بريطانيا لم تتحقق بعد من هوية منفذي عملية تل أبيب وإسرائيل تحاول الربط بين «القاعدة» وحماس

سلطات الاحتلال تشدد الإجراءات الأمنية على المعابر والمطارات

TT

قال الناطق الرسمي باسم رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ان لندن تتعاون مع السلطات الاسرائيلية بغرض الكشف عن ملابسات الهجوم التفجيري في تل أبيب اول من امس الذي اتهم في تنفيذه بريطانيان من اصل باكستاني دون التأكد من هذه الحقيقة بعد. واعتبر ان العملية ربما هدفت الى عرقة عملية السلام في الشرق الاوسط في يوم تاريخي شهد اعلان «خريطة الطريق».

وأوضح الناطق البريطاني الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي في مقر «جمعية الصحافيين الاجانب» بلندن، «نواصل التشاور والتعاون مع السلطات الاسرائيلية، في سياق التحقيق في الهجوم الارهابي» الذي تعرضت له تل أبيب اول من امس. واضاف «من البديهي اننا ندين عموماً اي اعمال ارهابية كهذه» مشيرا الى انه عاجز عن اعطاء اي تفاصيل عن الحادث لان «التشاور والتحقيق مستمران».

وفي رد على سؤال حول هوية الفاعلين، ذكر الناطق باسم بلير «لا يمكنني ان اقول شيئاً عن ذلك حتى تنتهي المشاورات». وزاد «لقد كانا يحملان ما بدا انهما جوازا سفر بريطانيان»، مشدداً على ان هذه المعلومات لا تزال اولية ولابد من الانتظار ريثما تنتهي التحقيقات التي تتعاون على اجرائها وزارة الداخلية البريطانية مع السلطات الاسرائيلية المختصة.

واكد الناطق ان من الضروري «استخلاص نتيجتين اساسيتين من العملية الارهابية النكراء»، النقطة الاولى ان «الغالبية الساحقة من المسلمين هنا، وفي الخارج تدين بصورة كاملة ما حصل (اول من أمس) أما النقطة الثانية التي ينبغي ملاحظتها في سياق العملية التفجيرية فهي تتعلق بـ«خريطة الطريق».

وقال «امس كان يوماً مهماً بالنسبة للشرق الاوسط، فهو شهد اعلان خريطة الطريق للسلام». وتابع ان هذه الوثيقة ستمهد الطريق الى سلام في المنطقة لا سيما «انها تأخذ بالاعتبار مصالح الطرفين» وتهدف الى توفير الامن لاسرائيل واقامة دولة فلسطينية مستقلة قادرة على الحياة. واضاف ان «تجربتنا في ايرلندا الشمالية تعلمنا انه سيكون دائما هناك قوى رفض تحاول عرقلة عملية السلام»، غير انه اعتبر ان هؤلاء الرافضين لا يمثلون سوى اقلية محدودة.

الى ذلك قررت الحكومة الاسرائيلية تشديد اجراءاتها الامنية على المعابر الحدودية الجوية والبحرية والبرية مع حملة الجنسيات البريطانية والاميركية والغربية عموما من اصل عربي او اسلامي، وذلك في اعقاب عملية تل ابيب.

وقال الناطق بلسان الحكومة ان تنظيم «القاعدة» بقيادة اسامة بن لادن، نجح في تجنيد العشرات من هؤلاء لتنفيذ عمليات معادية لاسرائيل وغيرها. وان عملية تل ابيب تدل على تطور خطير في نشاط «القاعدة» ضد اسرائيل مما يحتاج الى تطوير الاجراءات الامنية الوقائية الرادعة. واكد ان اجهزة الامن الاسرائيلية اطلعت السلطات الامنية الغربية على نتائج التحقيق الاولية حول عملية تل ابيب بهدف زيادة التنسيق لمجابهة تلك النشاطات الخطيرة.

وكانت قوات الشرطة الاسرائيلية قد عثرت على جوازي سفر بريطانيين في فندق في تل أبيب. وتبين ان احدهما باسم عساف محمد حسين (21 عاما)، وهو الذي فجر نفسه عند مدخل النادي الليلي، والثاني عمر خان شريف (27 عاما)، وفشل في تفجير نفسه حسب الزعم الاسرائيلي فرمى الحزام المفخخ وهرب. وحاول رجل امن وسائق سيارة اجرة مطاردته وامسكا بمعطفه، لكنه افلت منهما عندما خلع المعطف، وتمكن من الفرار. واخفت الشرطة هويتهما عن الجمهور، على امل ان تستطيع ايهام شريف بانها لم تتعرف عليه، لكي تتمكن من اعتقاله، وبعد فشلها في ذلك فقررت نشر صورته وتفاصيله، على امل ان يساعدها الجمهور في العثور عليه.

وجاء في التحقيق الاولى حول الموضوع ان الشابين وصلا الى اسرائيل قبل اكثر من شهر. وتمكنا من دخول قطاع غزة، مستغلين التسهيلات التي يحصل عليها حملة الجوازات الاجنبية على الحواجز العسكرية والمعابر. وبنفس الطريقة غادرا غزة. ووصلا الى تل ابيب. ويبدو انهما لم يختارا هذا المكان صدفة. وانهما عرفا انه واقع بملاصقة اسوار مبنى السفارة الاميركية المحصن في تل ابيب. وعليه، رأت اسرائيل ان هذه العملية كانت موجهة ليس فقط ضد اسرائيل بل ايضا ضد الولايات المتحدة. وانها تنطوي على افراط في الجرأة والثقة بالذات لدى «القاعدة». وزعمت الاجهزة الامنية بان هذه العملية تدل على تطوير كبير في علاقات التعاون ما بين «القاعدة» وبين التنظيمات الفلسطينية المسلحة، خصوصا «كتائب شهداء الاقصى» التابعة لتنظيم «فتح» و«كتائب عز الدين القسام» التابعة لحركة «حماس»، وهما التنظيمان اللذان اعلنا مسؤوليتهما عن هذه العملية.

وعلم ان استمرار التحقيق في هذه العملية يتم بمشاركة طواقم اميركية وبريطانية. وطلبت فرنسا ايضا اخذ دور فيه، حيث ان احدى الضحايا الثلاث في العملية هي شابة يهودية فرنسية هاجرت لاسرائيل فقط قبل سنة وما زالت تحتفظ بجنسيتها الفرنسية. وهناك شابة اخرى فرنسية اصيبت في العملية. لكن اسرائيل لم تعطها موافقة على الطلب. كما ان جمهورية التشيك تهتم بالتحقيق، حيث ان طاقما من التلفزيون التشيكي كان يصور فيلما وثائقيا داخل النادي عندما فجر الشاب الباكستاني نفسه عند مدخله. وقد استهدف المخرج اعداد فيلم عن قوة الارادة لدى الاسرائيليين.