برازيليا تبلغ القاهرة أن بحارا مصريا اشتبه في وفاته بالجمرة الخبيثة مات طبيعيا وتعتذر عن عدم تفتيش السفينة

TT

أبلغت السلطات البرازيلية شركة الملاحة الوطنية المصرية، مالكة السفينة «وادي العرب» التي توفى بحار مصري على متنها مشتبهاً في اصابته بالجمرة الخبيثة، باغلاق الملف تماماً بعد ما تبين أن البحار لم يمت بالجمرة الخبيثة، كما أبلغتها اعتذارها عما حدث. وبدورها أبلغت السلطات المصرية أسرة البحار نفس الرسالة، وأقامت الأسرة التي تقيم بالاسكندرية عزاء في مصابها بمدينة الاسماعيلية شمال شرقي مصر.

وقال الربان عادل ثابت مدير شركة الملاحة الوطنية ان شركته تلقت اعتذارا من السلطات البرازيلية عن تفتيش السفينة للاشتباه في وجود بكتريا الانثراكس (الجمرة الخبيثة) على متنها والاشتباه في أنها أدت إلى وفاة كبير البحارة عليها ابراهيم سيد سليمان مصاباً بالجمرة الخبيثة، فضلا عن تعرضها للايقاف بعد ذلك بالقرب من السواحل الكندية.

وأكدت رسالة السلطات البرازيلية التي تلقتها الشركة ان البحار المصري توفي وفاة طبيعية وقال الربان عادل ثابت لـ«الشرق الأوسط»: «ابحرت السفينة «وادي العرب» باتجاه ميناء بورت الفريد بالبرازيل بعد عدة أيام من ايقافها على بعد سبعة أميال من ميناء هاليفاكس بمقاطعة كيبيك الكندية، ثم غادرت المياه الكندية في الساعة الواحدة صباح أمس بتوقيت القاهرة باتجاه ميناء بورت الفريد».

وأوضح ان الرسالة التي تلقتها الشركة بالقاهرة اشارت الى «ان هذا الاجراء من قبل السلطات الكندية يأتي بعد ان أكدت السفارة البرازيلية والشرطة للحكومة الكندية عدم وجود أي سبب يمنع الباخرة من الحركة طبقا للاختبارات الطبية التي اجريت بالبرازيل، بمركز إيفاندرو شاجاس بناء على طلب من مكتب مكافحة الإرهاب، والذي أثبت ان الوفاة طبيعية وان المادة التي تسببت في وفاة البحار ابراهيم سيد سليمان ابراهيم ليست انثراكس أو أي مادة بكتيرية خطرة، وإنما عبارة عن نوع من البكتيريا يوجد بشكل طبيعي وغير ضار لدى البشر».

وأضاف ان السفارة المصرية بالبرازيل أبلغته بذلك وكذلك السفارة البرازيلية بالقاهرة، في رسالتين تؤكدان ان الشرطة البرازيلية اغلقت ملف القضية نهائيا نظرا لعدم وجود شبهة جنائية.

وقال ثابت: «شهادة وفاة البحار المصري ستصدر الجمعة المقبل، وسيصل جثمانه الى الاسكندرية قريبا على نفقة الشركة نظرا لعدم وجود ما يستدعي بقاء الجثمان هناك الآن». وأوضح انه لم تتقرر بعد الاجراءات التي ستتخذها الشركة ضد الجهات التي تسببت في تشويه سمعتها.

ومن جانبها أكدت أسرة البحار المصري انه ليس له أي صلة بأي تنظيمات سياسية او اتجاهات دينية متطرفة، بل هو شخص طيب الأخلاق، وله علاقات طيبة بكل جيرانه في الشارع والعمارة التي يسكن بها في منطقة كليوباترا بالاسكندرية.

وقالت زوجته سيدة مصطفى محجوب لـ«الشرق الأوسط» ان وزارة الخارجية المصرية وأجهزة الأمن أخطرتها بأن التحاليل التي اجريت في كندا للعينات التي أخذت من جثة زوجها أكدت ان الوفاة جاءت نتيجة للسكتة القلبية، وليس بسبب الجمرة الخبيثة كما اشيع طوال الايام الماضية.

وأضافت ان زوجها الراحل كان يبلغ من العمر 58 عاما ويعمل بحارا منذ عام 1973، أي منذ 30 عاما، وكان يعمل في بداية الأمر في الشركة المصرية للملاحة «قطاع عام»، لكنه حصل على اجازة من الشركة ثم قام بتسوية معاشه، والتحق بعد ذلك بالعمل في الشركة الوطنية للملاحة التي ظل يعمل بها حتى وفاته في 11 الشهر الماضي، لانه لمس حسن المعاملة من الشركة الأخيرة، ولذلك استمر في العمل بها، وله ولد يعمل محاسبا في أحد البنوك بالاسكندرية وابنة متزوجة من طبيب ولديها طفلين.

وعن الرحلة الأخيرة لزوجها قالت: «سافر من الاسكندرية الى القاهرة مع زملائه، ومنها بالطائرة الى البرازيل بعد ان توقفت طائرتهم ترانزيت في سويسرا. وفي مساء 10 الشهر الماضي وصلوا الى المركب في برازيليا، وتناولوا العشاء ثم صعد لينام في غرفته بالمركب، وفي الثانية عشرة ظهر اليوم التالي حاول زملاؤه ايقاظه من النوم لكنهم فوجئوا بأنه قد مات، وقد تردد في البرازيل انه مات بالجمرة الخبيثة فأخذوا هناك عينات من دمه والسوائل التي خرجت من فمه حيث اشتبهوا بأنه مات بالجمرة الخبيثة، لكن عندما أخذوا عينات أخرى لتحليلها في كندا تبين انه مات بالسكتة القلبية وليس بالجمرة الخبيثة».

واضافت: «كان زوجي قد اخبرني انه بعد العودة من هذه الرحلة سوف يترك الشقة التي يسكن فيها حاليا لابنه احمد المحاسب بأحد البنوك ليتزوج بها، وسوف نسكن نحن في شقة بالقانون الجديد، بل طلب مني قبل سفره بيوم واحد ان نقيم حفل زواج ابنه اثناء الرحلة، ولا ننتظر عودته لانه لا يعلم موعد العودة، لكننا رفضنا ذلك انتظارا لعودته».

ويذكر ان البحار المصري الراحل حاصل على درجة ربان في أعالي البحار منذ عام 1990 وهي أعلى الدرجات التي يمكن ان يحصل عليها قبطان.