تقارير أميركية: بوش يتجه لتعيين دبلوماسي لإدارة العراق تكون له سلطة أعلى من الجنرال غارنر

إصابة 7 جنود أميركيين في هجوم بالقنابل بالفلوجة ومفاوضات بين الجيش الأميركي والسكان لاحتواء التوتر

TT

يعتزم الرئيس الاميركي جورج بوش الاعلان عن تعيين دبلوماسي لادارة العراق تكون له سلطة اعلى من الجنرال المتقاعد جاي غارنر المكلف حاليا الاشراف على اعادة اعمار العراق، حسبما افادت تقارير امس. وقالت مجلة «نيوزويك» في موقعها على الانترنت امس ان بوش اختار الدبلوماسي المحترف بول بريمر رئيسا للادارة المدنية في العراق بعد الحرب. واضافت ان تعيين رئيس مدني لادارة العراق وبسلطة أعلى من غارنر كان امرا متوقعا لكن لم يكن معروفا ان كان سيأتي من وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) أم من وزارة الخارجية. وعمل بريمر الذي يعد من الكفاءات في مجال مكافحة الارهاب دبلوماسيا محترفا لمدة 23 عاما مع ستة من وزراء الخارجية الاميركيين. وأحال البيت الابيض الاستفسارات بشأن تعيين بريمر الى وزارة الدفاع. وقالت متحدثة باسم وزارة الدفاع انها ليس لديها معلومات بشأن هذا التقرير. ولم تنجح جهود الاتصال ببريمر هاتفيا.

وقالت مجلة «نيوزويك» ان متحدثا باسم مكتب بريمر في واشنطن حيث يتولى منصب المدير التنفيذي لشركة مارش كرايسيس كونسالتنج ذكر انه غير موجود ليعقب على التقرير ولم يتسن له «تأكيد أو نفي» نبأ التعيين. ويأتي تعيين بريمر وسط انقسامات مستمرة بين الجيش الاميركي والدبلوماسيين الاميركيين بشأن تشكيل حكومة عراقية في المستقبل حيث اثار السياسي العراقي احمد الجلبي انقسامات داخل ادارة بوش. ويتمتع الجلبي زعيم المؤتمر الوطني العراقي بتأييد قوي في وزارة الدفاع الاميركية فيما يشكك بعض المسؤولين في وزارة الخارجية الاميركية في مصداقية الجلبي.

ووفقا لـ«نيوزويك» فقد اشاد بعض حلفاء وزير الخارجية كولن باول بتعيين بريمر قائلين انه سيوفر قوة معادلة لأفكار المحافظين الجدد في وزارة الدفاع والبيت الابيض. ونقلت مجلة «نيوزويك» عن مسؤول اميركي قوله في اشارة الى وزيري الخارجية السابقين هنري كيسنجر وجيمس بيكر «انها فكرة جيدة جدا لان هناك حاجة الى شخص دبلوماسي هناك. وكان هذا امرا مفقودا. انه من نوع كيسنجر وبيكر». وعمل بريمر سفيرا متجولا لمكافحة الارهاب في ادارة الرئيس الاميركي الاسبق رونالد ريجان. وفي يونيو (حزيران) 2002 عينته ادارة بوش للعمل في المجلس الاستشاري للامن الداخلي التابع للرئيس.

وتصاعدت حدة التوتر امس في الفلوجة غرب بغداد بعد اصابة سبعة عسكريين اميركيين بجروح اثر القاء قنابل يدوية على مبنى كانوا يتمركزون فيه الليلة قبل الماضية في هذه المدنية. وقال الكابتن فرانك روزنبلات من الفرقة 82 المحمولة جوا المتمركزة في الفلوجة ان شخصين اقتربا من المبنى الذي كان في السابق مقرا لحزب البعث نحو الساعة الواحدة بالتوقيت المحلي والقيا قنبلتين يدويتين من فوق حائط المبنى ما ادى الى اصابة سبعة جنود بجروح متوسطة وطفيفة.

