مصادر روسية: الأميركيون عثروا على وثائق في العراق تدين روسيا البيضاء

TT

توقعت مصادر صحافية في موسكو ان تضم الولايات المتحدة روسيا البيضاء الى قائمة الدول المارقة المستهدفة من جانب واشنطن بتهمة تقديمها للمساعدات العسكرية للنظام السابق في العراق. وقالت صحيفة «ازفيستيا» ان رون سينوفيتس احد العاملين في اذاعة «ليبرتي» الاميركية واحد الصحافيين الذين رافقوا القوات الاميركية في العراق عثر على وثائق سرية تؤكد تورط سلطات روسيا البيضاء في تقديم الاسلحة الحديثة الى العراق. واضافت ان الوثائق التي عثر عليها في احدى القواعد العسكرية شمال بغداد تتضمن خطابا من الجنرال فلاديسلاف اتشالوف النائب الاسبق لوزير الدفاع الروسي يوصي فيه بامداد الجيش العراقي بقطع الغيار الى جانب عدد من الوثائق الاخرى التي تكشف عن العديد من الاتصالات والمباحثات بين الجانبين حول هذه القضايا.

وقالت الصحيفة ان واشنطن بدأت التحقيق في هذه القضية لتحديد مسؤولية كل طرف على حدة، فيما من المتوقع ان تنشر تفاصيل تجارة السلاح بين روسيا البيضاء و«الدول المارقة» الى جانب «الحسابات السرية» لرئيس روسيا البيضاء الكسندر لوكاشينكو. وتلمح مصادر روسية الى احتمالات تعرض روسيا البيضاء لمصير مشابه لما تعرض له العراق. وتقول ان لوكاشينكو يستعد لمواجهة هذا الاحتمال فيما نقل عنه القول ان بلاده تملك اسلحة ردع قوية لكن احدا لا يستطيع ادراجها ضمن قائمة اسلحة الدمار الشامل او ضمن قائمة الاسلحة المحظور تداولها.

وتقول المصادر الروسية ان مجلس الامن القومي الروسي قد يعكف على دراسة الموقف الناجم عن عمليات قوات التحالف في العراق من منظور ابعاد الدروس المستفادة واعادة النظر في الكثير من اركان مذهب الامن القومي. وكان سيرجي كاراجانوف رئيس هيئة رئاسة مجلس السياسات الدفاعية والخارجية قد اشار الى ان موسكو افتقدت لدى ادارة الازمة للاستراتيجية الواضحة ولم تكن تعرف تحديدا ما تريد، فتارة كانت تتحدث عن ضرورة الالتزام بالشرعية الدولية فيما تشير تارة اخرى الى ضرورة انقاذ مجلس الامن والامم المتحدة بينما تؤكد تارة ثالثة على ضرورة تضافر الجهود المشتركة مع بلدان الاتحاد الاوروبي لموجهة السياسة الاميركية، في نفس الوقت الذي لم تكن تكف فيه عن الحديث حول ضرورة الابقاء على العلاقات الطبيعية مع الولايات المتحدة. وقال كاراجانوف ان كل هذه التوجهات كان من الممكن تناولها من منظور العلاقة الجدلية بين اركانها واعتبارها جديرة بالحياة اذا أخذت في اطار خط استراتيجي واضح المعالم. وقال ان هذه المشكلة ليست وليدة اليوم بل تبدو مشكلة كل السياسة الخارجية.