الاستئناف الكويتية تؤيد براءة الجلاهمة ومحاميه يعتبر الحكم إدانة للمؤسسات الأمنية

TT

أيدت محكمة الاستئناف الكويتية برئاسة المستشار محمد بوصليب أمس حكم محكمة أول درجة الخاص ببراءة الناشط الاسلامي جابر الجلاهمة من تهمة «اذاعة أخبار كاذبة في زمن الحرب»، ورفضت دعوى الاستئناف التي تقدمت بها النيابة العامة.

ووصف المحامي خالد العبد الجليل الموكل بالدفاع عن المتهم، حكم البراءة بأنه «حكم ادانة بحق المؤسسات الأمنية بعد أن نكلت بالجلاهمة وعذبته لأنه أبدى رأيه أثناء عملية دفن مطلقي النار على الجنود الأميركيين في جزيرة فيلكا في مقبرة الصليبخات». وكان الجلاهمة قد اعتبر مطلقي النار الكويتيين على الجنديين الأميركيين بأنهما شهيدين كونهما توفيا أثناء العملية التي راح ضحيتها جندي أميركي وأصيب آخر.

وقال العبد الجليل لـ«الشرق الأوسط» ان «حيثيات الحكم هي أبلغ رد واستنكار على ما قامت به بعض المؤسسات الأمنية في الكويت من سابقة خطيرة في تكميم الأفواه ومصادرة الحق في ابداء الرأي والاعتقال، بل والتعذيب من أجل ابداء وجهة نظر». وأشار المحامي الى أن «هذه القضية لم تكن منذ بدايتها قضية جابر الجلاهمة وحده بل تخطت ذلك لتكون قضية الكويت كلها لأنها متعلقة، من حيث ما سيترتب عليها من نتائج قانونية، بمستقبل الحريات وابداء الرأي في الكويت... وها هو الحكم يؤكد أن الكويت ستبقى دولة المؤسسات الديمقراطية والحريات رغم أنف من لا يريد».

وكانت المحكمة قد استمعت في الجلسات الماضية الى شهادة عدد من شهود النفي والاثبات، من بينهم ضابط الواقعة وعدد من الناشطين الاسلاميين حيث تضاربت أقوالهم حول علاقة الجلاهمة بتنظيم القاعدة ومؤسسه أسامة بن لادن.

والجدير بالذكر ان محكمة الجنايات كانت قد برأت الجلاهمة في شهر ديسمبر (كانون الاول) الماضي من التهمة سالفة الذكر فيما امتنعت بعد شهر من النطق بعقاب الناشط الاسلامي والكاتب الصحافي محمد المليفي الذي اتهم في قضية مماثلة، ولا تزال تنظر في قضية أخرى لها نفس الطابع.

وكانت النيابة العامة قد أفرجت الشهر الماضي عن الجلاهمة الذي كان محبوسا احتياطيا وأربعة آخرين من الاسلاميين على ذمة قضية أخرى تخص حيازة وبيع أسلحة بدون ترخيص. ومن المقرر أن تنظر محكمة جنايات أمن الدولة هذه القضية في نهاية الشهر الجاري.