الى ذلك قال المتحدث باسم الجيش الاميركي الكابتن الان فوت «كان الهجوم تعبيرا عن غضب قلة من الناس في المدينة بعد ما حدث»، في اشارة لاطلاق القوات الاميركية النار على متظاهرين مناهضين للولايات المتحدة في المدينة. ونقل الجنود الذين اصيبوا في الهجوم الى بغداد التي تبعد عنها الفلوجة 50 كيلومترا. وقال بيان للقيادة الوسطى الاميركية ان خمسة من المصابين يحتاجون لرعاية طبية لكن حالتهم مستقرة. وبعد الهجوم تبادلت القوات الاميركية النيران مع مهاجمين مجهولين لكن لم تقع اصابات اخرى.

وادان طه بدوي حامد العلواني رئيس بلدية الفلوجة الذي يقول ان رجال القبائل المحلية اختاروه لادارة المدينة بعد سقوط صدام يوم التاسع من ابريل (نيسان) الهجوم. وناشد العلواني رجال القبائل وعلماء الدين العمل على نزع فتيل التوترات وقال «اي شخص مهما كان اميركيا او عراقيا يلجأ الى العنف هو شخص شرير». لكن زيد مخلف نائب رئيس البلدية قال «اذا ما ارتكب الاميركيون خطأ وبالغوا في رد فعلهم مرة ثانية لا اعرف كيف سنحتوي الكراهية».

وارتفعت وتيرة العنف في المدينة السنية المحافظة التي يقطنها نحو 270 الف نسمة بسبب وجود قوات اميركية في مقر حزب البعث السابق المحاط بالاسلاك الشائكة وبنادق القناصة على السطح. وبينما يقول السكان عامة انهم ممتنون للاميركيين الذين اطاحوا صدام فقد اوضحوا انهم يريدون القوات الاميركية ان تتركهم يديرون مدينتهم باسرع وقت ممكن. ومنذ الاحد الماضي تشهد المدينة مواجهات بين السكان وبين الجنود الاميركيين ادت الى مقتل 16 عراقيا. فقد قتل 13 عراقيا الاثنين خلال تظاهرة احتجاج على الوجود الاميركي في المدينة حسب ما افاد شهود، كما قتل ثلاثة اخرون اول من امس في تظاهرة احتجاج على احداث الاثنين حسب ما افاد شهود ايضا.

وعن احداث الاربعاء، قال الكابتن روزنبلات ان المتظاهرين عندما بداوا برشق القوات الاميركية بالحجارة والاحذية ظن الجنود انها قنابل يدوية فاطلقوا النار عليهم. واعلنت القيادة الاميركية الوسطى الاربعاء ان المتظاهرين رشقوا الجنود الاميركيين بالحجارة كما اطلقوا عيارات نارية باتجاههم ما دفع الجنود الاميركيين الى الرد. الا ان شهودا في المكان افادوا من جهتهم ان المتظاهرين لم يكونوا مسلحين ولم يطلقوا النار على الجنود الاميركيين ورشقوهم فقط بالحجارة والاحذية. وعن احداث الاثنين قال الكابتن الاميركي ان القوات الاميركية رصدت وجود 25 شخصا مسلحين برشاشات كلاشنيكوف بين المتظاهرين، وقد ضبطوا عددا من الرشاشات. وقال الكابتن روزنبلات ان «غالبية المسلحين تمكنوا من الفرار» مضيفا «لا افهم هذه الشائعات المتكررة حول ان المتظاهرين لم يكونوا مسلحين» مضيفا ان «رجاله سيواصلون القيام بما يجب القيام به». وافاد الكابتن ايضا ان ضباطا اميركيين يجرون حاليا مفاوضات مع مسؤولين بلديين في المدينة. واول من امس اعلن عدد من رجال الدين في المدينة انهم طلبوا من القوات الاميركية الانسحاب من الفلوجة او الانسحاب على الاقل من وسطها. واعلن احد هؤلاء المسؤولين ان السكان باتوا يضيقون ذرعا بالجنود الاميركيين خصوصا بعد ان تمركزوا في احدى مدارس المدينة. وتشهد الاضطرابات التي تجري في الفلوجة والتظاهرات شبه اليومية المناهضة للولايات المتحدة في بغداد على الصعوبة التي تواجهها القوات الاميركية في فرض الامن في العراق. ومن المتوقع ان يصل خلال الايام القليلة المقبلة ما بين ثلاثة آلاف واربعة الاف جندي اميركي اضافي الى العاصمة لتعزيز القوات المتواجدة هناك بينما اكد الميجور جنرال بافورد بلونت ان نحو 20 الف جندي اميركي موجودون حاليا في العاصمة.