غزة: منظمة يهودية متطرفة تزرع عبوات ناسفة على شكل ألعاب جذابة في المدارس الفلسطينية

TT

اشارت تحقيقات ميدانية أجرتها مؤسسة متخصصة في مجال حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة امس الى أن مجموعة يهودية متطرفة تبنت التفجيرات التي وقعت في عدد من المدارس الفلسطينية خلال عام ونصف الأخير، تستخدم عبوات متفجرة على شكل ألعاب أطفال تستهوي الطلبة، بغية إيقاع أكبر قدر من الإصابات. وقال عمر جبران مدير مركز المعلومات الميدانية في مؤسسة «الحق» إن منظمة «انتقام الأطفال» اليهودية المتطرفة، «نفذت تفجيرات في مدارس صور باهر قرب القدس المحتلة، ويطا قرب الخليل، وجبع قرب جنين وغيرها، ووضعت المتفجرات داخل المدارس على شكل عبوات تستهوي الأطفال والطلبة، وهم الفئة المستهدفة في هذه الأعمال التخريبية».

وأضاف: «التركيز في وضع العبوات الناسفة ينصب بالدرجة الأولى على اماكن تجمع الطلبة في الفترة الصباحية، أو خلال فترة الاستراحة، لإيقاع أكبر عدد ممكن من الإصابات بين صفوف الأطفال والطلاب الأبرياء». وأوضح جبران أن هذه المنظمة «وضعت ألغاما تحت شجرة في مدرسة صور باهر المقدسية، وبمحاذاة حائط يرتفع حوالي ثمانين سم في مكان يتوسط صفوف المدرسة والساحة الرئيسية، حيث يتجمع الطلبة في أوقات الذهاب والمغادرة، وفي وقت الاستراحة، ووضعت المواد المتفجرة بالقرب من حائط حتى تتطاير الشظايا في الاتجاه المعاكس صوب الصفوف وأماكن تجمع الطلبة».

واسفر انفجار يوم 5 الشهر الماضي عن إصابة عشرة طلاب واثنين من العاملين نتيجة تطاير زجاج نوافذ الصفوف. وقال مركز المعلومات الميدانية في مؤسسة «الحق»: «كان الانفجارقويا جدا، ووصلت شظايا العبوة الناسفة إلى مسافة تزيد عن800 متر من مركز حدوثه». وقال جبران: إن العبوة الناسفة كانت على شكل مخروط مصنوع من الصفيح، ومليء بمادة «الكلكل» الشبيه بالإسفنج، وبلون أصفر زهري جميل يستهوي الأطفال، مما شكل خطراً مباشراً على حياة جميع طلبة المدرسة (1400 طالب) في الفترتين الصباحية والمسائية».

وعن الانفجار الذي حصل في مدرسة «زيف الأساسية المختلطة» في بلدة يطا قرب الخليل يوم 17 سبتمبر (ايلول) الماضي، قال جبران: «وقع الانفجار في بداية الحصة الثالثة في وقت كان فيه الطلبة داخل صفوفهم، مما قلل من الخسائر البشرية، وتبين أن المتطرفين اليهود وضعوا عبوتين الأولى انفجرت على بعد متر واحد من غرف الحمامات التي يستخدمها الطلبة والمدرسون، وكانت عبوة كبيرة جداً، والثانية اكتشفت قبل انفجارها وتم تفكيكها».

وأشار الى أن الانفجار كان «يمكن أن يؤدي إلى مذبحة حقيقية في مدرسة تعدادها 372 طالباً وطالبة، ودليل ذلك التشققات الكبيرة والأضرار المادية التي سببها في المباني. واسفر الانفجارعن إصابة 11 طالباً وطالبة فقط، بفضل إرادة الله التي حالت دون وقوع مأساة وكارثة كبيرة». واوضح أن انفجارا وقع في مدرسة ذكور جبع قرب محافظة جنين في منتصف الشهر الجاري، أدى إلى إصابة أكثر من25 طالباً بجروح من بينهم اثنان على الأقل جراحهما خطرة، ونتج عن عبث طلبة المدرسة بمتفجرات زرعتها منظمة «انتقام الأطفال» في المدرسة حسب اعترافها على شكل كرات بيضاء جميلة.

واتهم جبران جيش الاحتلال والشرطة الاسرائيلية بالتغطية على جرائم المستوطنين، وبالتحديد على جرائم هذه المجموعة المتطرفة. مشيراً إلى أن التجارب أثبتت أن شرطة الاحتلال عندما تقول «سنحقق في الحادث»، فان ذلك يعني إغلاق الملف، بعد الإعلان عن أن المنفذ مجهول مع أن هويته بالغالب تكون معلومة بالضبط لسلطات الاحتلال. وشدد على أن معظم هذه الحوادث «وقعت في أماكن قريبة من مواقع عسكرية إسرائيلية أو مستوطنات مثل جريمة نفذها المستوطنون عندما هاجموا قبل عامين عائلة الطميزي قرب الخليل بمعرفة جنود الاحتلال الذين لم يحركوا ساكناً، بل وفروا الحماية للمعتدين».

وتطرق إلى حوادث حرق المحاصيل الزراعية في بلدتي حوارة والساوية قرب نابلس والتي جرت بدعم من جيش الاحتلال، مما يؤكد على «أن الكم الأكبر من الدلائل والقرائن حول ظروف وعناصر مختلف الاعتداءات على الفلسطينيين موجودة لدى جيش الاحتلال».

وتحدث عن الدعم الكبير الذي تقدمه سلطات الاحتلال للمستوطنين والمتطرفين اليهود من خلال المال والعتاد، حيث أظهرت إحصائية لوزارة الدفاع الاسرائيلية أن بحوزة المستوطنين حوالي 10 آلاف قطعة سلاح، ناهيك عن الترتيبات الأمنية والإجراءات التي تنفذ على الأرض.