حكومة بلير كانت على وشك الاستقالة عشية الحرب

TT

كشف وزيران بريطانيان ان حكومة رئيس الوزراء توني بلير برمتها، كانت مستعدة للاستقالة عشية اندلاع الحرب ضد العراق في ما لو خسرت التصويت على مذكرة وضعها نواب معارضون للحرب امام البرلمان تقضي بانه لا توجد ارضية كافية لشن الحرب.

وقال جاك سترو وزير الخارجية في مقابلة مع صحيفة «الغارديان» امس انه كان يعتزم الاستقالة لو جاء التصويت في غير صالح الحكومة، بينما قال ديفيد بلانكيت وزير الداخلية ان جميع وزراء الحكومة المقربين من توني بلير كانوا سوف يستقيلون معه. وكان بلير كشف الاسبوع الماضي انه ابلغ عائلته بعزمه على الاستقالة في ذلك الوقت لو خسرت الحكومة التصويت في البرلمان.

وقال بلانكيت «الجميع كان يعتقد، في الطريق الى التصويت، ان بلير وضع منصبه على خط المواجهة. وكل اولئك المقربين منه كانوا يعتزمون الذهاب معه. واعتقد انها كانت ستكون ضربة للحكومة ككل».

وقال سترو «ان الاحصاء المتوقع للأصوات كان خطيرا للغاية. وكنت ادرك ان بلير يواجه لحظة سيقرر معها الاستقالة، وكنت سأستقيل ايضا. واخبرت زوجتي بذلك. واعتقد ان بلير وضع افتراض ذهابي في حسابه».

وتشير هذه التصريحات الى مدى الخطورة التي كانت تواجهها حكومة بلير خلال مرحلة الاستعداد للحرب. ففي احدى المحطات ابلغ المسؤولون عن تنظيم حزب العمال في البرلمان ان عدد النواب العماليين الذين سيصوتون ضد الحرب قد يصل الى 200 نائب من أصل 412 نائبا عماليا.

وقال سترو «لقد استخدمنا، في مواجهة المعارضين، جميع الحجج الممكنة، بما في ذلك القول لهم ان المسألة لم تعد مسألة ما سنقوله للناخبين في دوائركم الانتخابية، بل ما اذا كنتم تريدون بقاء هذه الحكومة في السلطة».

من جانبه، قال جيف هون وزير الدفاع انه حذر نظيره الاميركي دونالد رامسفيلد من انه «في حال مضت عملية التصويت لصالح الاتجاه الخطأ، فاننا لن نكون موجودين في الحكم». واضاف «كنت لا اريد له، او لاي شخص آخر، ان يسيء فهم أهمية تصويت البرلمان. وكان من المهم ان تتفهم الولايات المتحدة اننا كنا نقامر بكل ما لدينا من اجل كسب التصويت». وكان من المهم بالنسبة لبلير ان يكسب أصوات اكثر من نصف البرلمان. ولكن في النهاية صوت لصالح مذكرة المعارضين 204 نواب (بينهم 139 نائبا عماليا) من مجموع 659 نائبا في البرلمان وكسبت الحكومة التصويت بفارق مريح.