مسؤول حزبي سوداني: لا مجال لمناقشة عاصمة خالية من الشريعة في مفاوضات ماشاكوس المقبلة

TT

أكد الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان الدكتور ابراهيم احمد عمر ان قضية علاقة الدين بالدولة قد حسمت تماماً في مفاوضات ماشاكوس الاولى بين الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان، مشيراً الى ان الحديث الان عن عاصمة علمانية أصبح امرا غير مجد. وقال الدكتور عمر في تصريحات في القاهرة ان عدة قضايا قد تم حسمها تماما في مفاوضات ماشاكوس ـ 1 من بينها قضية الشريعة قائلا ان الاتفاق يسمح بتطبيقها في كل الشمال بما فيه العاصمة المثلثة واضاف «مخطئ من يظن أن مسألة الدين والدولة قابلة للحوار مرة أخرى»، منتقداً بعض القيادات في الحركة الشعبية الذين أعلنوا أخيراً ان مسألة العاصمة القومية ستطرح في وقت لاحق في المفاوضات.

وحول وجود متشددين داخل الحزب الحاكم في السودان رافضين للتعامل مع عملية السلام قال عمر ان حزب المؤتمر يدار حالياً بمؤسسية كاملة ولا مجال لشخص أو مجموعة ان تلوي يد المؤسسات. وأضاف ان «المؤتمر الوطني هو الذي يقول نعم، وهو الذي يقول لا عبر الأغلبية، كما هو الذي يوافق على تعيين نائب الرئيس وهو الذي يعين الوزراء والولاة»، لكنه لم ينف أن هناك من لهم آراء متشددة، مشيراً الى ان هؤلاء يطرحون رأيهم داخل المؤتمر الوطني ليقرر المؤتمر وفق رأيه عبر الأغلبية.

وضرب مثلا قائلا «هناك من يقول: طالما ان الجنوبيين لا يريدون الوحدة فنحن ايضا في الشمال لا نريدها، ولكن في النهاية فان الأغلبية الكبيرة حريصة على وحدة السودان»، وتابع «أنا شخصياً أعتقد انه لا ينبغي على المؤتمر الوطني تبني مثل هذه الآراء لان الحزب الحاكم يضم أكثر من ثلث اعضائه من الجنوبيين فهو أكبر حزب سوداني في تاريخ السودان يضم هذا العدد الكبير من الجنوبيين وأي رأي غير الوحدة يعني أن تقول للمؤتمر الوطني: اذهب»، وأكد ان المؤتمر الوطني حالياً يقوم على سياسة الانفتاح وقبول الآخر وأن اي سياسة في المرحلة المقبلة ستكون من هذا المنطلق وحول ما اذا كان من الممكن تحسين العلاقة مع تجمع المعارضة السودانية بمعزل عن اريتريا، قال «هذا ممكن ولكن هل يقبل التجمع الوطني ذلك خاصة ان اريتريا ساعدتهم كثيراً ووفرت لهم الدعم في عملياتهم؟، وهل هم يفهمون ذلك؟»، وأضاف ان «السودانيين يمكن أن يحلوا مشاكلهم بأنفسهم وهم قادرون على ذلك، واذا أرادت اريتريا ان تحسن علاقاتها مع السودان عليها أن تترك أولا ما تقوم به».