الشرع سلم لحود رسالة من الأسد ورفض التعليق على تصريح دو فيلبان عن «إعادة الانتشار»

TT

امتنع وزير الخارجية السوري فاروق الشرع عن الرد على تصريحات وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان التي تناول فيها الوجود السوري في لبنان مكتفياً بالقول انه لم ينته من قراءتها بعد، لافتاً الى ان الموضوع (كلام دو فيلبان) يجب ان يؤخذ في شقين: «النص الكامل وايضا الظرف الذي قيل فيه».

وكان الشرع قد قام بزيارة الى بيروت امس سلم خلالها الرئيس اللبناني اميل لحود رسالة من نظيره السوري الرئيس بشار الاسد كما عقد محادثات معه بحضور رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء رفيق الحريري ووزير الخارجية جان عبيد. وتأتي زيارة وزير الخارجية السوري قبل 24 ساعة من زيارة وزير الخارجية الاميركي، كولن باول، الى كل من دمشق وبيروت. كما اجرى الشرع بعد وصوله الى العاصمة اللبنانية من دمشق قادما بطريق البر حيث كان في استقباله الوزير عبيد عند الحدود السورية ـ اللبنانية محادثات مع نظيره اللبناني في مقر وزارة الخارجية في بيروت. استغرقت ساعة ونصف الساعة وجرى خلالها استعراض مواضيع الساعة. وانضم الى المحادثات قبيل انتهائها بقليل الامين العام لوزارة الخارجية السفير محمد عيسى ومدير الشؤون السياسية في الوزارة السفير ناجي ابي عاصي وشارك فيها ايضاً، عن الجانب السوري السفير عيسى درويش معاون الوزير الشرع.

واثر الاجتماع قال الشرع: انا سعيد باللقاء مع الوزير الاخ جان عبيد. بحثنا في مواضيع عديدة تهم سورية ولبنان. المواضيع تتوقعونها بطبيعة الحال، موضوع العراق، موضوع ما يجري على الساحة الفلسطينية وايضا العلاقات الثنائية القائمة بين سورية ولبنان. وقال رداً على اسئلة صحافية: «انا اغتنمت هذه الزيارة التي احمل فيها رسالة من سيادة الرئيس بشار الاسد الى فخامة الرئيس العماد اميل لحود لكي اهنئ الاخ معالي الوزير بالمنصب الجديد وكلي ثقة بان التعاون بين البلدين سيستمر».

وسئل: كيف تقرأ الموقف الفرنسي من موضوع اعادة انتشار القوات السورية في لبنان؟ فأجاب: الان نقرأه. نحن نقرأ هذا الموضوع لم ننته من قراءته بعد؟

وعن رده على مطالبة الوزير دو فيلبان بالانسحاب السوري من لبنان قال الشرع:

«نحن نقرأ هذا الموقف. لم ننته من قراءته بعد. لم ننته من قراءة الموضوع لان التصريح يجب ان يؤخذ في شقيه: النص الكامل وايضاً الظرف الذي قيل فيه هذا التصريح».

من جهته وصف وزير الخارجية اللبناني جان عبيد زيارة نظيره السوري الى بيروت بأنها «عبارة عن تنسيق» وقال بعد زيارته متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة امس: «نحن ننسق باستمرار مع الاخوة السوريين لان لدينا هموماً مشتركة وقضايا مشتركة وحقوقاً مشتركة» لافتا الى ان زيارة وزير الخارجية الاميركي كولن باول المرتقبة الى لبنان «تقتضي اعلى درجة من التنسيق» ورداً على سؤال حول الموقف الفرنسي الاخير وما اذا كان يعتبره متقدماً اكثر من المطالب الاميركية اجاب: «لا اعتقد.. من يقرأ تصريحات وزير الخارجية الفرنسي دو فيلبان يلاحظ سياقاً تفصيلياً في كل المسائل. لقد ابدى احدى وجهات النظر ولكن في سياق البحث عن خطة طريقة الولوج الى ميدان الحل الشامل. انا قرأته كله وهو عبارة عن عشر صفحات تقريباً».

واكد عبيد عدم وجود اتجاه للذهاب الى حد التصادم مع اميركا او فرنسا.

وكان عبيد قد علق اول من امس على تصريحات وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان والتي تناول فيها الوجود السوري في لبنان فأوضح ان القرار 520 جاء في اعقاب الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982 وكان جزءا من الرد على هذا الاجتياح ومعالجة ذيوله، واضاف: «اما الوجود السوري في لبنان والذي ارتبط موضوعه في السياسة الفرنسية باطار الحل الشامل للصراع العربي الاسرائيلي، فقد نظمه بعد ذلك اتفاق الطائف الذي دعمته الامم المتحدة والجامعة العربية وكذلك اتفاقية الأخوة والتنسيق التي يعمل لبنان سورية من خلالها». ولفت الوزير عبيد الى «ان الحكومات اللبنانية المتلاحقة وآخرها الحكومة الحالية حددت في بيانها الوزاري الذي نالت على اساسه الثقة ان لبنان يعتبر هذا الوجود ضرورياً وشرعياً ومؤقتاً وسيتعامل مع هذا الامر على هذا الاساس وبهذه الروح».