قيادات دينية في أميركا تدعو بوش لنبذ الحروب الوقائية وتحذر من الانفراد بالقرارات

TT

دعت قيادات دينية مسلمة ومسيحية ويهودية في الولايات المتحدة الرئيس الأميركي جورج بوش الى اعادة النظر ومراجعة السياسة الجديدة التي تنتهجها ادارته، وهي سياسة الضربة العسكرية الوقائية ضد مصدر الخطر والتهديد المحتمل للولايات المتحدة، والتي اتبعتها الادارة الأميركية بعد هجمات سبتمبر (أيلول) 2001. كما دعا هؤلاء الزعماء الشعب الأميركي الى امعان النظر والتفكير في ثمن انفراد أميركا بالقرارات بعد الحرب على العراق.

جاء ذلك في بيان صدر عن اجتماع عقد في مدينة شيكاغو أول من امس، شارك فيه حوالي مائة من اتباع الديانات السماوية الثلاث.

يذكر ان زعماء دين من الديانات الثلاث عارضوا الحرب قبل وقوعها، ودعوا الرئيس بوش لتجنبها لكن دعوتهم لم تنجح في اقناع الرئيس واركان ادارته. وجاء في بيان مشترك صدر عن الاجتماع: «اننا الآن في لحظة الاختيار، وبشكل اكثر الحاحا وحاجة من الفترة التي سبقت الحرب على العراق». وقال البيان «إن امامنا الاختيار بين الامل والشجاعة او الخوف والعنت، في مستقبل من الممكن ان يتسم بالانفراد في اتخاذ القرارات وبحروب الاختيارات بدلا من الضرورة، وكذلك استمرار الارهاب والجهود المتواصلة لبسط الهيمنة الأميركية واستغلال الخوف».

وناقش المشاركون في الاجتماع الخسائر المدنية الروحية في الحرب على العراق وتكاليفها على الابرياء، كما ناقشوا الدور الذي يمكن ان يقوم به القادة الدينيون في ضوء نتائج الحرب على العراق، وما اذا كان تأثيرهم قد تبدد بعد تلك الحرب.

وطلب البيان من الشعب الأميركي ان يفكر في ثمن الانفراد بالقرارات، وثمن الحرب والنزعة العسكرية، وضحايا الحرب على العراق وتناقص الحريات المدنية في الولايات المتحدة وتحويل الموارد من الاحتياجات الانسانية الى الاغراض العسكرية.

وجاء في البيان ايضا انه يجب على الولايات المتحدة ان تنقل مسؤولية اعادة اعمار العراق واقامة حكومة تمثل الشعب العراقي بأسره الى الأمم المتحدة.

الجدير ذكره ان الاجتماع والبيان الذي صدر عن المجتمعين عشية خطاب القاه الرئيس بوش على متن حاملة الطائرات ابراهم لنكولن على بعد 150 كلم من سواحل ولاية كاليفورنيا ليلة امس اعلن فيه ان العمليات القتالية العسكرية الرئيسية في العراق قد انتهت.

ونظم اجتماع القادة من الديانات الثلاث كل من بوب ادغار الأمين العام للمجلس الوطني لكنائس الولايات المتحدة، وسيد محمد سعيد الأمين العام للجمعية الاسلامية في أميركا الشمالية والحاخام ديفيد سابرشتاين مدير مركز العمل الديني لليهودية الاصلاحية.

ومما صدر عن الاجتماع ايضا ما سمّاه المؤتمرون بـ«عظات» حثت الرئيس بوش بأن ينأى عن الزعماء الدينيين الذين يحطون من شأن ديانات الآخرين. كما صدرت عن الاجتماع وثيقة تدعو الى التفكير والأمل والعمل... اذ قال المشاركون في الاجتماع في هذه الوثيقة نطالب بأن تكون هذه لحظة التواضع لا العجرفة والتعالي، ونأمل ان يفكر الجميع فيما فقدناه».