إسرائيل تقرر تقليص قواتها العسكرية على ضوء التجربة الأميركية في العراق

TT

قررت قيادة الجيش الاسرائيلي اجراء عدد كبير من التقليصات في حجم قواته العسكرية، بما في ذلك سلاح الجو وسلاح البحرية والجيش، واتخاذ اجراءات تقنين اقتصادية. وقالت مصادر رفيعة في الجيش ان التقليصات في حجم القوات جاءت في اطار الاستفادة من التجربة الاميركية خلال الحرب ضد العراق.

وتبين ان دوائر الجيش الاسرائيلي بدأت في دراسة الاستنتاجات من الحرب الاميركية ـ البريطانية ـ الاسترالية على العراق. ومن بداية البحث ساد اجماع على ان الحروب المقبلة لن تعتمد بشكل اساسي على سلاح المدرعات. فالاميركيون اكتفوا بادخال 1000 دبابة الى الاراضي العراقية، وغالبيتها لم تستخدم. والتركيز في الحرب كان على الطائرات الضخمة القاذفة وطائرات الهليكوبتر المقاتلة والصواريخ. وبناء عليه، يمكن تقليص حجم جيش المدرعات مهنيا، والتركيز اكثر على القوات الجوية والصاروخية الضاربة، خصوصا ان هذه الاسلحة وجهت اصابات دقيقة للاهداف العراقية.

ولكن هناك سببا حاسما آخر طرحه العسكريون الاسرائيليون لتبرير التقليصات في الجيش الاسرائيلي، هو خروج العراق من دائرة الصراع العسكري العربي مع اسرائيل. ومن هذا الباب، بات بالامكان تقليص حجم القوات الاسرائيلية حتى في سلاح الجو وسلاح البحرية. ومن المعلومات المتسربة من هذه النقاشات يتضح ان الحديث يجري عن تقليص الوظائف بثلاثة آلاف وظيفة في الجيش النظامي على الاقل، في السنوات القريبة المقبلة، وتقليص مشابه في قوات جيش الاحتياط.

يذكر ان الخطة الاقتصادية الجديدة التي ستطرحها الحكومة على الكنيست (البرلمان الاسرائيلي) يوم الاربعاء المقبل تنص على تقليص كبير في الميزانية العسكرية يزيد عن ملياري دولار. وسيتم توفير هذا المبلغ من رفع سن التقاعد في الجيش النظامي والاحتياطي الى 55 عاما (هو حاليا 50 عاما). ومن تخفيض الاجور بنسبة 20 في المائة. وكذلك من خصخصة عدد من المرافق العسكرية الاساسية.

وستشمل الخصخصة عددا من مصانع الجيش الاسرائيلي الكثيرة وفتح باب المنافسة حول الادوات اللوجستية. كما ستشمل خصخصة بعض الخدمات، مثل نقل جنرالات الجيش بطائرات تابعة لشركات خاصة، بدلا من الطائرات الهليكوبتر العسكرية الثابتة للجيش التي تحتاج الى جهاز تنظيمي ومهني كبير، والحراسة في عدة مرافق غير حساسة مثل اذاعة الجيش والمخازن والملابس والآليات وغيرها.

كما سيتم التخلص من عدة مصانع عسكرية لانتاج الملابس والأثاث وغيرها من الادوات. وسيشتري الجيش الاسرائيلي هذه البضائع من مصانع اميركية، حيث ان المساعدات الاميركية العسكرية لاسرائيل مشروطة بصرفها في الولايات المتحدة فقط. واذا لم تصرف الاموال هناك، تعاد الى الخزينة الاميركية.

ورفض الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي، امس، تأكيد او نفي هذه المعلومات، باعتبار ان الموضوع ما زال قيد البحث داخل الجيش. وعليه ان يقر اولا في الحكومة. وبعد ذلك يقر في الكنيست. وحال نشر هذه المعلومات الاولية في وسائل الاعلام الالكترونية، أمس، خرجت اصوات معارضة بعضها يقول ان من السابق لاوانه الحديث عن استخلاص نتائج الحرب في العراق. والبعض يقول ان من السابق لاوانه الحديث عن خروج العراق دائرة الصراع. وقال جنرال سابق في سلاح المدرعات انه يستغرب هذا البحث، فما ثبت، من هذه التجربة في العراق هو انه لا يمكن لجيش ان يحتل بلدا آخر، من دون استخدام سلاح المدرعات وسلاح المشاة».