مسؤولون أميركيون: فاروق حجازي ربما يكون الحلقة المفقودة بين النظام العراقي المخلوع وتنظيم «القاعدة»

TT

قال مسؤولون في قوات التحالف امس ان فاروق حجازي الذي عمل حتى وقت قريب سفيراً للعراق في تونس وسفيرا سابقا في تركيا، يشكل عنصرا مهما في التحقيقات المتعلقة بصلات نظام صدام حسين مع تنظيم «القاعدة» بالنظر الى خدمته الطويلة في جهاز المخابرات العراقي، وبالنظر الى صلاته مع الجهاد الاسلامي في مصر، التنظيم الاصولي المتشدد العربي الذي تحول الكثير من عناصره الى تنظيم «القاعدة».

وكان حجازي الذي تولى المسؤولية عن المخابرات الخارجية بمثابة الرجل الثالث في حلقة كبار المسؤولين في جهاز المخابرات العراقي المقربين من صدام في التسعينات. ووصف دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الاميركي القاء القبض عليه، بانه تطور مهم. وقال «نعتقد انه شخص مثير للاهتمام».

ويعتقد ان حجازي ربما كان صلة الوصل بين نظام صدام والتنظيمات الاصولية المتشددة، بما فيها تنظيم القاعدة. كما يعتقد انه لعب دورا في محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها الرئيس بوش الأب خلال زيارة الى الكويت عام 1993 قام بها بعد خسارته الانتخابات لصالح الرئيس السابق بيل كلينتون.

ووصف جيمس وولسي مدير وكالة المخابرات المركزية الاميركية «سي.آي.ايه» السابق اعتقال حجازي بانه «اكبر صيد حتى الآن بالنسبة لقوات التحالف». واضاف «نحن نعرف ان هذا الرجل مرتبط بعدد من الخيوط مع تنظيم «القاعدة». ولكن ليس من الواضح حتى الآن ما اذا كان قد التقى باسامة بن لادن بين عامي 1996 و.1998 وقال مسؤولون اميركون «لقد اطلعنا على تقارير في هذا الشأن، ولكننا لا نعرف مقدار الحقيقة فيها، الا انها تشكل بالتأكيد منطلقا للتحقيق معه».

وكانت السلطات السورية قد اخضعت حجازي للاستجواب على مدى اسبوع، قبل ان تقرر اعادته الى العراق اول من امس، لتسمح لقوات التحالف، ولو من دون تنسيق مباشر، بالقاء القبض عليه.

وقالت مصادر قوات التحالف «ان السلطات السورية لم تقم بتسليم حجازي لنا بصورة مباشرة، ولكننا كنا نعرف انه سيوضع على الحدود». وأضافت «تلقينا اشارات غير مباشرة من جانب السلطات السورية الى ان عملية الترحيل ستتم، وان طرفا ثالثا، موثوقا به من قبل الطرفين، هو الاردن، تولى دورا وسيطا في المرحلة الأخيرة من عملية النقل».

وقال مسؤولون اميركيون ان تسليم حجازي يعد مؤشرا مهما على تعاون الحكومة السورية، يؤكد عزمها على تنفيذ التعهدات التي قطعتها للولايات المتحدة بانها لن توفر ملجأ للمسؤولين العراقيين الذين يحاولون الهرب».

*خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»