فاروق أبو عيسى : قبولنا الحوار مع الحكومة السودانية لا يعني نهاية التجمع

TT

وصف فاروق أبو عيسى مساعد رئيس تجمع المعارضة السودانية اجتماع هيئة قيادة المعارضة الذي انعقد أخيرا في اسمرة (اريتريا) بأنه كان ناجحا، منددا بالاصوات التي «تشيع قبيل كل اجتماع بأنه الاخير للتجمع».

وقال أبو عيسى ان اجتماع اسمرة «لم يكن استثناء اذ ان مداولاته اتصفت بالعمق والشفافية والصراحة في تناول القضايا المصيرية التي تهم شعب السودان»، مشيرا الى ان ورقة الخط الاستراتيجي للتجمع والتي اجازتها هيئة القيادة تمثل برنامجا عمليا للنضال على ارض الواقع، مراعية كل تضاريس الوضع السياسي الراهن داخليا واقليميا ودولي. وحول الحوار مع الحكومة في الخرطوم قال أبو عيسى ان «قرار هيئة القيادة بقبول العرض المقدم لها عبر رئيس التجمع للحوار مع الحكومة يمثل سلوكا وطنيا مسؤولا جاء تقديرا منها للمخاطر السياسية التي تهدد وحدة البلاد ومستقبلها خصوصا في ظل الاوضاع الاقليمية والدولية المعروفة بعد غزو العراق». ونفى ان يكون الحوار يعني نهاية التجمع.

واضاف «من هنا جاء قبول هيئة القيادة بالعرض المطلوب، قابلين بالحوار المباشر مع النظام، وتخلينا عن أي شروط خاصة في ما يتعلق بتهيئة المناخ وخلافه من اجل الحفاظ على السودان وتحقيق مصالح شعبنا في الوحدة والاستقرار والسلام»، وتابع «لعل المسؤولين في الخرطوم يقرأون خريطة الاوضاع داخليا واقليميا ودوليا كما قرأها التجمع الوطني ويتركون المكابرة والتعنت حتى يقدموا على حوار بناء من اجل سودان ديمقراطي جديد يقوم على سيادة حكم القانون والتعددية وتداول السلطة في ظل القضاء المستقل واحترام حقوق الانسان».

وحول تطورات الاوضاع في دارفور قال أبو عيسى ان «اضاعة فرصة الحوار المطروحة حاليا بين التجمع والحكومة والسعي وراء ما جرى في دارفور بأنه نهب مسلح أو تدخل من دول الجوار على غير الحقيقة التي نعرفها من أن ما يحدث انتفاضة شعبية كاملة يشارك فيها كل اهل دارفور بكل انتماءاتهم». وأوضح ان «وصف ما يجري في شرق السودان بأنه تدخل اجنبي ووراءه هذه الدولة أو تلك بأنه امر غير مقبول»، مشيرا الى ان «الاستمرار في معالجة الامور بهذه الطريقة المخلة وعدم استذكار دروس غزو العراق سيعرض وطننا لمزيد من الآلام والمصائب».

وقال «نحن على ثقة من ان العقلاء في حكومة الخرطوم يعرفون كل هذا الذي ذكرناه ولعلهم يتصرفون بموجبه، ويكفي اهل السودان ما عانوه طيلة 14 عاما الماضية اذ ان برنامج الجبهة الاسلامية ومشروعها الحضاري قد فشلت تماما ولا مكان لها في عالم اليوم» وحول علاقات تجمع المعارضة السودانية مع مصر وما اذا كانت هناك خلافات بينهم حول موضوعات محددة قال أبو عيسى ان «الحديث عن أي توتر بين التجمع الوطني الديمقراطي ومصر حديث مغرض وغير حقيقي حيث ظلت علاقة التجمع والحكومة المصرية علاقة حميمة قائمة على التشاور والتفاكر المتبادل والشفافية». وأبان أن «مصر كانت شريكا حقيقيا لشعب السودان في تجاوز كثير من المخاطر والعقبات خاصة في ما يتعلق بوحدة السودان وامنه واستقراره وتجنيبه التدخلات المضرة به»، مشيرا الى ان الرئيس المصري حسني مبارك بشكل خاص «ظل دائما اقرب الاقربين الينا بحكمته وبصيرته وتأكيده للتجمع ورفضه لكل سياسات الانفراد وهو مع وحدة الشعب السوداني وحقه في السلام والديمقراطية والاستقرار». وقال «من هنا فان اي تقارب بين شعبي الوادي يقوده الرئيس محمد حسني مبارك يكون محل ثقتنا واحترامنا».