ليبيا تقرر وقف المشاركة في اجتماعات الجامعة العربية

TT

أعلن مسؤول ليبي رفيع المستوى امس ان بلاده لا تعتزم المشاركة مستقبلا في أية اجتماعات تعقدها الجامعة العربية، في تصعيد جديد لموقف طرابلس المعلن بشأن انسحابها من الجامعة العربية.

وقال المهندس عمران ابراهيم أبو كراع أمين اللجنة الشعبية العامة (وزير الكهرباء) في تصريحات صحافية على هامش مشاركته في اجتماعات المكتب التنفيذي لوزراء الكهرباء العرب أمس في القاهرة ان قرار ليبيا الانسحاب من الجامعة العربية ومجالسها الوزارية سيتم تفعيله خلال المرحلة المقبلة، واعتبر ان اجتماع أمس ربما يكون هو الأخير من نوعه الذي ستشارك فيه ليبيا تحت مظلة الجامعة العربية. ويعد هذا أول تأكيد رسمي ليبي لمعلومات سبق ان نشرتها «الشرق الأوسط» مؤخرا بشأن اعتزام طرابلس تفعيل طلب الانسحاب الذي قدمته في الرابع والعشرين من شهر اكتوبر (تشرين الاول) الماضي للجامعة العربية، علما بأن ميثاق الجامعة العربية الموضوع عام 1945 ينص على ان تقدم الدولة الراغبة في الانسحاب طلبا رسميا قبل عام من تنفيذه.

وكان عبد المنعم الهوني مندوب ليبيا الدائم لدى الجامعة العربية قد ابلغ عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية قبل اسبوعين قرار ليبيا تخفيض عدد العاملين في مندوبيتها الدائمة لدى الجامعة العربية وتقليص حجم مشاركتها رسميا في الاجتماعات الدورية التي يعقدها مجلس الجامعة سواء على مستوى المندوبين الدائمين أو وزراء الخارجية العرب. وسحبت ليبيا بالفعل الاسبوع الماضي اثنين من أصل عشرة دبلوماسيين يعملون في مندوبيتها لدى الجامعة العربية، علما بأنه تقرر ان يكون السحب تدريجيا بحيث لا يتبقى سوى المندوب الليبي نفسه مع اقتراب انتهاء المهلة المحددة لتنفيذ قرار الانسحاب وفقا لميثاق الجامعة العربية.

ورفض المستشار هشام يوسف الناطق الرسمي باسم الجامعة العربية التعليق لـ«الشرق الأوسط» حول تصريحات وزير الكهرباء الليبي، كما نفى ان تكون هناك ترتيبات تتم حاليا لقيام موسى بزيارة سريعة الى ليبيا في محاولة لاثنائها عن تفعيل قرار الانسحاب ولكن مصادر دبلوماسية ليبية رجحت لـ«الشرق الأوسط» ان تتم هذه الزيارة خلال الاسبوع المقبل حيث من المرتقب أن يلتقي موسى مع الزعيم الليبي معمر القذافي والدكتور عبدالسلام التريكي أمين اللجنة الشعبية العامة للوحدة (وزير الشؤون الافريقية). وتقول مصادر دبلوماسية عربية ان انسحاب ليبيا قد يغري بعض الدول العربية على اتخاذ مواقف مماثلة مما قد يهدد مستقبل الجامعة العربية التي يجاهد أمينها العام عمرو موسى لانقاذها من جملة من الملفات والتراكمات السياسية الصعبة. وكان موسى قد اعلن قبل نهاية العام الماضي ان ملف الانسحاب الليبي قد طوي للأبد، لكنه لم يوضح مبررات هذا التأكيد وسبق لموسى ان قام خلال الفترة الماضية بعدة رحلات مكوكية الى ليبيا لحث الزعيم الليبي على التراجع عن الانسحاب ولكن دون جدوى، كما زارها مؤخرا في نفس الاطار عدد من الزعماء العرب أبرزهم الرئيس المصري حسني مبارك.