الجبوري: رصدت مكان عزت الدوري مرتين وسأعتقله وزوجة صدام هنا وسأتكفل بحمايتها

TT

بدا مشعان الجبوري، رئيس حزب الوطن العراقي، منشرحا وهو يتحدث مع الحاكم العسكري الاميركي لمحافظة الموصل بعد تناولهما طعام الغداء في حديقة دار علي حسن المجيد بمنطقة الغابات بالموصل على نهر دجلة. كانت المأدبة حافلة باللحوم المشوية والسمك المسكوف (اكلة شعبية شهيرة في العراق) ومشويات من مختلف الاصناف.

«الشرق الأوسط» سألت الجبوري ما اذا كان هذا الانشراح دليلا على حسن التعاون بينه وبين الاميركيين؟ فاجاب «نعم»، مضيفا ان هذا التعاون «اثمر عودة الامن والهدوء الى المدينة» التي قال عنها بانها المدينة الوحيدة التي حررت من النظام السابق ولم تقع فيها اي اعمال قتل انتقامية مثل غيرها من المدن العراقية التي لجأ سكانها حتى الى تصفية بعض عناصرالنظام بانزال حكم الاعدام فيهم ميدانيا، موضحا بانهم في الموصل لم يعتقلوا ولو شخصا واحدا من عناصر ورموز النظام منهم مدراء الامن والاستخبارات ومسؤولي الاجهزة القمعية السابقة.

وقال الجبوري، الذي عرفنا بنفسه كونه مسؤولا لادارة مدينة الموصل معللا شرعيته بالاشارة الى انه استمدها من كونه عضوا بلجنة المتابعة والتنسيق المنبثقة عن مؤتمر لندن للمعارضة العراقية الذي شارك فيه ممثلو جميع الفئات العراقية، ان في الموصل «الكثيرين من الاعضاء البارزين في النظام السابق لم نعتقلهم». وكان مشعان الجبوري واثقا من نفسه عندما اجاب على سؤال حول مكان اختباء نائب رئيس مجلس قيادة الثورة العراقي السابق عزت الدوري الذي تناقلت تقارير سرية وجوده داخل الموصل، اذ قال «لقد رصدت مكانه مرتين، وعرفت اين ذهب. وبامكاني اعتقاله الان اذا تعهد الاميركيون بعدم اخذه الى خارج العراق والقبول باحالته الى محكمة عراقية»، مضيفا «لن اسلم عراقيا واحدا للاميركيين». وبسؤاله عما اذا كان ذلك لا يتعارض مع مبدأ التعاون مع القوات الاميركية خاصة وان هناك قائمة بالمطلوبين منهم الدوري نفسه، فقال «انا اتعاون مع الاميركيين وفق اطار محدد.. فهم لا يستسلمون لكل مطالبي، وانا ايضا لن البي كل ما يريدونه.. وانا في النهاية لا اريد ان اترك شيئا لاولادي يخجلون منه، او الطخ به تاريخي امام شعبي».

وردا على سؤال حول وجود الزوجة الاولى للرئيس العراقي المخلوع، ساجدة خيرالله طلفاح، وبناتها لدى رئيس عشائر الشمر في منطقة (ربيعة) التابعة لسلطته كمسؤول عن المحافظة، اقر الجبوري بوجودها وبناتها «ضيوفا» على قبيلة شمر، مضيفا «انها اذا ارادت مساعدتي فساجيبها، واذا طلبت حمايتي فسأوفر لها، فهي وبناتها لسن طرفا في القضية». وحول ما اذا تعرض لضغوطات من بعض الاطراف لاعتقالهن، قال «نعم حدث هذا لكنني رفضت ومنعت حتى مجرد الاقتراب منهن».

وتناول الجبوري الوضع الامني للمدينة وقال رغم ما يتردد عن خوف الناس من الخروج ليلا ان الوضع «جيد وهادئ، فلم يقتل احد هنا. ولم نسمح حتى للضحايا بالانتقام من جلاديهم..وقد خاطبت اهل المدينة مرارا عبر التلفزيون والاذاعة بلغة بسيطة بعدم اللجوء الى مثل هذه الاعمال فاستمعوا لي.. اما ما يقال حول خروج الناس ليلا، فقد نصحنا سكان المدينة بعدم الخروج من بيوتهم من الساعة العاشرة ليلا الى السادسة صباحا الا في الحالات الضرورية. ونريد بذلك ان يعاونونا لترسيخ امن المدينة، وهذا لا يعني حظرا للتجول فالناس احرار اذا اضطرتهم الحاجة للخروج».

وبدا الجبوري وهو يتحدث عن الجانب الامني نادما الى حد ما من اخراج قوات بيشمركة الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، قائلا: لقد تسرعنا بسحبهم»، مؤكدا بقاء عدد منهم داخل المدينة. لكنه اضاف «كنا تحت ضغط من سكان المدينة عندما قررنا سحبهم،فقد اساء عدد من عناصرهم الى سمعة رفاقهم الاخرين بممارسة بعض عمليات السلب والنهب». واكد الجبوري ان مندوبين عن سكان الموصل يبلغ عددهم (221) شخصا يمثلون المدينة واريافها وضباطها بينهم ممثلون عن الاكراد واليزيديين والتركمان والاشوريين والعشائر سوف يجتمعون الاثنين المقبل لاختيار (24) عضوا لادارة حكومة المدينة، وهؤلاء يختارون بدورهم واحدا من اربعة مرشحين مستقلين لمنصب محافظ المدينة، نافيا ان يكون بين هؤلاء الاربعة اي مرشح من انصاره او حزبه. واكد الجبوري ان ادارته سوف تدفع رواتب جميع موظفي الدولة بالاضافة الى دفع (20) دولار لكل متقاعد عن الوظيفة الى جانب جميع المشمولين بالرعاية الاجتماعية من الارامل والعاجزين والفقراء..