اسكتلنديارد تبحث علاقة الانتحاريين في عملية تل أبيب بخلية جزائرية متهمة في قضية سم «الريسين»

المتهم بتجنيد بريطانيين لـ«القاعدة» يكشف عن منشورات أصولية في برمنغهام دعت لنيل شرف «الشهادة» في فلسطين

TT

فيما تخوفت مصادر امنية بريطانية ان يكون البريطانيان اللذان نسبت اليهما العملية الانتحارية في تل ابيب على علاقة بقضية سم «الريسين» التي تكشفت في بريطانيا منذ ثلاثة اشهر، اكدت متحدثة باسم اسكتلنديارد في اتصال هاتفي اجرته معها «الشرق الأوسط» استمرار التحقيقات مع ستة اشخاص (ثلاثة رجال وثلاث سيدات) في مركز شرطة بادنغتون غرين بوسط لندن، في اطار التحقيق الذي بدأته اثر العملية الانتحارية التي استهدفت حانة في تل ابيب الاربعاء الماضي.

وكان مسلمان يحملان الجنسية البريطانية اتهما بتنفيذ العملية التي اوقعت اربعة قتلى وعشرة جرحى، احدهما عاصف محمد حنيف، 21 عاما، وهو الذي فجر نفسه عند مدخل الحانة، والثاني عمر خان شريف، 27 عاما، الذي فر بعد ان حاول عبثا تفجير العبوة التي كان يحملها.

وقالت مصادر مقربة من شرطة اسكتلنديارد لـ«الشرق الأوسط» ان عمر خان شريف تم تجنيده في بريطانيا من قبل الخلية الجزائرية التي اتهمت في قضية سم «الريسين» التي عثر عليها في شقة وود غرين في يناير (كانون الثاني) الماضي. واشارت الى ان المحتجزين الستة في لندن هم من اقارب الانتحاريين وضمنهم زوجة شريف وشقيقتاه، واحد اشقائه، وشقيق زوجته، وجميعهم محتجزون بموجب المادة 41 من قانون مكافحة الارهاب الصادر عام 2000. وكشفت مصادر عليمة لـ«الشرق الأوسط» ان زوجة شريف مولودة في الجزائر، وان الشرطة تبحث حاليا علاقاته بـ«الخلية الجزائرية» في لندن. الى ذلك كشف الناشط الاصولي حسن بت مسؤول «جماعة المهاجرين» الاصولية في باكستان وهو من اصول باكستانية عن توزيع منشورات اصولية في برمنغهام دعت الى نيل شرف «الشهادة» في فلسطين والشيشان وكشمير. وقدر الاصولي حسن بت المتهم بتجنيد بريطانيين لـ«القاعدة» في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» عدد الانتحاريين الذين ينتظرون القيام بعمليات بأكثر من 50 اصوليا. وقال ان معظمهم ما زال موجودا حاليا في بريطانيا. وقال بت الذي ينتظر مثوله امام المحكمة العليا في لندن في اغسطس (آب) المقبل بتهم ارهابية بزعم تجنيده بريطانيين لـ«القاعدة» وحركة طالبان في افغانستان «ان اعمار البريطانيين الانتحاريين تتراوح مابين 17 ونهاية الثلاثينات من العمر». واشار الى انهم ليسوا بالضرورة اعضاء فاعلين في حركة «المهاجرين» الاصولية، ولكن اغلبهم تلقوا دروسا دينية اسلامية في بريطانيا عن شرف الجهاد كذروة سنام الاسلام، والجنة الموعودة التي سيلقاها كل منهم بعد تنفيذ واجب الشهادة في سبيل الله. واوضح بت الذي طردته كلية القانون من جامعة ولفر هامبتون البريطانية بسبب انشطته الاصولية داخل الجامعة، وكذلك حسبما ذكر بسبب اعتراضه على عقد مؤتمرات الشواذ داخل حرم الجامعة، ان الهدف ليس مشاركة البريطانيين في عمليات انتحارية فقط في اسرائيل على حد علمه، بل ان الحديث كان يدور ايضا حول تنفيذ عمليات في الشيشان وكشمير. ونفى ان يكون هؤلاء الانتحاريون على علاقة بـ«القاعدة»، ولكنهم تلقوا تدريبات عسكرية في الخارج. واعرب عن اعتقاده بأن الانتحاريين شريف وحنيف تلقيا تدريبات من قبل خارج بريطانيا. وتقول مصادر امنية اسرائيلية ان البريطانيين يعتقد انهما تدربا في سورية، ومن المحتمل ان يكون ذلك في مقر تدريب حركة المقاومة الاسلامية «حماس» في دمشق.

