السعوديون تسمروا أمام تلفازهم: توقعوا الوزراء فأصاب التغيير الوزارات

الحكومة رأت أن إعادة الهيكلة من وزارة إلى أخرى تتطلب الإبقاء على معظم الوزراء من أجل تقليل الاشكالات

TT

حملت الساعة السابعة وخمس دقائق من مساء أول من أمس في السعودية مشاعر متضاربة في نفوس المراقبين من وزراء كانوا في السلطة وآخرين يترقبون سماع أسمائهم من صوت مذيع المناسبات على القناة الأولى من التلفزيون المحلي سليمان العيسى، كانوا جميعا متسمرين أمام الشاشة، أنظارهم مشدودة الى قسمات وجه المذيع، يرددون معه ما ينطق من أسماء وزارية، مستحضرين حينها ما تناقل إلى أسماعهم في الأيام الأخيرة من أسماء عدة كانت تُنصب يومياً على مقاعد وزارية، إلا أنها اختفت في ذلك المساء، اختفاء القمر في ليلة خميس.

فبعد أن عاشت الساحة الإعلامية والأحاديث العامة بين أفراد المجتمع على مدى 10 أيام تنبؤات المجلس الجديد، كانت تركز حول الأسماء القادمة من دون أن يكون هناك أي معرفة بعزم الحكومة على إعادة الهيكلة أو حتى مجرد تنبؤات بها، فغابت عن الأسماع آخر يوم حين لاحت معلومات حول النية بدمج بعض الوزارات.

وفي الرياض حيث يصنع القرار ومعقل الوزارات والوزراء، كان موظفو الأجهزة الحكومية التي شمل ذلك المساء حضور أسماء قيادييها من وزراء ومديرين عامين، يتناقلون في أوساطهم خيوط التغيير في جهاز كل منهم، ويقول لـ« الشرق الأوسط» أحد وكلاء وزارة المعارف التي تغير مسماها إلى وزارة التربية والتعليم، ان الشعور عام في جميع الوزارات تقريبا بأن التغيير سيكون كبيرا المرة.

وينقل المسؤول بعض الروايات عن زملائه من وزارات أخرى ومصالح حكومية عنيت بالتعديلات «أن الوضع مماثل في أغلب الوزارات، ما عدا الوزارات السيادية، فغالبية الوزراء ومديري الجامعات كانوا يتهيأون للخروج، إلا أن بعضاً منهم تلقى معلومات مؤكدة ببقائه قبل انتهاء دوام يوم الأربعاء وبداية العطلة الأسبوعية»، مشيراً إلى أن «وزراء محددين لوزارات خدمية تعاملوا مع الأسبوع الأخير على أنه بالفعل آخر أيامهم على المقعد الأول في أجهزة كل منهم، وأجلوا القرارات التي تحمل جانباً من الأهمية في تعديلات إدارية أو غيرها، وفضلوا أن يقرها خلفهم لتكون بداية له في المنصب الجديد».

وسألت «الشرق الأوسط» مسؤولاً في الدولة حول اسباب محدودية التغييرات الوزارية، خمسة خرجوا من 27 وزيراً، فقال ان الحكومة رأت ان اعادة الهيكلة ومناقلة الصلاحيات والموظفين من وزارة الى اخرى تتطلبان الابقاء على معظم الوزراء من اجل تقليل الاشكالات التي يمكن ان تحدث عن تغيير الوزارات وتغيير الوزراء في آن واحد.

وفي المنطقة الشرقية شملت التعديلات الحكومية 3 مؤسسات ضمن حدودها الجغرافية وهي جامعتا الملك فيصل والملك فهد للبترول والمعادن والمؤسسة العامة للخطوط الحديدية، فتم التجديد لمدير الأولى والثالثة، وعين مدير جديد للثانية، وفي المؤسسة العامة للخطوط الحديدية التي تشغل القطار الوحيد بين الدمام والرياض، ويقول موظفون في داخل المؤسسة «إن رئيسهم الذي جدد له لأربع سنوات قادمة ويحمل المرتبة الممتازة (معالي) لم يكن يتوقع أن يشمله القرار إلا في الساعات الأخيرة» وقال أحد الموظفين «لقد تسربت معلومات من مكتب الرئيس ومنه شخصياً بأن فرص بقائه لفترة قادمة أمر مستبعد».