رامسفيلد: مصير صدام غير معروف والعراقيون لن يقبلوا حكومة موالية لإيران

وزير الدفاع الأميركي سيعلن خلال زيارته المؤجلة الى افغانستان انتهاء العمليات العسكرية هناك

TT

واصل وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد امس جولته في منطقة الخليج لمراجعة الالتزامات العسكرية الاميركية في المنطقة في مرحلة ما بعد نظام صدام حسين، في الوقت الذي اجل فيه زيارته الى افغانستان المقرر ان يعلن فيها عن انتهاء العمليات العسكرية بهذا البلد.

واجتمع ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان امس مع رامسفيلد. وقالت مصادر اماراتية ان الشيخ خليفة اكد في الاجتماع ضرورة الاسراع بتشكيل حكومة انتقالية في العراق وتمكين الشعب العراقي من ادارة شؤونه بحرية.

اما وزير الدفاع الاميركي فقال في تصريحات قبيل سفره من ابوظبي متوجها لقطر ان جولته تستهدف تقديم الشكر للدول التي ساندت الولايات المتحدة في حربها في العراق.

وقلل رامسفيلد من اهمية مصير صدام حسين وقال انه لا يعرف حقيقة ماذا حدث له لكن «المهم انه لم يعد حاكما للعراق ولم يعد يقود الشعب العراقي».

وشدد الوزير الاميركي على ان السيطرة على الامن داخل العراق هي مهمة الشعب العراقي، مؤكدا ان العراق بلد كبير ومن الصعب على قوات التحالف المحدودة العدد القيام بمهام امنية في بلد بهذا الاتساع.

وذكر رامسفيلد ان العراقيين يساعدون قوات التحالف في الوصول الى رموز النظام السابق والى مخازن الاسلحة والذخيرة.

واستبعد رامسفيلد ان يختار العراقيون حكومة موالية لايران، وقال ان العراق دخل في حرب لمدة 8 سنوات مع ايران وليس من المعقول ان يقبل حكومة موالية لايران. وشدد على ان الولايات المتحدة ترضى بأي حكومة يختارها الشعب العراقي بحرية ومن دون تأثير خارجي.

وتشمل جولة رامسفيلد زيارته الى كل من افغانستان والعراق بهدف تقديم الشكر للقوات التي «حققت انتصاراتنا» في هذين البلدين، حسبما افاد رامسفيلد نفسه. وقال رامسفيلد لصحافيين اول من امس انه سيتلقي بمسؤولين عسكريين ومدنيين في كل من العراق وافغانستان لبحث الاستقرار في البلدين.

لكن زيارة رامسفيلد الى افغانستان التي كانت مقررة امس ارجئت، بسبب عطل اصاب الطائرة التي كانت تقله على ما يبدو. وكانت هذه الطائرة قد تأخرت ست ساعات حين كانت متوجهة من آيرلندا الى منطقة الخليج، لاسباب فنية. وقال اجمال عبيد عبيدي المسؤول في المكتب الصحافي الرئاسي الافغاني ان «زيارة رامسفيلد الى كابل الغيت لهذا اليوم (امس)»، واجلت الى وقت لاحق من هذا الاسبوع، دون ان يحدد موعدا دقيقا للزيارة.

وكان مقرراً ان يزور رامسفيلد افغانستان قبل العراق، لكن لم يعرف بعد التاجيل الذي طرأ ما اذا كان برنامج الوزير الاميركي سيتغير ام لا.

وكان رامسفيلد قال اول من امس انه سيلتقي في كابل الرئيس الافغاني حميد كرزاي ليبحث معه الاعلان رسمياً عن انتهاء العمليات العسكرية الاميركية وتحويل دور القوات الاميركية للمساعدة في الاستقرار في البلد. ورغم ان رامسفيلد قال انه فقط خطط لاطلاق الاعلان مع كرزاي، فان ادارة الرئيس جورج بوش اصدرت بياناً مساء يوم الجمعة الماضي واكدت فيه ان الاعلان سيتم عند التقاء رامسفيلد وكرزاي.

وقال البيان ان كرزاي ورامسفيلد «سيعلنان معاً ان الولايات المتحدة، بالتعاون مع دولة افغانستان الاسلامية الانتقالية ومع شركائنا في التحالف، مستعدون للتقدم نحو مرحلة جديدة، من العمليات العسكرية الى عمليات الاستقرار في افغانستان». واضاف البيان ان «احد اهم عناصر هذه المرحلة هو انتشار فرق اعادة البناء في انحاء البلد والمناطق الريفية».

ومن المقرر ان يتم نشر ثماني فرق، تضم عسكريين ومدنيين من دول التحالف، في مدن عبر افغانستان من اجل تحسين ظروف معيشة السكان واظهار توسع سلطة حكومة كرزاي خارج كابل. يشار الى ان ثلاثة من هذه الفرق بدأت العمل في قندوز (شمال) وباميان (وسط) وغارديز (جنوب).

ومن المقرر ان يزور رامسفيلد كذلك قاعدة «باغرام» الجوية الواقعة شمال كابل ليلتقي بقوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في افغانستان. يذكر ان هناك ما بين 7000 الى 8000 جندي اميركي ونحو 4000 جندي من دول التحالف الاخرى تقوم بمطاردة فلول تنظيم «القاعدة» وحركة طالبان.

ورغم الاعلان المتوقع عن انتهاء العمليات العسكرية في افغانستان، فان رامسفيلد قال ان القوات الاميركية ستبقى في افغانستان وكذلك العراق، حتى يتحقق الاستقرار وتتشكل حكومتان ديمقراطيتان في البلدين.

وخلال زيارته لدول خليجية مثل الامارات وقطر، فان رامسفيلد يخطط للبحث مع المسؤولين هناك عن كيفية تغير «اتفاقيات الشراكة والتعاون» العسكرية التي تقيمها الولايات المتحدة مع هذه البلدان بعد الحرب في العراق. وكان رامسفيلد قال ان هناك تغييرات مهمة ستطرأ على خطط وزارة الدفاع (البنتاغون) القديمة في المنطقة مادام الخطر العسكري لصدام حسين قد ازيح. وكان وزير الدفاع الاميركي نفى صحة تقارير افادت ان الولايات المتحدة تبحث اقامة قواعد عسكرية دائمة في العراق.

خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»