النائب الأميركي توم لانتوس يعلن بعد لقاء الأسد: على دمشق تأييد سياساتنا وإلا سنحرّك «مشروع قانون محاسبة سورية»

TT

تبادل الرئيس السوري بشار الأسد مع النائب الاميركي توم لانتوس امس الآراء حول عدد من المواضيع المطروحة في المنطقة. وذكر بيان رئاسي سوري أن في مقدمة المواضيع التي نوقشت بحضور نائب رئيس الوزراء السوري وزير الخارجية فاروق الشرع والسفير الأميركي بدمشق تيودور قطوف الأوضاع في العراق وعملية السلام في الشرق الأوسط .

وعقب الاجتماع قال لانتوس إن نقاشه مع الرئيس السوري كان «صريحاً» وودياً وإن المناخ كان إيجابياً «واتفقنا على التحدث مرة أخرى». وتابع لانتوس ـ الذي يعتبر من ابرز مناصري اسرائيل في الكونغرس ـ في مؤتمر صحافي «لقد أخبرت الرئيس الأسد أنني كنت في الماضي منتقداً للعديد من السياسات السورية، لكنني أعتقد أن انهيار نظام صدام حسين خلق فرصة تاريخية لبدء علاقة جديدة مع الولايات المتحدة، وأعربت للرئيس الأسد عن رغبتي بلعب دور كبير في بناء هذه العلاقة الإيجابية، ووضعته في صورة نجاحات العمليات الأميركية في العراق، وكيف أن الخسائر في الأرواح كان محدودة جداً وأقل بكثير من عدد ضحايا حوادث السير في الولايات المتحدة العام الماضي» .

وأضاف لانتوس «لقد أخبرت الرئيس الأسد أيضاً أن سورية مع دول حليفة للولايات المتحدة مثل فرنسا، ارتكبت أخطاء مرعبة في التعامل مع صدام حسين، وأن موقع سورية في الكونغرس هبط بشكل كبير عندما رأينا عبور المعدات العسكرية إلى العراق، ورأينا عدداً كبيراً من المقاتلين السوريين ينضمون إلى نظام بائد في بغداد، وكانت هذه الأخطاء كبيرة وحان الوقت لتصحيحها» .

وقال لانتوس «أشرت إلى الرئيس الأسد الى أن هناك أصدقاء مفترضين في المنطقة، حيث أننا نتوقع من الحكومة التي ستشكل في العراق أن تكون صديقة للولايات المتحدة، حالها كحال إسرائيل والأردن وتركيا، وقلت أنني سأفعل ما بوسعي لإحراز تقدم في العلاقات السورية ـ الأميركية لكن هناك متطلبات لهذا التقدم، تتمثل بأن من غير المقبول وجود مكاتب لمنظمات إرهابية في دمشق، حيث ينبغي أن تغلق هذه المكاتب من أجل تحسين العلاقات السورية الأميركية». وأردف «إن تأييد حزب الله يجب أن ينتهي باعتبار من غير المقبول في الشرق الأوسط الجديد هبوط طائرات إيرانية في مطار دمشق تحمل معدات عسكرية وأسلحة لـ«حزب الله»، بالإضافة إلى أن الوقت حان لسحب القوات السورية من لبنان، اذ ليس من داعٍ لوجود تلك القوات هناك، ذلك أن لبنان بلد ذو سيادة. وبهذا الصدد، ناقشت مع الرئيس تشريعاً مقترحاً لإيقاف مساعدات مالية كبيرة للبنان بسبب سيطرة «حزب الله» على الحدود مع إسرائيل، ذلك أن لبنان بلد ذو سيادة ويجب أن تسيطر الحكومة اللبنانية على الحدود» .

وأعرب لانتوس من ناحية ثانية، عن رضاه عن مشاركته في دفع عجلة المساعدات الاقتصادية لمصر والأردن وتشجيع الاستثمار في هذين البلدين وقال : «إنني أتطلع إلى لعب دور مماثل في ما يتعلق بسورية، وسيسعدني تحسين العلاقات السورية ـ الأميركية وتشجيع السياحة الأميركية في سورية، والاستثمارات الأميركية فيها، وحين يكون هناك تغيير تاريخي كالذي نشهده الآن، فإنه يجب أن ننظر إلى الإمكانات والفرص الهائلة التي يوفرها هذا التغيير» .

