب هو: كلا». الى ذلك، قال رامسفيلد ان اكثر من 20 دولة تساهم حاليا في الجوانب الانسانية ومجالات حفظ الامن في العراق خص منها السعودية والاردن اللتين ارسلتا مستشفيين ميدانيين واسبانيا التي ارسلت سفينة طبية وجمهورية التشيك التي ارسلت مستشفى ميدانيا و40 طبيبا وايطاليا التي ارسلت 300 مسؤول شرطة والبانيا التي تساهم بقوات لم يحدد عددها وليتوانيا التي ارسلت فريقا طبيا.

واشار رامسفيلد الى حالات تعاون فيها المواطنون العراقيون مع القوات الاميركية بمدها بمعلومات عن اماكن اختباء ميليشيات النظام السابق وقياداته واماكن اخفاء الاسلحة الى جانب المساعدة في استعادة الامن والنظام والخدمات الاساسية. الى ذلك، قال الجنرال ريتشارد مايرز، رئيس هيئة الاركان الاميركية المشتركة، الذي كان الى جانب رامسفيلد في المؤتمر الصحافي، ان مسؤلا صحيا عراقيا دل القوات الاميركية اول من امس على ثلاثة مستودعات قرب بغداد تحوي من الادوية ما يكفي لسد متطلبات مستشفيات العاصمة لمدة ستة الى 12 شهرا. واضاف ان مسؤولين صحيين عراقيين سيتولون توزيع هذه الادوية على المستشفيات تحت حماية القوات الاميركية.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بــ«الشرق الأوسط»