انفجار في مستودع ذخيرة يثير غضب بغداد ضد القوات الأميركية

مقتل ما لا يقل عن 14 شخصا وإصابة عشرات بجروح

TT

تضاربت التكهنات حول اسباب الانفجار الذي وقع مخزن ذخائر في ضاحية الزعفرانية (جنوب بغداد) وادى الى مقتل افراد اسرة واحدة على الاقل وتدمير عدد من المنازل المجاورة، ولكن اهالي المدينة سرعان وما وجهوا اصابع الاتهام الى القوات الاميركية التي تحرس الموقع.

واعتبر الجيش الاميركي ان السبب يعود الى هجوم استهدف المخزن وتسبب بحريق ادى بدوره الى انفجار الصواريخ التي اصابت المدنيين. وقال القمندان فرانك ماكلاري من الفرقة المشاة الثالثة «احدهم اطلق شيئا حارقا على المخزن مما ادى الى هذا الانفجار الهائل. انه عمل تخريبي».

واعلنت القيادة الاميركية الوسطى ان الانفجار ناتج عن هجوم تعرض له مخزن الذخيرة وقالت في بيان ان «عددا غير معروف من الاشخاص هاجم صباحا جنود فرقة المشاة الثالثة التي تقوم بحراسة مخزن اسلحة عراقية قرب بغداد». واضاف البيان «خلال الهجوم قام المهاجمون باطلاق عبوة حارقة على المخزن مما ادى الى نشوب حريق فيه والتسبب في انفجار ادى الى تدمير المخزن ومبان مجاورة». اما سكان الضاحية فانهم يؤكدون ان الجنود الاميركيين يدمرون بانتظام اسلحة وذخائر في الموقع وان الصواريخ انطلقت من دون استهداف الموقع من اي جهة خارجية.

وقال خزعل ثامر احد افراد الاسرة الضحية «منذ عدة ايام نسمع اصوات الانفجارات. وسبق ان طلبنا من الاميركيين عدم القيام بذلك قرب المنازل».

وقال شاكر محمود ناصر الجراح في المستشفى القريب من موقع الحدث انه تلقى ست جثث بعد حدوث الانفجار. واضاف «غير ان هناك من يتحدث عن ما بين 11 و14 قتيلا» لانه لا يزال هناك بعض المفقودين.

ولكن عاملا في المجال الطبي بالعراق قال ان من المعتقد ان 40 مدنيا عراقيا قتلوا كما اصيب كثيرون باصابات بالغة اثر سلسلة الانفجارات التي وقعت في مستودع الذخيرة.

وقال العامل الذي كان يرافق احدى سيارات الاسعاف التي تنقل الجرحى ان هناك الكثير من الضحايا. وردا على سؤال حول عدد القتلى قال الرجل «اربعون».

وبعد الفاجعة اخذ سكان غاضبون يرمون الحجارة على الجنود الاميركيين في الوقت الذي تمركزت فيه عشر مدرعات في الشوارع القريبة.

وتجمع في وقت لاحق مئات من الاشخاص امام المستشفى حيث يعالج الجرحى. وهتفت مجموعة صغيرة من الجيران والاقارب «لا اله الا الله» و«كم من الدم يجب ان يسيل منا». وفي المستشفى كان خزعل ثامر يبكي ويردد «لماذا فعلوا ذلك؟ هذا لا يرضي الله».

وصرخت امرأة بعيون دامعة بالانكليزية «لماذا؟ لماذا؟» وهي واقفة امام الحفرتين اللتين احدثتهما الصواريخ وملأتهما مياه المجاري الكريهة. وتجمع اقارب الضحايا في هدوء في الوقت الذي اخذت فيه جرافة للجيش الاميركي تنبش الركام وتدفع كتل الحجارة والاثاث والملابس بحثا عن مفقودين.

وقال الطبيب انه في الثامنة من صباح امس شاهد بعض الصواريخ تسقط قرب منزله وانه اختبأ تفاديا للاصابة. وقال تامر قلال احد سكان المنطقة ان 14 فردا من اقاربه بينهم والده وزوجته وشقيقه قتلوا عندما دمر صاروخ منزل الاسرة.

وقال الرجل الذي كان ينتحب انه هو الناجي الوحيد من الاسرة وانه لم يبق له سوى طفلة عمرها شهر واحد. واتهم قلال القوات الاميركية بالتسبب في الانفجارات. وقرب مكان الانفجار قال السارجنت جاري كوكر من القوات الاميركية ان الكثير من الناس حوصروا داخل المباني. وأضاف ان وحدته اضطرت الى التراجع من المكان بعد ان تعرضت لاطلاق النار. وقال «حاولنا الذهاب والمساعدة وخرج الناس واطلقوا النار على رجالي». واكد كوكر ان رجاله لم يردوا على النار بالمثل وان بعضهم اصيب. وقام بعض الناس بالبحث بين الانقاض املا في العثور على اي ناجين.

وقال مصور رويترز يانيس بهراكيس انه شاهد عددا من الناس ينزفون بغزارة بينما كان جنود اميركيون يعالجون رجلا اصيب بحروق شديدة. وقال ان شهودا تحدثوا عن اصابة بعض الناس في الاطراف او اصيبوا بحروق شديدة.

وقال بهراكيس «ارسل الاميركيون القوات لمساعدة المصابين الا انهم ووجهوا بجماهير غاضبة ترشقهم بالحجارة». واغلقت القوات الاميركية الطريق المؤدي الى مكان الانفجار.