برلين لا تتوقع تطبيعا سريعا للعلاقة مع واشنطن ووزير الدفاع الألماني لا يحمل «هدية» للقاء رامسفيلد

TT

يقوم بيتر شتروك وزير الدفاع الألماني بزيارة الى واشنطن، وكان من المنتظر ان يلتقي في مستهلها بنظيره الاميركي دونالد رامسفيلد ومستشارة شؤون الأمن القومي كوندوليزا رايس امس. وهذه هي أول زيارة لمسؤول ألماني كبير لواشنطن منذ توقف العمليات القتالية في العراق. وذكرت مصادر وزارة الدفاع الألمانية في برلين أمس أن قضايا إعادة إعمار عراق ما بعد الحرب وبناء الاتحاد الدفاعي الأوروبي وتخفيف حدة التوتر في أجواء العلاقات بين الولايات المتحدة وألمانيا ستكون في مقدمة جدول اعمال زيارة الوزير الألماني. وكان من المتوقع ان يناقش الوزيران، شتروك ورامسفيلد، موضوع سحب الجنود الاميركيين من الأراضي الألمانية واحتمال نقل القواعد الأميركية من ألمانيا إلى بولندا وبلغاريا والمجر.

وبدا الوزير الألماني متفائلا أثناء حديثه إلى الصحافيين قبل مغادرته إلى واشنطن. وقال شتروك، الذي يلتقي رامسفيلد لفترة 40 دقيقة فقط، ان من الممكن تحقيق أهداف الزيارة في «خمس دقائق سنقول اننا اختلفنا بشأن العراق، دعونا ننسى الخلافات، ولنعمل على تطبيع العلاقات».

وأكد الوزير أنه لا يشعر بضرورة أن يحمل بيده أية «هدية» إلى واشنطن لأن العلاقة بين البلدين لم تمر «بعصر جليدي» ولم ترتفع فيها الخلافات إلى مستوى الصراع بسبب العراق.

وقال كارستن فويت المسؤول المكلف شؤون العلاقات مع الولايات المتحدة لدى الحكومة الالمانية لنه لا يتوقع «تطبيعا سريعا» للعلاقات بين برلين وواشنطن.

ونقلت اذاعة «انفوراديو» الالمانية عن فويت قوله ان حل الخلافات لا يلزم «خمس دقائق» وانما «ساعات على الاقل». وابدى ايضا تأييده لسياسة دفاع اوروبية، مؤكدا انه من اجل «اقامة علاقات مستقرة بين الولايات المتحدة واوروبا، يجب ان تصبح اوروبا قوية». وشدد على دور حلف شمال الاطلسي الذي وصفه بانه «الرابط المؤسساتي الاهم بين جانبي الاطلسي».

وكان المحور الأوروبي الرباعي المؤلف من فرنسا وألمانيا وبلجيكا واللوكسمبورغ قد تقدم باقتراح تشكيل «اتحاد دفاعي» اوروبي في اجتماع ضم ممثلي الدول الأربع الشهر الماضي، إلا أن واشنطن ولندن وجهتا نقدا لاذعا للمشروع.

وشهدت العلاقات الألمانية ـ الأميركية توترا ملحوظا في الأشهر الثلاثة الماضية بسبب اختلاف وجهات النظر في الموقف من الحرب ضد العراق. وضمت ألمانيا صوتها إلى جانب فرنسا وروسيا والصين في الدعوة لنزع أسلحة العراق سلميا ورفض الحرب ضد بغداد بدون تفويض صريح من الأمم المتحدة.

ولم يستبعد رامسفيلد في تصريح له سبق زيارة شتروك لواشنطن إشراك فرنسا وألمانيا وروسيا في مهمات حفظ الأمن والسلام في العراق بشرط أن تلعب هذه الدول دورا «بناء» في العملية على حد تعبيره. ولم يشر رامسفيلد إلى أي دور للأمم المتحدة رغم موقف ألمانيا الواضح والداعي إلى المشاركة في إعمار العراق وفق تكليف رسمي من هيئة الأمم المتحدة.