معهد أميركي يبحث سبل إرساء قواعد الديمقراطية في العراق

TT

واشنطن ـ أ.ف.ب: بدأت الولايات المتحدة في ارساء قواعد لاجراء انتخابات في العراق في عملية لبناء الديمقراطية يقول الخبراء انها قد تستغرق سنوات. وقد منحت وكالة التنمية الدولية الاميركية اول عقد لبدء تلك العملية في مطلع ابريل (نيسان) الى معهد «ريسيرتش تراينغل انستيتيوت» بقيمة 9،7 مليون دولار لتوفير «دعم الحكم المحلي». وقد ترتفع قيمة العقد الى 167 مليون دولار.

ويقول ريتشارد سودريت رئيس الصندوق الدولي لانظمة الانتخابات واحد المتعاقدين لعقد «ريسترتش تراينغل انستيتيوت» انه من المرجح ان تستغرق عملية اجراء انتخابات وطنية عامين على الاقل. وقال «انه من المبكر توقع اي شيء قبل عامين». واضاف «كانت هذه تجربتنا مع دول اخرى في وضع مماثل. التحدي الاكبر هو محاولة مساعدتهم على وضع نظام يثق فيه الناس».

وفي حديث له حول الموضوع مؤخرا قال الرئيس الاميركي جورج بوش ان «الولايات المتحدة ليس لديها اية نية لفرض اي نوع من الحكومة او الثقافة (على العراق). ومع ذلك فاننا سنضمن ان يكون لكل العراقيين صوت في الحكومة الجديدة وحماية حقوق كافة المواطنين».

وقال القائد كريس ايسليب المتحدث باسم البنتاغون في مكتب اعادة الاعمار والمساعدات الانسانية في العراق ان «هناك نموذجين لذلك، اهمها نموذج الحكومة الافغانية». واضاف «لقد اعربت الحكومة الاميركية عن التزامها التام بهذه العملية مهما كان الوقت الذي ستستغرقه. شرطنا الوحيد ان تكون حكومة ديمقراطية بشكل او بآخر». الا ان المحللين يشيرون الى سجل مختلط من الجهود لبناء الديمقراطية في البوسنة وكمبوديا وهاييتي وانغولا والسلفادور والبانيا وغيرها.

ويقول بعض الخبراء ان العملية ربما تكون اكثر تعقيدا مما كان يعتقد في العراق بسبب غياب التقاليد الديموقراطية والتنافس الاتني الشديد بين السنة والشيعة والاكراد وغيرهم.

وقال دانيال برومبرغ الاكاديمي في «كارنيغي انداونمنت فور انترناشونال بيس» انه في العراق «فان الجهد لاحلال الديمقراطية يمكن ان يعمق هذه الانقسامات». واضاف «السؤال هو كيف نتعامل مع هذه المسألة عندما تجعل الديمقراطية الامور اسوأ وليس افضل. الناس في الولايات المتحدة يفترضون ان الديمقراطية هي الدواء الشافي ولكنها ليست الضرورة كذلك على الاطلاق».

ويقول برومبرغ انه اذا تم اعتبار ان جماعة اتنية واحدة كسبت السيطرة السياسية فان باقي الجماعات «لن تدعم العملية الديمقراطية وسيكون لديها كافة الدوافع لتقويضها». واضاف ان هذه الوضع يدعو الى شكل من اشكال «الفيدرالية» تكون لكل فصيل فيه السيطرة على منطقته ويشارك في السلطة في الحكومة الوطنية.

وقال ان هذه العملية قد تستغرق سنوات وتواجه الولايات المتحدة العديد من المخاطر في محاولة تنفيذ ذلك بمفردها. واوضح «انها عملية طويلة ومن الصعب معرفة ما اذا كانت الولايات المتحدة تستطيع القيام بذلك دون اعتبار الاميركيين استعماريين».

وقال برومبرغ ان هناك «عددا كبيرا من الامور التي لا يمكن التكهن بها والكثير من الاماكن التي يمكن ان تنهار فيها (العملية) مما يجعل من الصعب ان يكون الشخص متفائلا بشكل واضح».

وقال راديك سيكورسكي الزميل المقيم في معهد «اميركان انتربرايز انستيتيوت» ان العراق يجب ان يتعلم دروسا من الاتحاد السوفياتي السابق وافغانستان ويستخدم خبرات المغتربين العراقيين لقيادة العملية.

وأوضح في تقرير اعده مؤخرا انه «في بلد تعد التقاليد الديمقراطية فيه اضعف من تلك الموجودة في وسط اوروبا من الخطأ ان نتوقع ان تزدهر الحرية فور سقوط الطاغية».

وقال «ان عراقيي الشتات المنتشرين في كافة انحاء العالم هم الجماعة العراقية الوحيدة التي خبرت الحياة الديمقراطية لقد اثبت اعادة المغتربين لاعادة بناء البلاد نجاحه في افغانستان. ويجب تجربته في العراق».