في تصريح اعتبر ردا على دعوة الرئيس الاميركي جورج بوش التلفزيونية لزيارة واشنطن بدون الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، اعلن رئيس الوزراء الفلسطيني المعين محمود عباس (ابو مازن) انه يرفض السفر الى خارج مناطق السلطة الفلسطينية طالما ظل الحصار مفروضا على الرئيس عرفات.
وساند رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، أحمد قريع (أبو العلاء) وكلاهما عضوان في اللجنة المركزية لحركة فتح التي يتزعمها عرفات. ووعد ابو علاء أن المجلس التشريعي سيبذل قصارى جهده من أجل رفع الحصار عن عرفات.
يذكر ان رفع الحظر عن الرئيس عرفات ربما كان احد البنود غير المعلنة للاتفاق بين ابو مازن وعرفات تحت رعاية مدير المخابرات المصري اللواء عمر سليمان، حول الحكومة الفلسطينية الجديدة لا سيما قبول عرفات بتعيين محمد دحلان وزير دولة لشؤون الامن الداخلي.
ويؤكد صحة مثل هذا الاتفاق، قرار اتخذه رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون بالتشاور مع وزير خارجيته سلفان شالوم، بشأن عدم ممانعة المسؤولين الاجانب الذين يلتقون عرفات في وقت تمارس فيه الادارة الاميركية ضغوطا على دول مختلفة من بينها دول عربية لمقاطعة عرفات وعدم التعامل معه.
وينسجم قرار شارون مع تحذيرات من مصادر في الخارجية الاسرائيلية، من مغبة اتخاذ قرار يقضي بعدم السماح للمسؤولين الاجانب من زيارة عرفات في مقره في رام الله، على اعتبار ان ذلك سيضر بصورة اسرائيل في انحاء العالم.
يذكر ان وزيرة الخارجية اليابانية يوريكو كواغوشي رفضت طلبا لوزير الخارجية الاميركي كولن باول بعدم الالتقاء بالرئيس عرفات اثناء زيارتها لرام الله غدا. ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن مصادر موثوقة في مكتب شارون قولها ان باول اتصل بكواغوشي اول من امس وطالبها بعدم الالتقاء بعرفات، على اعتبار ان مثل هذه الخطوة تدعم مكانة رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف محمود عباس. وحسب المصادر فانه رغم رفض كواغشي طلب باول الا انها اكدت له تفهمها ضرورة تقوية مكانة ابو مازن. وكان آخر وزير خارجية المانيا يوشكا فيشر آخر وزير خارجية غربي يزور عرفات في مقره في مدينة رام الله في مطلع ابريل (نيسان) الجاري، للضغط عليه من اجل تكليف ابو مازن مهمة تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة.
الى ذلك اتهم الوزير الاسرائيلي الاسبق يوسي بيلين شارون علانية بانه يعمل على احباط مهمة ابو مازن عبر مواصلة فرض الحصار على عرفات والتهديد بمنع المسؤولين الاجانب من التقائه في رام الله. واضاف بيلين في تصريحات للاذاعة الاسرائيلية قوله ان شارون يعي انه في حال منع المسؤولين الاجانب من الالتقاء بعرفات فان ابو مازن لن يلتقيهم، وفي حال ظل الحصار على عرفات فان ابو مازن لن يستطيع السفر للخارج.