واردف «إنني آمل أن تتخذ خطوات بناءة ضمن هذا التطور، وعليَّ أن أشير إلى أن البديل كان سلبياً تماماً، وأن هناك تشريعات عقابية، وتذكرون «مشروع قانون محاسبة سورية»، وأنا أحد رعاة هذا المشروع. نحن سندفع بهذا المشروع إلى الأمام ما لم تتخذ تلك الخطوات، وهذا يعتمد على قرار الحكومة السورية، فإذا قامت بتلك الخطوات فإن هذا المشروع سيؤجل أو يلغى. وقال «انا شخصياً راغب بمتابعة هذا التشريع إذا لم تتخذ سورية الخطوات المطلوبة» .

ورداً على سؤال قال لانتوس إنه لا يعلم شيئاً عن «تهديدات موجهة لسورية»، وأنه متأكد من أن زيارة وزير الخارجية الأميركي كولن باول المرتقبة لسورية وزيارته الحالية هو إليها لا تشكلان تهديداً لسورية». واشار إلى وجود فرصة لبناء علاقة بناءة وصحيحة بين الولايات المتحدة وسورية، وأضاف: «لكن عليّ القول إن أفعال سورية لم تكن مساعدة سواء من خلال التصريحات أو الأفعال المتمثلة بالسماح بعبور معدات عسكرية ومقاتلين إلى العراق لغرض قتل جنود أميركيين، وهذا أمر لا يرضينا» .

ورأى لانتوس أن جميع الأفعال التي اتخذتها سورية كانت متناقضة تماماً مع السياسة الأميركية اذ قال : «نحن نؤيد الذين يؤيدون سياساتنا ونعارض الذين يعارضونها، وإن العراق يمكن أن يستفيد كثيراً من الروابط التجارية والاقتصادية والثقافية بينه وبيننا، والأمر ذاته يمكن أن يتحقق وهو بيد الحكومة السورية وإن ذلك يعتمد على السياسات التي ستتخذها سورية» .

ورداً على سؤال يتصل بمطالبة سورية مجلس الأمن الدولي العمل من أجل جعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل، قال لانتوس إن هذا المشروع لم يناقش، معرباً عن اعتقاده بأنه مشروع مرغوب فيه على المدى البعيد «لكنه في الوقت الراهن غير عملي»، من دون أن يبدي أية إشارة إلى امتلاك إسرائيل أسلحة دمار شامل .

وعن محادثاته مع الأسد قال لانتوس إنه طرح «الكثير من القضايا الإشكالية والمعقدة ولا يتوقع إجابات تفصيلية على كل هذه القضايا، وأن الوزير باول سيقدم عددا من المطالب، لكن هذا لا يعني (أضاف لانتوس) أننا نسقنا جهودنا ولكن هذا هو الخط العام».

ووصف لانتوس انطباعه عن الرد الأولي السوري بأنه مرضٍ تماماً، مشيراً إلى أن البديل سيكون سلبياً من خلال «مشروع قانون محاسبة سورية». ثم أكد أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر أنتجت تغيراً هائلاً في السياسة الخارجية الأميركية، مشيراً الى أن الرئيس جورج بوش تحدث في خطابه حول «حالة الاتحاد» عن «محور الشر» الذي ضم دولاً مثل كوريا وإيران والعراق ودولاً أخرى، وأعلن الحرب ضد الإرهاب، وقال : «أنا كعضو في الحزب الديمقراطي وعضو في الكونغرس كان عليَّ العمل على هذا التشريع المتعلق بشن الحرب ضد الإرهاب... الولايات المتحدة مصممة على متابعة هذه الحرب حتى نهايتها، وهي لا تتطلع إلى التعاطف بل إلى وجود أنظمة وشعوب تحترم حقوق الإنسان، وكان صدام حسين يدير نظاماً معادياً لهذه القيم وقد قلت للرئيس الأسد، إن الرئيس بوش سيدخل التاريخ بإزالة نظام صدام حسين، مؤدياً بذلك خدمة للعالم أجمع بما فيها سورية التي يجب أن تكون ممتنة لهذا العمل الأميركي الذي أزال نظام بغداد، وإن دولاً أوروبية حليفة مثل فرنسا ستكتشف قريباً مدى خطئها معارضة الحرب الأميركية ضد العراق» .