أب أردني يجول بصورة ابنه المتطوع على العائدين من العراق لمعرفة مصيره

بعض المتطوعين انقطعت أخبارهم وطلاب عالقون على الحدود

TT

يحمل «ع.ج» كل يوم صورة ابنه ويجول بها على منازل العائدين لتوهم من العراق إلى الأردن من المتطوعين أو الطلاب السابقين ليسألهم عن ابنه ماجد الذي اختفى أثره بعد أن قرر التطوع في صفوف المقاتلين العرب في العراق بعد بدء العمليات العسكرية.

ويقول «ع.ج» الذي لا يجد سوى هذه الوسيلة في التحري عن مصير ابنه الشاب، 27 عاما، بعد أن فقد الأمل في وجوده لدى الجمعيات الإنسانية «لا نعرف عن ماجد شيئا سوى أن أحد رفاقه رآه مرة في مخيم كان يقيم فيه في بغداد وأبلغنا بذلك لدى عودته إلى الأردن».

وعلى مثال الكثير من الشبان الأردنيين، تحمس ماجد بعد ما شاهده على شاشات التلفزيون من صور القصف في العراق والخطابات الرنانة التي تدعو إلى المقاومة فترك عمله في إحدى الوزارات وغادر إلى العراق لينضم إلى أحد مخيمات التدريب التي أقامها العراقيون للمتطوعين العرب.

ومنذ ذلك الحين في 23 الشهر الماضي، لم تعرف عائلته عنه أي شيء. ويروي عدنان الذي عاد إلى الأردن قبل بدء العمليات العسكرية ضد بغداد وكان آخر من شاهد ماجد في احد مخيمات التدريب، أن السلطات العراقية التي كانت تشرف على هذه المخيمات كانت تحتجز جوازات سفر المتطوعين ولم تكن تفرج عنها إلا في حال طلب المتطوع العودة إلى بلاده.

ويقول إنه تبلغ من رفيق له نجح في الدخول إلى سورية ان ثمة عشرين متطوعا تمكنوا من بلوغ الحدود العراقية ـ السورية من دون جوازات سفرهم وعلقوا على الحدود بعد أن قررت السلطات السورية إغلاقها.

ويحيط الغموض وضع عدد غير قليل من الأردنيين في العراق، البعض منهم تطوع وفقد وانقطعت أخباره والبعض الآخر من الطلاب الذين كانوا يدرسون في الجامعات العراقية ولم يعودوا منها بعد دعوة الحكومة الأردنية الطلاب إلى العودة قبيل بدء المعارك.

ولا يعرف ما إذا كان هؤلاء الطلاب بقوا في العراق رغبة في التطوع في صفوف المقاتلين العرب أو لنقص الإمكانات المادية للعودة بعد أن فاقت أجرة النقل الألف دولار للشخص أو خوفا من القصف وأعمال الفوضى.

وأعلن أولياء حوالي عشرين طالبآً في كلية الطب بجامعة الموصل أن أبناءهم ما يزالون عالقين في منطقة اليعربية الحدودية بين سورية والعراق بعد قرار السلطات السورية إغلاق الحدود.

ويقولون إن أبناءهم لا يستطيعون العودة إلى الحدود الأردنية ـ العراقية بعد أن نفدت منهم الأموال وبات مصيرهم مجهولا.

ولعل المعلومة الوحيدة الأكيدة في مصير هؤلاء الأردنيين هي إعلان اللجنة التنسيقية لأحزاب المعارضة في الأردن اعتقال ستة طلاب أردنيين كانوا يدرسون في إحدى الجامعات في بغداد على يد القوات الأميركية، مؤكدة وجود أسماء أخرى لم يتسن لها التحقق منها.

وسعى وزير الإعلام الأردني محمد العدوان الناطق الرسمي باسم الحكومة إلى الطمأنة على مصير هؤلاء الطلاب بإعلانه عن وجود «اتصالات دبلوماسية تجري مع السلطات الأميركية في العراق بشأن اعتقال الطلاب».