إسرائيل تحث الوزراء الغربيين على عدم لقاء عرفات وواشنطن قررت عدم التعامل معه أبدا

TT

قرر رئيس الوزراء الاسرائيلي، آرييل شارون، ووزير خارجيته سلفان شالوم، امس، ان يبذلا «اقصى الجهود في سبيل اقناع الوزراء والرؤساء الذين سيزورون اسرائيل في القريب، بان لا يقابلوا الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، وبأن يكتفوا بلقاء رئيس الوزراء الفلسطيني، محمود عباس (ابو مازن) او وزرائه».

وسيحاولان ايضا اقناع المسؤولين الغربيين بأن التقاءهم مع عرفات سيضعف مكانة أبو مازن ويضر بالتالي «بالمصالح الفلسطينية» (!!).

وحسب مصدر مقرب من شالوم، فان الادارة الاميركية انضمت الى هذه الجهود بقوة، وطلبت من دول الغرب رسميا ان يمتنع قادتها عن لقاء عرفات لدى زياراتهم الى الاراضي الفلسطينية والتعامل من الآن فصاعدا فقط مع ابو مازن كقائد شرعي للشعب الفلسطيني. وابلغت هذه الدول ان ادارة الرئيس جورج بوش قررت عدم التعامل ابدا مع عرفات.

يذكر ان 11 مسؤولا غربيا رفيعا سوف يزرون اسرائيل والسلطة الفلسطينية في الاسبوعين القادمين، بينهم رئيس الوزراء السويدي ونظيره الايطالي، ومسؤول الامن والخارجية في الاتحاد الاوروبي، ووزراء خارجية فرنسا واليابان واسبانيا واليونان وبلغاريا. وجميعهم خططوا للقاء عرفات.

وقد علت اصوات في الحكومة الاسرائيلية تدعو الى منعهم من الوصول الى رام الله بالقوة، وذلك بابلاغهم الرفض الاسرائيلي القاطع، او بابعادهم عن الحواجز العسكرية الاسرائيلية بالقوة.

لكن كبار مسؤولي الخارجية رفضوا هذا التوجه، وحذروا من اخطاره على المصالح الاسرائيلية. واجتمع شارون وشالوم مساء امس خصيصا لبحث الموضوع. وقررا اللجوء الى الاقناع والالحاح العنيد على الدول الغربية، لكي تمتنع عن التعامل مع عرفات، ولكن من دون اللجوء الى القوة.

ومن المقرر ان يبحث هذا الموضوع ايضا في جلسة الحكومة الاسرائيلية العادية، اليوم، في اطار بحث العلاقات الاسرائيلية ـ الفلسطينية، ودعوة رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف، محمود عباس (ابو مازن)، الى زيارة نظيره الاسرائيلي ارييل شارون، بعد اقرار حكومته في المجلس التشريعي.

واعلن وزراء احزاب اليمين المتطرف («موليدت» و«اسرائيل بيتنا» و«المفدال») انهم سيطلبون من شارون التراجع عن توجيه الدعوة بسبب العملية التفجيرية في كفارسابا يوم الخميس الماضي. وقال رئيس حزب المفدال، الوزير ايفي ايتام: «لا أفهم توجيه دعوة كهذه في هذا الوقت بالذات، اذ لم تجف بعد دماء الضحايا اليهود من العملية الارهابية». واضاف: «شارون يتوهم اذا كان يعتقد ان ابو مازن بريء من العمليات الارهابية. فهو يتقاسم الادوار مع عرفات لا اكثر. ولكن، اذا لم يكن هناك بد من دعوته، فلنؤجل الزيارة اسبوعا أو اسبوعين، يثبت خلالها انه قادر على منع العمليات فيهما».

وقال وزير السياحة زعيم حزب «موليدت»، بيني ايلون، انه يرفض مبدئيا اية علاقة مع السلطة الفلسطينية، «فكل لقاء كهذا بين شارون وابو مازن او جنرالاتهما، يبني مدماكا آخر في الدولة الفلسطينية العتيدة. وهذه الدولة لن تكون في مصلحة اسرائيل ايا كان نوعها، بل ستتحول الى خطر يهددها. وسنضطر بعد اقامتها بسنة او سنتين الى اعادة احتلالها من جديد حتى نقضي على الجيل القادم من الارهابيين.. فلماذا نبذل كل هذه الجهود هباء؟ ولماذا لا نتخلص منهم الان، في ظل وجود القوات الاميركية في المنطقة. فاليوم، ما زال الناس يتذكرون ما فعلته القوات الاميركية في العراق وكيف قامت بدك نظام صدام حسين بلا رحمة. لكنهم بعد حين سينسون. فاذا قمنا بأي عمل، مهما كان بسيطا ضد الفلسطينيين، سيعاقبوننا نحن في اسرائيل، وسيتجاهلون ان الولايات المتحدة اقدمت على ممارسات اخطر واشد ضررا من الممارسات الاسرائيلية».

ووصفت رئيسة كتلة حزب «ميرتس» المعارض، النائبة زهافا غلئون، تصريحات زعماء اليمين المتطرف بانها جزء من اللعبة التي يديرها شارون امام الولايات المتحدة واوروبا «فهو يترك لليمين ان يهاجمه بشدة، حتى يبدو هو معتدلا في نظر العالم، لكنه في الواقع يفعل بالضبط ما يريده منه اليمين المتطرف». وقالت غلئون انها لا تصدق شارون عندما يتحدث عن اجواء سلمية «فهذا الرجل يدير ابشع مصنع للكذب في التاريخ الاسرائيلي، ولم يصدق يوما واحدا في احاديثه الكثيرة عن السلام. وليس صدفة انه لم يقدم، حتى الان على اي نشاط جدي ضد المستوطنات غير الشرعية (هكذا تسمى المستوطنات الجديدة التي اقيمت بعد ان غض الجيش الطرف عنها، ومن دون قرار حكومي)، ولم يبد اي استعداد جدي للانسحاب من المدن الفلسطينية».