اكد العميد طيار عامر عمر المطيري قائد مخيم اللاجئين في رفحا، شمال السعودية، ان هناك خطة لاعادة اللاجئين العراقيين الى وطنهم خلال ثلاثة او اربعة اشهر بعد قيام حكومة عراقية في البلاد، وسيتم اعادتهم من خلال التنسيق بين الحكومة السعودية والامم المتحدة. وبيّن ان عدد اللاجئين العراقيين الذين تم توطينهم في دول العالم الاخرى بلغ 25195 لاجئا،ً مضيفا ان خمسة آلاف لاجئ تمت اعادتهم الى العراق خلال السنوات الماضية، مشيرا الى ان عملية توطين اللاجئين العراقيين في دول اخرى توقفت منذ ثلاثة اعوام. واوضح انه يوجد في المخيم حالياً 5088 لاجئاً عراقياً إضافة الى 109 من اللاجئين الأفغان.
واشار المطيري الى ان المخيم يضم مركزاً طبياً متكاملاً ومدارس للبنين والبنات حيث بلغ عدد الطلاب 739 في المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية وعدد المدرسين 54 منهم 42 عراقياً و12 سعودياً فيما بلغ عدد الطالبات في جميع المراحل الدراسية ابتدائي ومتوسط وثانوي 668 طالبة.
واوضح قائد المخيم في لقاء صحافي مع رجال الاعلام ومراسلي وكالات الانباء والصحف العالمية والعربية والقنوات الفضائية ان عدداً من اللاجئين العراقيين طالبوا بالعودة الى العراق بعد الاحداث الاخيرة، مشيراً الى انه لم يغادر المخيم احد منذ ثلاث سنوات. من جانبه، بين مدير مكتب المفوضية السامية في رفحا سامر حداد في لقاء صحافي مماثل مع رجال الصحافة والاعلام ان عدد اللاجئين العراقيين الذين قدموا طلبات للعودة الى بلادهم الى مكتب المفوضية بلغ حتى اول من امس 300 طلب، مؤكداً ان المفوضية ما زالت تنتظر اتضاح الوضع في العراق لضمان سلامة اللاجئين لدى عودتهم للعراق. واعتبر حداد الخدمات التي تقدمها السعودية للاجئين في رفحا عملاً غير مسبوق على مستوى المعايير الاقليمية والدولية في هذا المجال. ولفت الى ان عدد العراقيين الذين تمت اعادتهم للعراق حسب طلبهم منذ 1991 بلغ 3300 لاجئ. واطلع الوفد الإعلامي على ركن التموين وما يقدمه من خدمات للاجئين تشمل سلة الغذاء من خضار وفواكه ولحوم الى جانب تزويدهم بالماء الصالح للشرب والخاضع لمراقبة النوعية الصارمة وتزويدهم بالملابس والمفروشات كما يتم تزويد المخيم بالوقود وتأمين المواصلات للاجئين لنقلهم خارج المخيم اضافة الى المساعدات المالية كما شملت الزيارة مستودعاً للمواد الغذائية. كما زار الوفد الاعلامي المركز الطبي حيث اطلع على ما يقدمه من خدمات طبية وما يحتويه من اقسام تشمل الطوارئ والمختبرات وغرف العمليات والعيادات الخارجية وقسم النساء والولادة اضافة الى غرف التنويم. فيما يتم نقل الحالات المستعصية الى مستشفيات المملكة الكبرى. ويتكون المركز من 64 سريراً وبه 19 طبيباً وصيادله وفنيي مختبر، كما تجول الوفد الاعلامي في المخيم والتقوا خلالها بعدد من اللاجئين العراقيين الذين قدموا شكرهم وتقديرهم لحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وولي عهده والنائب الثاني على الخدمات التي قدمت لهم في المخيم، واشاروا الى انهم يتطلعون للعوده الى العراق بعد استقرار الأوضاع مبدين شوقهم لرؤية اهاليهم وذويهم.
بعد ذلك التقى الوفد مع رؤساء المربعات السكنية الذين عبروا عن شكرهم للمملكة على ما لقوه من خدمات جيده في المخيم.
وقالوا «ونحن على اعتاب العوده لوطننا العراق نجد ان ما قدمته المملكة لنا ما هو الا جسر لتوثيق الاخوة بيننا». وتمنوا ان تكون عودتهم سريعة وان يبقى الشعب العراقى حراً سعيداً وان لا يطول الاحتلال.
وزار الوفد الإعلامي أمس المدارس واطلعوا عن قرب على ما تقدمه المملكة من خدمات تعليمية لابناء اللاجئين العراقيين من المرحلة الابتدائية وحتى المرحلة الثانوية سواء للبنين او البنات.
ومن جانبه، اوضح سامر حداد ان الامكانيات المتوفرة في المخيم غير مسبوقة على المعايير الدولية من ناحية السكن والاكل والعلاج والتعليم. واشارت مصادر مطلعه في المخيم الى ان الحكومة السعودية تصرف على اعاشة اللاجئين العراقيين اكثر من 21 مليون ريال في الشهر الواحد ومبلغ 6 ملايين ريال ادوات مدرسيه غير الكتب وتقوم بصرف اعانة مالية للاجئين كل ستة اشهر، تبلغ اجماليها 5.2 مليون ريال.
ويبعد مخيم ايواء اللاجئين برفحا حوالي 750 كيلومتراً شمال العاصمة السعودية ويبعد عن الحدود العراقية حوالي 10 كيلومترات، وأقيم المخيم بناء على توجيهات من خادم الحرمين الشريفين وذلك بعد انتهاء حرب تحرير الكويت وتدفق آلاف اللاجئين العراقيين من بلادهم إلى البلدان المجاورة طالبين المأوى والحماية. وتتمثل المهمة الإنسانية للمخيم في سلامة اللجوء وحماية اللاجئين وتأمين الحياة الكريمة لهم.
وتشارك منظمات أهلية ودولية في إدارة المخيم مثل هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية، والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة لمنظمة الأمم المتحدة.