صباح الأحمد ينفي بعد لقاء الرئيس مبارك توسط مصر بين الكويت وعمرو موسى

قال إنه عندما تتشكل حكومة مقبولة من كل العراقيين ستطالب الكويت بانسحاب القوات الأجنبية

TT

نفى النائب الاول لرئيس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي صباح الاحمد امس الانباء التي ترددت عن وساطة مصرية بين الكويت والامين العام للجامعة العربية عمرو موسى، عقب حملة تبادل اتهامات بين الجانبين في الصحف ووسائل الاعلام.

وقال في مؤتمر صحافي عقده بمنتجع شرم الشيخ عقب لقائه بالرئيس المصري حسني مبارك إن مصر «لا تعلق اهمية كبيرة على خلاف بيني وبين «فرد عادي»، هو امين عام جامعة الدول العربية، لذلك لم نطلب وساطة مصرية لان وساطة مصر تكون لشيء اكبر».

وردا على سؤال حول الجهود التي تبذل لاحتواء الخلاف بين الكويت والجامعة العربية قال: «يؤسفني انه تم تصوير الخلاف بين الكويت والجامعة العربية على نحو اكبر من حجمه.. الخلاف ليس بين الجامعة العربية والكويت، لكنه خلاف ازاء بعض التصرف اشعرنا بنوع من الاساءة للكويت من اخي وصديقي عمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية». واوضح ان ما رددته بعض وسائل الاعلام عن «ان انتقاد الامين العام للجامعة يعني انتقادا لمصر وشعبها ليس صحيحا، فعندما ننتقد الامين العام للجامعة لا ننتقد مصر ولا شعبها، فلا ننسى مواقف مصر وشعبها من كل القضايا». واعرب وزير خارجية الكويت عن امنياته «ان يفهم صديقي عمرو موسى الموضوع».

وردا على سؤال حول ما اذا كان يعتزم لقاء موسى الموجود في شرم الشيخ قال: «اقول اهلا وسهلا.. الامر لا يرتقي الى حد الخلاف، فنحن اعضاء في الجامعة العربية، ونتمنى ان تبقى الجامعة العربية بأعضائها، فالأمين العام موظف كمن سبقه في نفس هذا المنصب امثال الدكتور عصمت عبد المجيد والشاذلي القليبي والدكتور محمود رياض، فلماذا يغضب عمرو موسى عندما نقول ان الامين العام موظف، انا النائب الاول لرئيس وزراء الكويت اعتبر نفسي موظفا، وكل من يتسلم راتبا يعتبر موظفا وهذا لا يعيبني اذا قلت انا موظف».

وعما قالته الكويت من ان موسى موظف لديها قال: «هو موظف سواء عندي أو عند غيري، لانه يحصل على راتب، وهو يغضب من كلمة موظف لدرجة انه اساء لرئيس مجلس الامة الكويتي جاسم الخرافي في حديث صحافي. واعتقد ان رئيس مجلس الامة الكويتي سيقيم دعوة قضائية عليه حول هذا الموضوع، ولكنني اتمنى ان ينتهي الموضوع على نحو يرضي الجميع بدون ان يدخل مصر أو شعبها في هذا الموضوع».

وخاطب صباح الاحمد الصحافيين قائلا: «على كل حال لا تجعلوا الامين العام هو القضية الان في العالم العربي، فهناك قضية اكبر وهي القضية العراقية بعد التحرير، وكيفية معالجة هذا الموضوع من خلال تقديم المساعدات لشعب العراق، وننادي جميعا بالاستقرار في العراق بما يمكنه من تشكيل حكومة تمثل الشعب العراقي، وعند ذلك نطالب بانسحاب القوات الاجنبية من العراق».

وحول ما اذا كانت الكويت مستعدة للمطالبة بانسحاب قوات الاحتلال الاميركية من العراق مثلما فعلت مصر، وهل ستطالب بسحب القوات الاميركية من اراضيها بعد ازاحة صدام حسين قال وزير الخارجية الكويتي: «اننا لا ننكر وجود القوات التي نسميها «حلفاء» في الكويت سواء كانوا اميركيين أو انجليزا أو من جهات اخرى، فنحن اكثر دولة عربية عانت مثلما عانى الشعب المصري عندما احتلت الكويت عام 1990، لذلك نعرف مدى حاجة الشعب العراقي الى التحرير، فليس هناك من يقدر على تحريره سوى هؤلاء.. ولذلك ساعدنا على تحريره، وعندما تشكل حكومة مقبولة من كل العراقيين سنكون ككل العرب من المطالبين بانسحاب القوات الاجنبية».

وحول ما اذا كانت الكويت ستساعد في اعادة البنية التحتية للعراق بعد تدميرها قال ان بلاده قامت بايجاد انبوب يحمل المياه الى جنوب العراق كما قدمت مساعدات طبية الى المستشفيات العراقية. واضاف انه بحث مع الرئيس مبارك «الاوضاع الحالية في العالم العربي خاصة الوضع في العراق، وما يجب على العالم العربي اتخاذه حيال هذا الامر، بهدف استقرار العراق دون تدخل أي جهة في شؤونه الداخلية، وان يكون تدخلنا لاجل التهدئة وليس للإثارة».

من ناحيته نفى وزير الخارجية المصري احمد ماهر ان يكون لقاء مبارك والاحمد قد تطرق لموضوع الامين العام للجامعة العربية وقال: «اللقاء تناول مستقبل المنطقة والعراق وضرورة ان يقرر الشعب العراقي بنفسه مستقبله، بأن يختار حكومته وان يكون موحدا ومستقلا ويتمتع بكل ما تتمتع به كل الشعوب، وهذا جوهر النقاش خلال هذا اللقاء، كما تطرق الحديث ايضا الى الوضع الفلسطيني والامل في ان تتحرك الامور نحو التسوية العادلة والسلمية التي تضمن للشعب الفلسطيني حقوقه». واضاف: «ان اللقاء لم يتناول مسألة تعديل ميثاق الجامعة».