وتطرق بت الى منشورات اصولية وزعت قبل اسابيع في مدينة برمنغهام لاحدى الجماعات الاصولية دعت البريطانيين لنيل شرف «الشهادة» في سبيل الله في فلسطين والشيشان وكشمير. وقال ان المنشورات الاصولية تنسب لجماعة «اهل السنة»، (اغلق موقعها على الانترنت منذ عدة اسابيع). واحدث تلك المنشورات يعود تاريخه الى ايام قبل سقوط نظام صدام حسين، وتدعو المسلمين البريطانيين الى المشاركة في العمليات في العراق وفلسطين والشيشان، وتحث المسلمين على التبرع لحساب بنكي في برمنغهام. وكان بت ذكر في حديث سابق مع «الشرق الأوسط» ان عشرات من البريطانيين قتلوا في الغارات الجوية الاميركية على افغانستان. واشار الى أن ثلاث منظمات اصولية في باكستان قامت بالدور الاكبر في تدريب البريطانيين وتوفير السكن والمأوى قبل اخذهم في رحلة عبر الحدود الباكستانية الى داخل افغانستان في اعقاب هجمات سبتمبر (ايلول) 2001. ومن جهة اخرى كشفت مصادر اسرائيلية ان الانتحاريين حنيف وشريف استخدما نسخا من القرآن الكريم لتخبئة المتفجرات التي تم استخدامها في العملية. وقال موقع «دبيكا» الامني الاسرائيلي على الانترنت، ان الخبراء الاسرائيليين يعتقدون ان المتفجرات المستخدمة في العملية ليست من «صناعة محلية»، بل مستوردة من الخارج. واشارت المصادر الاسرائيلية الى ان الانتحاريين وصلا الى الاردن حيث تسلما المتفجرات، ثم عبرا الى الضفة الغربية عبر جسر اللنبي. من جانبها نقلت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية امس ان المسؤولين الاسرائيليين يخشون من ان البريطانيين الضالعين في هجوم تل ابيب الانتحاري الاسبوع الماضي قاما بتهريب نوع جديد من المتفجرات يصعب رصده على متن طائرة متوجهة الى اسرائيل.

ونقلت الصحيفة عن وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز قوله ان البريطانيين هربا متفجرات بلاستيكية الى اسرائيل من الاردن داخل نسخ من القرآن الكريم.

ولمح المسؤولون الاسرائيليون الذين يحققون في كيفية تمكن البريطانيين عاصف محمد حنيف وعمر خان شريف من اختراق القيود الحدودية الصارمة، الى انهما ربما استخدما نوعا جديدا من المتفجرات يصعب الكشف عنه، طبقا للصحيفة.

واضافت الصحيفة ان احتمال وصول مثل هذه المتفجرات الى ايدي الارهابيين يثير تساؤلات مقلقة حول امن الطيران في كافة انحاء العالم. واضافت ان مسؤولي استخبارات غربيين سيسعون الى التأكد من ان مزاعم مسؤولي الامن الاسرائيليين ليست محاولة من طرفهم للتغطية على الثغرة المحرجة في الاجراءات الامنية.

وقد لمحت الصحف الاسرائيلية امس الى استخدام «مادة غريبة» في الهجوم على حانة «مايكس بلايس» على شاطئ البحر في تل ابيب يوم الاربعاء الماضي والذي اودى بحياة ثلاثة اسرائيليين بالاضافة الى الانتحاري واصابة العشرات بجراح.

وقال موفاز للحكومة الاسرائيلية ان البريطانيين ربما حصلا على المتفجرات من الاردن او سورية وعبرا بها من الاردن قبل عدة اسابيع.

وقالت احدى الصحف البريطانية امس ان مسؤولي اجهزة الامن البريطانية علموا ان بريطانيين مرتبطين بهجوم ارهابي في اسرائيل الاسبوع الماضي على علاقة بمتطرفين اسلاميين الا انهم قرروا انهما ليسا ارهابيين محتملين.